كونفدرالية المجتمع الديمقراطي تعزّيز التنظيم الذاتي الديمقراطي

قامشلو/ علي خضير ـ

---

عرَّف إداريو كونفدرالية المجتمع الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا، ماهية الكونفدرالية، وما تضم من اتحادات وجمعيات وبينوا دورها وأهدافها، كما تطرقوا إلى دور المرأة، وتواجدها وآلية مشاركتها في هذه الحركة، وكشفوا عن الخطط المستقبلية، التي تطور الحركة، والعمل على نهضتها.

الكونفدرالية الديمقراطية (Konfederalîzma demokratîk‏) وتعرف بـ المشاعية الكردية أو الآبوية، وهي مفهوم سياسي صاغه القائد عبد الله أوجلان حول نظام التنظيم الذاتي الديمقراطي، مع ميزات كونفدرالية قائمة على مبادئ الاستقلالية، والديمقراطية المباشرة، وحماية البيئة، والنسوية، والتعددية الثقافية.

وبهذا الصدد تحدث لنا الرئيس المشترك لكونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا “جهاد حسن” مبيناً بدايةً أنَّ الكونفدرالية سابقاً لم تكن موجودة، وكان يتم تنظيم عمل الاتحادات في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال حركة المجتمع الديمقراطي (TEV DEM)، التي كانت موجودة قبل الثورة السورية، وبعد الثورة أخذت الدور الأكبر في تنظيم المجال سابقاً، وتعدُّ العماد الذي بُنيَ عليه مشروع الإدارة الذاتية.

دور حركة المجتمع الديمقراطي والمقاطعات ضمن الكونفدرالية

وفيما يتعلق بدور حركة المجتمع الديمقراطي (TEV DEM) ضمن الكونفدرالية قال “حسن”: “ستكون (TEVDEM) حركة تحت مظلة كونفدرالية المجتمع الديمقراطي، لأنها قديمة في المجال التنظيمي، ولها بنيتها التنظيمية والمؤسساتية، كما سيكون للمناطق المحررة تمثيل ضمن الكونفدرالية”.

وأشار إلى دور المقاطعات الأخرى، بأنه ستكون هناك آلية تنظيم العمل للكونفدرالية مع المقاطعات عن طريق تسعة مكاتب سيادية في مبنى الكونفدرالية، وهي المكاتب التي ستكون على صلة مع المكاتب الفرعية في المقاطعات، مثل مكتب التنظيم، والمكتب القانوني، ومكتب البيئة، ومكتب الشباب، ومكتب المرأة، ومكتب العلاقات، بالإضافة إلى مكتب الإعلام والمكتب المالي.

وفي سياق حديثه كشف “حسن” آلية العمل لتلك المكاتب، وقال: “تعمل المكاتب عن طريق منسقية عامة، انبثقت من المجلس العام، الذي تم انتخابه في المؤتمر، والذي يتجاوز عدد أعضائه مائة وعشرة أعضاء، ومن خلال المكاتب الموجودة، وقد تمَّ انبثاق منسقية من المجلس العام، وعدد أعضائها واحد وثلاثون عضواً”.

الاتحادات التي تضمها الكونفدرالية

أوضح “حسن”: أن الكونفدرالية تضم الاتحادات والجمعيات في إقليم شمال وشرق سوريا، مجموعة في اتحادات المهن الطبية، واتحاد المحامين، واتحاد المهندسين، واتحاد المعلمين، واتحاد الكادحين، واتحاد الأصناف (اتحاد المهن الفرعية)، الذي يضم العشرات من الجمعيات المتعددة، مثل الحلاقين والحدادين، وصالونات التجميل، بالإضافة لاتحاد الفلاحين، والذي يحتوي بداخله اتحاد الدواجن والجمعيات الفلاحية، والثروة الحيوانية والجمعيات الغنامية، والمئات من الجمعيات الأخرى في إقليم شمال وشرق سوريا.

إضافةً إلى ذلك قال حسن: إنه سيتم استحداث مكتب الانضباط والمراقبة، لكي ينظّم آلية عمل المؤسسات والاتحادات، بالإضافة إلى غرف الصناعة والتجارة، وسيكون العمل مع هذه الاتحادات والجمعيات من خلال المنسقية العامة والمكاتب التابعة للكونفدرالية، وفيما يتعلق بالرؤساء المشتركين لتلك المكاتب فإنهم أعضاء في المجلس العام، الذي انبثق عن المؤتمر.

الخطط المستقبلية

صرَّح جهاد حسن: “من خلال الاجتماع الأول للمجلس العام لكونفدرالية المجتمع الديمقراطي، تم وضع برامج ستتخذ على عاتقها افتتاح المركز الخاص الرئيسي للكونفدرالية، ومركزه مقاطعة الرقة، وإتمام هيكلية المكاتب لأنها لم تكتمل إلى المستوى المطلوب، ومن بعدها القيام بجولات تعريفية ضمن الاتحادات والجمعيات”.

كما وقد يتطرق الأمر لإجراء جولات أيضاً مع مؤسسات الإدارة الذاتية والفئات المجتمعية الأخرى، للتعريف بعمل الكونفدرالية والحث على الدفع بالمجتمع والمؤسسات، لتبني ثقافة المجتمع الديمقراطي، ولكي تكون الأدوات والركائز، التي تقوّي هذه الاتحادات، كونها تعدُّ اللبنة الأولى والأساسية في التحوّل الديمقراطي، وتقوية مؤسسات الإدارة الذاتية مستقبلاً.

بالإضافة إلى ذلك القيام بحملات إعلانية، للتعريف بعمل كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي، والقيام بجولات في المقاطعات، للاجتماع بأعضاء المجلس العام ورؤساء الاتحادات، والتعمق أكثر بموضوع فهم آلية وتنشيط عمل كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي، هذه الخطط ستكون لمدة ثلاثة أشهر.

آلية الاتحادات التي تضمها الكونفدرالية

كما نوه الرئيس المشترك لكونفدرالية المجتمع الديمقراطي “جهاد حسن” إلى أنَّ هذه الاتحادات والتي ذُكِرَت سابقاً ليست تابعة للإدارة الذاتية، كما أن الكونفدرالية ليست تابعة للإدارة الذاتية: “تعدُّ الكونفدرالية جسماً مستقلاً خاصاً بتنظيمات المجتمع الديمقراطي، وتأخذ على عاتقها تنظيم الفئات المجتمعية، سواءً المتعلمة، والمثقفة، والحقوقية، والطبية، والصحية، كما ستأخذ دورها كممثلين عن تنظيمات المجتمع الديمقراطي، ضمن مجالسها التي تشكلت ضمن العقد الاجتماعي”.

وأردف: “فالاتحادات الطبية ستأخذ دورها مع هيئة الصحة، والاتحادات التعليمية والمعلمين ومع التربية والمجلس التربوي، والاتحادات الشبابية ومع مجلس الشباب، أما الكادحون والحرفيون سيأخذون دورهم ضمن الشؤون الاجتماعية والكادحين”.

كما أشار الرئيس المشترك لكونفدرالية المجتمع الديمقراطي “جهاد حسن” في نهاية حديثه، إلى أنَّ عمل الاتحادات سيكون مع الإدارة الذاتية بصنع القرار، وفي حال صدور أي قرار للإدارة الذاتية ستكون هذه الاتحادات على دراية به، لذلك ستكون الاتحادات موجودة للاقتراحات أيضاً والانتقادات، كما ويحق لها أن تعترض على بعض القرارات، التي تصدرها الإدارة الذاتية.

تعزّيز حرية المرأة في المجتمع الكونفدرالي

وللتعريف بدور المرأة في الكونفدرالية أوضحت الرئيسة المشتركة للكونفدرالية “نسرين حسن” خلال اللقاء معها، أنَّ المرأة في الكونفدرالية تعمل على تمتين القضايا، التي تهم حريتها بشكل عام في المجتمع، وكيف تأخذ حقها الذي استُبعِدَ في السنوات الماضية، فالكونفدرالية تعمل على تقوية دور المرأة في المجتمع وحمايتها في المجال الحقوقي والاقتصادي، والسياسي والثقافي، من الانتهاكات والعنف، الذي يُمارَس عليها.

كما قالت: “تعمل المرأة على تنظيم النساء وشروحات المجتمع المختلفة من النساء القانونيات، والطبيبات، والمهندسات، والفلاحات، والعاملات، وخلق التوازن البيئي بين كافة شروحات المجتمع، لجعل المرأة قوية مناضلة تعمل بكل جهد للدفاع عن حقوقها التي سُلِبَتْ”.

فعاليات ونشاطات مكتب المرأة في الحركة

وكشفت “نسرين” أنَّ مكتب المرأة يقوم على عدة نشاطات وفعاليات، منها تنظيم النساء في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بالقطاعات وحماية حقوقهن وحماية المكتسبات، التي تحققت بفضل شهيدات الحرية اللواتي أوصلن هذه النساء إلى مراحل القيادة، وإلى الدور الريادي، ولعب دورهن في تفاصيل المجتمع كافة.

كما عملت هذه النساء في الكونفدرالية على إثبات دورهنَّ في الصفوف الأولى، وعلى تعزيز الثقة لدى المرأة أن تكون ريادية أينما وُجِدَت وفي مجالات الحياة كافة، وعن ذلك قالت نسرين: “اليوم هناك الكثير من النساء نظَّمن أنفسهن على نهج الأمة الديمقراطية، وإدارة المرحلة التنظيمية القادمة بين شروحات المجتمع، من خلال عقد الاجتماعات الشهرية، وتفعيل دور المرأة على الأطر كافة، وخاصةً الإطار الاقتصادي والاجتماعي، الذي يعزز مكانتها، على أن تكون امرأة منتجة، وليست مستهلكة فقط، وهي من ستبني هذا المجتمع”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لكونفدرالية المجتمع الديمقراطي “نسرين حسن” حديثها: “كما نشاهد الانتهاكات بحق النساء، والتعنيف الذي يقام على المرأة، من خلال الأنظمة الرأسمالية والحرب الخاصة، التي تُمارَس ضد المرأة، فالنساء في كونفدرالية المجتمع الديمقراطي يسعين جاهدات لردع العنف عن المرأة، وإيصال صوتها صوت الحق والحرية”.

ومن الجدير ذكره أنه عُقِدَ في 31 كانون الثاني من العام الجاري، المؤتمر التأسيسي الأول لكونفدراسيون تنظيمات المجتمع الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا، تحت شعار “بقوة المجتمع المنظم سنرسخ الديمقراطية، والحرية والعدالة الاجتماعية” في مدينة الرقة.