كيفية تربية الأسماك في الأحواض الترابية

تعدّ تربية الأسماك في الأحواض الترابية واحدة من الطرق الحديثة لتربية الأسماك، التي تعتمد على توفير الغذاء للأسماك من المصادر الطبيعية في البيئة المائية، وهذا ما يُسمى بنظام الإنتاج المتسع.

 وتعد تربية الأسماك أو الاستزراع السمكي أحد الأنشطة الزراعية، التي تهدف إلى زيادة الإنتاج السمكي، وخاصة الأسماك ذات القيمة الاقتصادية، والتجارية، والغذائية العالية، فما الأحواض الترابية، وما شروط اختيار الموقع؟ وما الخطوات الواجب اتباعها قبل وضع الأسماك فيها؟

ما الأحواض الترابية المستخدمة في تربية الأسماك؟

هي عبارة عن بحيرات اصطناعية، أو سدود يتم إنشاؤها من أجل الاحتفاظ بصفات البيئة المائية الطبيعية لتربية الأسماك، والتي تصل مساحتها لآلاف الأمتار المربعة للحوض الواحد، وهي تصلح لتربية الأسماك المياه الدافئة مثل أسماك الكارب، والمشط بنوعيه الأزرق، والأبيض، والبوري، والسللور، والأسماك العاشبة كون هذه الأنواع لا تحتاج إلى رعاية، ومعاملة خاصة مثل سمك الترويت، ويتم إنشاؤها إما يدويًا أو باستخدام الحفارات في موقع محدد، مع الأخذ بعين الاعتبار توافر مجرى ماء متدفق، ومراعاة نوع التربة ومواصفاتها، كما يبلغ عمقها عادة حوالي  متراً ونصفاً ويصل الماء إلى حوالي مترا وعشرين سنتمترا، وتستخدم بعض التربة لحمايتها من الفيضانات خلال موسم الأمطار.

شروط اختيار موقع الأحواض الترابية

 يعدّ الموقع مناسبًا للأحواض الترابية في حال توفر الشروط التالية:

 توفر مصدر دائم للمياه حيث تبلغ الكمية المطلوبة ما يقارب لترين إلى أربعة لترات في الثانية الواحدة، كمتدفق وذلك حسب طبيعة التربة، نوع التربة ونفاذيتها وقوامها، حيث تعدّ التربة جيدة في حال الاحتفاظ الجيد للماء مثل التربة الطينية، أو الرملية الطينية، وأن تكون حبيبات التربة ناعمة، بحيث تمثل جزيئات الطمي والطين أكثر من خمسين بالمائة من إجمالي الوزن الجاف، بالإضافة إلى الخصوبة المناسبة، والجيدة للبركة، وكذلك دراسة نفاذية القاع لمنع التسرب، والحفاظ على خصوبة مياه الحوض، ومنع فقدان العناصر الغذائية، وبالتالي الإنتاج الجيد للأسماك، وللتأكد من صلاحية التربة يمكن إجراء الاختبار التالي: بلل عينة من التربة بالماء، بحيث تكون كمية الماء للترطيب فقط، اضغط على العينة بإحكام في يدك، إذا حافظت العينة على شكلها فهي مناسبة، أي أن كمية الطين كافية، أما في حال انهيارها فذلك يعني وجود كمية كبيرة من الرمال، ولا تصلح لبناء الحوض، كما يعدّ الموقع غير مناسبٍ لإنشاء الأحواض الترابية في حال وجود: الأحجار الكبيرة أو النتوءات الصخرية،  التربة الصخرية، والقيعان الحصوية، تربة الحجر الرملي.

كيفية إنشاء الأحواض الترابية

 توجد مجموعة من الخطوات، التي يجب اتباعها عند إنشاء الأحواض الترابية، وهي: تحضير الموقع، ويتم ذلك وفق ما يلي: إزالة الغطاء النباتي، والتربة السطحية قبل البدء بالحفر،  في المناطق الجبلية يُقاس ميول الأرض للعثور على أفضل موقع للحوض، قياس طول وعرض الحوض، ربط منطقة الحوض: تُستخدم الأوتاد لتحديد منطقة الحوض، تحديد منحدر الحوض وعرضه، وتحديد ربط الخنادق الأساسية،  كما يجب أن تكون حواجز الحوض أعلى من مستوى الماء بحوالي نصف متر لمنع الأسماك من القفز، تشييد نواة الطين: اللب الطيني، هو أساس سد الحوض الذي يجعله قويًا، ويمنع التسرب، حيث تُعبأ الخنادق الأساسية بطين غير منفذ، وضغطها بشكل جيد.

حفر البركة وإنشاء القوالب، تحديد عمق الحوض، والبدء بالحفر، بعد ذلك يُبنى السد لمنع التسرب، ثم زراعة الأعشاب، التي تساعد على تثبيت الجدار ومنع تآكل التربة.

تثبيت نظام الصرف

الغاية من نظام الصرف، هو تفريغ الحوض عند الحاجة لتغيير المياه أو حصاد الأسماك، ويتألف من مخرج لإخراج الماء، وخنادق الصرف، التي تحمل الماء بعيدًا، لذلك يفضل بناء الحوض في مكان يوفر منحدرًا جيدًا، كما يمكن استخدام السيفون والمضخات وهي من الطرق الأخرى للتصريف.

تركيب أنبوب إدخال الماء

الأحواض بحاجة إلى مداخل الماء، باستثناء المملوءة مباشرة بالينابيع أو بمياه الأمطار، حيث يجب استخدام المرشحات على المدخل، لمنع دخول الأسماك، والمواد غير مرغوب فيها إلى الحوض، كما يفضل أن يكون بسيطًا من البلاستيك الجيد، وبقطر مناسب، ويوضع على ارتفاع عشرين سنتمترا فوق مستوى المياه. الأمر الذي يساعد على إدخال الأوكسجين، ومنع الأسماك من الهروب عبر الأنبوب.

تربية الأسماك في الأحواض

الخطوات الواجب اتباعها قبل وضع الأسماك في الأحواض الترابية؛ هناك مجموعة من الخطوات، يجب اتخاذها بعد إنشاء حوض الأسماك، والتي هي: وضع سياج حول الحوض الترابي، لمنع دخول الحيوانات مثل: الضفادع، والثعابين، وسرطان البحر، استخدام الأسمدة مثل فضلات الدواجن، والأسمدة العضوية أو غير العضوية لجعل التربة خصبة، لنمو العوالق النباتية، ترك الأسمدة لمدة أربعة أيام، وبعد ذلك إدخال الماء في الحوض، في موسم الحصاد، تُصرف مياه الحوض بالكامل باستخدام آلة الضخ.

ميزات الأحواض الترابية ومساوؤها

 تتميز الأحواض الترابية عن أي نوع من الأحواض، بأن الأسماك تعيش في أحواض مشابهة لموطنها الأصلي، وتعتمد على الغذاء الطبيعي في الماء كالحيوانات القاعية، والبلانكتون النباتي بالإضافة إلى الأعلاف المضافة، كما أن معدل نموها سريع وأفضل من أي نوع أخر من الأحواض، علاوة على أن تكلفة الإنشاء والصيانة أرخص نسبيًا، كما أنها تحقق أرباحًا مرتفعة نسبيًا، حيث يصل الإنتاج الى حدود خمسة طن وزن حي للهكتار، بالإضافة إلى القدرة الطبيعية في السيطرة على التلوث، وتعدّ كلفة الإنتاج قليلة حيث يبلغ معدل التعليف وجبة واحدة باليوم، كما أن قدرتها عالية بالتخزين حيث تبلغ نسبة الزريعة السمكية  خمسة أو ستة آلاف، وتتميز بسهولة إدارة المياه فيها، وعدم الحاجة إلى جهاز تهوية كهربائي لزيادة مستوى الأوكسجين.

أما فيما يتعلق بمساوئ الأحواض الترابية، فتتمثل بالحاجة إلى الحراسة، والحماية من الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى أنها عرضة للفيضانات، وفي حال عدم البناء بشكل صحيح، قد يؤدي إلى الانهيار التام للحوض، وهروب الأسماك إلى المياه المتدفقة، علاوة على صعوبة فرز الأسماك في الأحواض الترابية، لقد حظيت تربية الأسماك إقبالًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب قلة المحميات الطبيعية في البحار، والمحيطات، والبحيرات، وبالتالي تم اللجوء إلى إنشاء المزارع السمكية، للحفاظ على هذه الثروة الحيوانية، ولعل أفضل طرق تربيتها هي الأحواض الترابية، باعتبارها الأقرب للموطن الطبيعي للأسماك.

وكالات