سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تركيا وإسرائيل… دبلوماسية الغازِ لاحتواءِ تداعياتِ الحربِ

رامان آزاد_

شهدتِ العلاقاتُ التركيّةُ ــ الإسرائيليّةُ كثيراً من مراحلِ المدِّ والجزرِ، إلا أنّ ثمّة مشتركاتٍ تجمعُ بينهما، شكّلت مرجعيّة العلاقةِ التي بدأت عام 1949، لاستعادةِ التنسيقِ بعد كلّ توترٍ، وعلى مدى العقدِ الأخير تبادل الطرفان مواقف حادةً، إلا أنّ ذلك لم يؤدِّ إلى قطعِ علاقاتِ التبادلِ التجاريّ، واليوم يتشاركُ الطرفان تداعياتِ الحربِ الأوكرانيّة، ليكونَ الغازُ كلمةَ السر بعد القطيعةِ السياسيّةِ، إضافة إلى تشاركيّةِ الموقفِ حيال موسكو وكييف.
مباحثات الغاز 
ذكرت شبكة I24 الإسرائيليّة أنَّ مناقشةً لمشروعِ خطٍ لأنابيبِ الغاز بين تركيا وإسرائيل تجري بسريّةٍ وخلفَ الكواليس، كبديلٍ لإمداداتِ الطاقةِ الروسيّةِ لأوروبا، وتتمثلُ الفكرةُ بإنشاءِ خطِ أنابيبٍ تحت البحرِ من حقل ليفياثان، أكبر حقل للغاز الطبيعي البحري في إسرائيل إلى تركيا، وسيتدفق الغاز إلى تركيا ودول جنوب أوروبا.
تتطلعُ أنقرة إلى اقتناصِ الفرصةِ خلال الحربِ الأوكرانيّة والمسعى الأوروبيّ لتأمينِ احتياجاتها من الغازِ من مورّدٍ قريبٍ، فالدعمُ الأمريكيّ يبقى محدوداً ولا يغطي الحاجةَ، وبذلك سعت أنقرة إلى تدوير زوايا الخلاف مع تل أبيب لتكون مقدمة اتفاقِ الغاز مع إسرائيل.
حظيت زيارة الرئيس الإسرائيليّ إسحاق هرتسوغ إلى العاصمة التركيّة أنقرة، باحتفاء خاص في أنقرة من قبل الرئيس التركيّ أردوغان الأربعاء 9/3/2022، والتي جاءت بعد سنواتٍ من التوترِ. وكانتِ الأولى لرئيس إسرائيليّ إلى تركيا منذ زيارة الرئيس السابق شيمون بيريز إلى أنقرة عام 2007.
يمكن توصيفُ التقاربِ التركيّ – الإسرائيليّ بعنوانِ “دبلوماسيّة الغاز”، وكان لافتاً في مجملِ الاتصالاتِ مع المسؤولين الإسرائيليين أنَّ أردوغان لم ينفكّ يشيرُ إلى إمكانيّة الاتفاقِ حول المسألة لتكونَ قناة التقاربِ مع إسرائيل. وقال أردوغان الجمعة 25/3/2022 إن التعاون في مجال الغاز الطبيعي من بين أهم الخطوات التي يمكن أن تتخذها تركيا وإسرائيل وسط محاولة لإصلاح العلاقات مضيفاً “أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ نفتالي بينيت قد يزور تركيا”.
وأكد أردوغان خلال استقباله الرئيس الإسرائيليّ مجدداً أمام الصحفيين على “الأهميّة” التي يوليها للتعاونِ في مجالِ الأمنِ والطاقةِ مع إسرائيل. واكتسب الحديثُ عن الطاقةِ أهميّةً خاصّةً، كونه جاء بالتوازي مع استمرارِ الحربِ بين روسيا وأوكرانيا، ومساعي دولِ الاتحادِ الأوروبيّ للبحثِ عن بدائل لوارداتِ الغازِ الروسيّ وتقليلِ الاعتمادِ عليه، وهو موقفٌ جماعيّ يستهدفُ معاقبة روسيا إلى جانبِ حزمةٍ من العقوباتِ الاقتصاديّةِ والماليّةِ.
إلا أنّه مع التمهيد لمشروع خط الغاز الإسرائيليّ ظهر الموقف التركيّ باهتاً جداً إزاء مقتل الإسرائيليين في عمليات منطقة الخضيرة في مدينة القدس، وجاء متناسباً مع المجاملة لإسرائيلِ.
مشروع ميد إيست على محكِّ التكلفة والدعم
وقّعت إسرائيل، واليونان، وقبرص في 2/1/2020 اتفاقاً لبناءِ خط أنابيب “إيست ميد” لنقلِ الغاز من شرقِ المتوسط إلى أوروبا عبر اليونان، وتهدف الدول الثلاث للتوصل إلى قرار نهائي بشأن تفاصيل الاستثمار في 2022 وإتمام خط الأنابيب بحلول 2025. وتتراوح تكلفته بين 6 ــ 7 مليارات دولار وقد تصل إلى 15 مليار دولار، وطوله 1872 كم تحت البحر، وسيتيح نقلَ 9 -11 مليار م3 من الغازِ سنويّاً من إسرائيل والمياه الإقليمية القبرصية، مروراً بجزيرة كريت اليونانيّة إلى البر اليونانيّ الرئيسيّ، حيث يتصل بخط غاز “بوسيدون” الذي يربط اليونان بإيطاليا ثم شبكة أنابيب الغاز الأوروبية. كما أنَّ خط الأنابيب رغم تكلفته الباهظة لن يوفر سوى 2% من احتياجات الاتحاد الأوروبيّ السنويّة (10 مليارات م3 من الغاز سنوياً)، والتي تتجاوز 500 مليار م3 يتم توفيرها بشكل أساسي من قِبل روسيا بنسبة تصل إلى 40%. (نحو 200 مليار م3). ويُتوقع زيادة الاحتياجات الأوروبيّة بنسبة 40% بحلول عام 2040.
وأثار المشروعُ حفيظةَ أنقرة. ليجددَ الرئيسُ التركيّ الذي يطرحُ نفسه مؤيداً قوياً للقضيةِ الفلسطينيّةِ الالتزامَ بمسألةِ حلّ الدولتين، ووضعِ القدس، وتحسين مصير الفلسطينيين سياسيّاً، واجتماعيّاً، الأمر الذي تسبب بتوتر العلاقات بين الجانبين.
استبعد اتفاق “إيست ميد” تركيا، ولذلك اتخذت موقف المعارضِ له، وأعلنت حقّها في امتلاكِ جزءٍ مهمٍ من المساحاتِ البحريّةِ في شرق المتوسط، ولعلها احتاطت لذلك عندما أبرمت اتفاقَ ترسيمِ الحدود البحريّة في المتوسط مع حكومة فائز السراج في 27/11/2019، وتضمن الاتفاقُ استثماراتٍ اقتصاديّةً، وتعديات على المياهِ الإقليميّةِ اليونانيّةِ وتقومُ باستكشافِ الغاز وإجراءِ المناورات العسكريّةِ البحريّةِ في المنطقةِ، وهي خطواتٌ زادت من التوترِ مع الجار اليونانيّ وأثار حفيظةَ الاتحاد الأوروبيّ وعلى رأسها فرنسا، ودعا إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبيّ لتوقيع عقوباتٍ على تركيا، بسبب ما اعتبره خرقاً لسيادةِ قبرص واليونان.
وتقول أنقرة إنَّ خط أنابيب شرق المتوسط يقعُ داخلَ الجرف القاريّ التركيّ، وعليه فإنّ مشروعاً ينتهك حقوق قبرص التركيّة والولاية البحريّة لتركيا، يتطلب أولاً موافقتهما وبعبارة أخرى تقطع أنقرة الطريق على نقلِ الغازِ من شرق المتوسطِ إلى أوروبا براً وبحراً، إلا أن تكونَ شريكاً في أيّ اتفاقٍ، وعدم تجاوز تركيا، يعني تقليل طول الخط تحت سطح البحر إلى 500 كيلومتر عند نقل الغاز مباشرةً إلى أوروبا عبر تركيا، وما يصل إلى 200 كم عند جلبه من قبرص الشماليّة، ما يقلل تكلفة المشروع من 15 مليار دولار إلى حوالي 2- 2.5 مليار دولار.

توظيف الجيوسياسة لتأمين موارد الطاقة
لفهمِ الطموحاتِ التركيّةِ وأسبابِ تدخّلها في الدولِ الغنية بالطاقة، يجبُ الأخذُ بالاعتبارِ فقرَ تركيا بمصادرِ الطاقة واعتمادها الكليّ على الاستيرادِ لتأمينِ مواردها من النفطِ والغازِ الطبيعيّ. إذ تستوردُ 99% من حاجتها من الغاز الطبيعيّ، و93% من البترول، ويصل الإنفاقُ التركيّ إلى 45 مليار دولار أمريكيّ تقريباً لتغطيةِ وارداتِ الطاقةِ، ويبلغ حجم استهلاك تركيا من الغاز 55ــ 60 مليار م3، وتحصلُ تركيا على معظم إمداداتها من الغاز الطبيعيّ من روسيا ونيجيريا وإيران بالإضافة إلى نسب منخفضة من الغاز المسال من الجزائر. واتفاقات الغاز على وشك النهاية، ما يفرضُ إيجادَ مصادر بديلة، ولهذا كانت اتفاقاتُ الغازِ مع روسيا ذات أهميّةٍ كبرى وعاملاً محرّضاً للتوافقِ مع موسكو.
كان خيارُ تصديرِ الغاز الإسرائيليّ إلى أوروبا عبر تركيا هو الأسرعُ والأقلُ تكلفة، لكنَّ العلاقاتِ المتوترة بين تل أبيب وأنقرة بدّدت هذا الخيار. ولم يكنِ الأمرُ يحتاجُ سوى لمدِّ خط أنابيب تحت البحر من حقل ليفياثان إلى الساحلِ الجنوبي لتركيا التي تمتلك بالفعل شبكة ضخمة من الأنابيب التي تربطها بأوروبا. والتقديراتُ كانت تتحدث عن خطٍ أقصرَ كثيراً، وتكلفته 2.5 مليار دولار فقط، مع إمكانيّةِ نقل 16 مليار م3 من الغازِ سنويّاً. ورغم جاذبية الطريق التركيّ كوسيلة رخيصة لتوصيل كميات كبيرة من الغاز إلى عميل رئيسيّ، فإن تل أبيب استبعدت هذا الخيار في ظل مخاطره السياسيّة.
بعبارة أخرى تستند أنقرة إلى معطىً جيوسياسيّ في تأمين مواردِها من الطاقةِ، والتحول إلى مركز عالميّ للطاقة، وفيما عدا المشروع الإسرائيليّ المزمع، فإنّ أنقرة بصدد مشروع لأنابيب الغاز من إقليم كردستان وفق تصريح أردوغان، وثمّة مشكلة حوله بين هولير وبغداد، ويُتوقع إنجازه عام 2025، وهناك خط الغاز الروسيّ “ترك ستريم” الذي افتتح في 8/1/2020 بطاقة 30 مليار م3، وخط تاناب من تركمنستان وأذربيجان عدا الإمداد الإيرانيّ إلى تركيا، فيما واجهت خط ناباكو عراقيل كثيرة، فبات خطاً بلا غاز.

واشنطن رجّحت “الوطن الأزرق” على مانياتيس
في 10/1/2022 أرسلت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة رسالة إلى اليونان وإسرائيل وتركيا، تفيدُ بأنّها لن تدعم مشروع خط أنابيب الغاز شرق المتوسط “إيست ميد”، وحسم الرئيسُ الأمريكيُّ، جو بايدن الأمر في 1/3/2022 بسحبَ تأييده لمشروع (إيست ميد) اليونانيّ-الإسرائيليّ ــ القبرصيّ، وتزامن الإعلانُ الأمريكيُّ مع إعلانِ أردوغان الاستعداد لاستقبال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، معلِناً أنَّ التعاونَ في مجالِ الغاز سيكونُ ضمن الموضوعاتِ المطروحةِ للتباحث باللقاء، في محاولةِ منه لإقناعِ “إسرائيل” بتغييرِ خطةِ توجيه غازها المزمع تصديره إلى أوروبا، ليمرَّ عبر الأراضي التركيّة.
وجاء في تقرير للمجلة العسكرية اليونانية “ميليتاير”، تحت عنوان “إيست ميد” انتهى.. الولايات المتحدة تغيّر البياناتِ في شرق المتوسط وتضع حداً لمشروعِ خط الأنابيب”، وأشارت إلى أن “السياسة التركيّة انتصرت وننتظر عواقب ذلك”. وقالت المجلة اليونانيّة: “ما يثير الدهشة ليس فشلَ المشروعِ الذي واجه مشاكل في الاستدامة الماليّةِ منذ البداية، بل إنَّ الولاياتِ المتحدة تشيرُ إلى أنّه بخلافِ العواملِ الاقتصاديّة والتجاريّة، فإنَّ مشروعَ خطِ الأنابيب مصدرُ توترٍ في شرق المتوسط، وبذلك تبنّتِ الحجّةَ التركيّةَ وسحقتِ الموقفَ اليونانيّ”.
وتابعت بأنَّ “السرد الوطنيّ لأثينا، والذي تضمن خطة لزيادة النفوذ الجيوسياسيّ للبلاد، لتصبح مركزاً للطاقة، والتحالف التاريخيّ مع إسرائيل ومصر والذي أدّى لتهميش تركيا وتحقيق أهداف أخرى قد انهار تماماً”.
وأضافتِ المجلة أنَّ “الأمرَ ذاته ينطبق على قانونِ “مانياتيس” والذي يحددُ الحدودَ الخارجيّة للجرفِ القاريَّ اليونانيّ.. انهار كلا الهدفين، لقد حطمت تركيا قانون “مانياتيس” بعقيدةِ “الوطن الأزرق”، وعزّزت تفوقها على المواقفِ اليونانيّة مع الاتفاقِ التركيّ الليبيّ، والآن جاء موقف واشنطن ليعطيها الفرصة”.
استثمار العلاقة مع موسكو عسكريّاً
ثمة مشتركات بين تل أبيب وأنقرة في الموقف إزاء الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24/2/2022، ويتجلى بارتباكهما ومحاولتهما اتخاذ موقف حياديّ، لئلا يثيرا حفيظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم دعمهما لكييف، ولذلك دخلتا بقوةٍ على خطِ الوساطةِ بين كييف وموسكو لوقف الحربِ، وجاءت الزيارة متزامنة مع أولِ اجتماعٍ يضمُّ وزيري الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف ونظيره الأوكرانيّ ديمتري كاليبا، وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيليّة بينت نفتالي زيارة إلى روسيا 5/3/2022 في سياقِ الوساطةِ بين موسكو وكييف، بتنسيق مع واشنطن وعواصم أوروبيّة، وتستفيد تركيا وإسرائيل من الحفاظ على علاقات جيدة بالكرملين في العمليات العسكريّة وضرب الخصوم في سوريا، فقد حاربت أنقرة سوريا واحتلت مناطقهم بموافقة روسيّة، وتستهدف تل أبيب الوجود الإيرانيّبيب أ وحزب الله.
فقد نجحت موسكو بأنّ تكونَ مرجعيّةَ للمخاوفِ الإسرائيليّة، فيما يتعلق بالوجود الإيرانيّ في سوريا، وتخشى تل أبيب أيّ متغيّرٍ في الاتفاقِ مع موسكو، الذي بدأت مفاعيله منذ اتفاق القدس الأمنيّ في 24/6/2019، ويكفي أنّ تفعّل موسكو منظومات الدفاع الجويّ في سوريا، لتمنعَ الغاراتِ الإسرائيليّة على مواقع وجود القواتِ الإيرانيّة في سوريا، إلا أنّها بالوقت نفسه لا يمكنها أن تغرد خارج السربِ الذي تقوده واشنطن، علاوةً على علاقاتها الوطيدة مع كييف.
بالمقابل تخشى أنقرة من تداعيات التغيّر الروسيّ ما يهدد وجود قواتها في المناطق التي تحتلها في سوريا، ولا تجرؤ أنقرة على معارضة السياسة الروسيّة في سوريا، وعندما قتل 33 جندياً تركياً في إدلب في 28/2/2020، ارتفعت نبرة الخطاب التركيّ، ولكن أردوغان هرول إلى لقاء الرئيس الروسيّ في 4/3/2020، ولتنقل وسائل الإعلام مشهد الاستقبال المذل لأردوغان وانتظاره على باب قاعة الاجتماعات، قبل الإذن له بالدخول، خلافاً للأعراف الدبلوماسيّة المتعارف عليها، وتلاشت نبرة الخطاب التركيّ.
وعلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدَين، تكمن الأولوية بالنسبة إلى إسرائيل في حدّ أنقرة من دعمها لحركة حماس التي لديها مكاتب في تركيا. أما بالنسبة إلى تركيا، فهي تدرك أن خصوماتها الإقليميّة أصبحت تفوق قدرة تحمّلها، في ظل أزمة اقتصاديّة هي الأسوأ خلال العقدين الماضيين، وعزلة سياسيّة عن الغرب، ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة منتصف العام 2023، لذا يحاول أردوغان ترميم شعبيته ووضع البلاد على مسار دوليّ أكثر اعتدالاً، لتوفير الموارد اللازمة لتحسين الحالة الاقتصاديّة.
الحرب في أوكرانيا لا تتيح لأنقرة مساحة رماديّة كما في الحالة السورية، “فإما مع أو ضد”، ولذلك زادتِ الأمور تعقيداً بالنسبة لها، وخسرت لدرجة كبيرة عوائد الساحة الروسيّة التي من شأنها توفير تمويلات ماليّة للخزينة العامة، كما أدّتِ الحربُ في أوكرانيا إلى غلاءٍ كبيرٍ في السلعِ الأساسيّةِ المستوردةِ كالغازِ الطبيعيّ والقمح، ما سيزيدُ أزمةَ التضخمِ.
في ظل هذا السيناريو، قد يوفّر التعاون مع إسرائيل حبل نجاة غير متوقع لتركيا، فللبلدَين تاريخ مثمر من التبادل التجاريّ والسياحة، علاوةً على أنَّ إسرائيل أصبحت في السنوات الأخيرة من الدول المصدّرة للغاز الطبيعيّ، ويمكنها تزويدُ تركيا بمورِدٍ أساسيّ للطاقة. ويتوافق ذلك مع هدفِ أنقرة تخفيفَ الاعتمادِ على الغازِ الروسيّ، ولهذا أشار أردوغان مراراً على أنَّ التعاون على مستوى الغاز والطاقة دافعٌ أساسيٌّ لتحسين العلاقات مع إسرائيل.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle