بالطبع تعرف ذلك الشعور الذي يصيبك حين تتذكر اسم صديق الطفولة، في حين تنسى المكان الذي وضعت فيه مفتاح سيارتك منذ دقائق، مفارقة تبدو غريبة في ظاهرها، إلا أن الجواب على هذا اللغز بات متاحاً.
هكذا جاءت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في معهد كاليفورنيا للتقنية (كالتك)، إذ خلصوا إلى أن عمل الخلايا العصبية بشكل جماعي ومتزامن ومتكرر هو المفتاح لذلك اللغز.
وتمكن الباحثون تحت إشراف كارلوس لويس، في بحثهم المنشور في دورية “ساينس” الأميركية من فهم تلك الآلية؛ وأشاروا إلى أن التشفير المتزامن والمتكرر “لمجموعات” من الخلايا العصبية ينتج عنه تكوين ذكريات قوية ومستقرة يمكنها أن تبقى إلى الأبد.
دلالات البحث قد تمكننا من فهم العديد من التساؤلات المتعلقة بحالات تلف الدماغ، لا سيما بعض الأمراض الأخرى مثل الزهايمر والسكتات الدماغية.
طور الباحثون آلية لاختبار النشاط العصبي في الدماغ، وذلك بوضع فئران التجارب في مضمار مستقيم بطول خمسة أقدام، وذي جدران بيضاء. كما وضعوا رموزا مختلفة وفريدة على طول الجدران كعلامات مميزة للمواقع المختلفة. في حين وضع الماء والسكر (كمكافأة) عند طرفي المسار.
وحينما بدأت الفئران استكشاف المسار، قام الباحثون برصد نشاط الخلايا العصبية المسؤولة عن تذكر الأماكن في منطقة قرن آمون، حيث تبدأ الذكريات الحديثة في التشكل.