كورونا الصيني حقيقة واقعة وليس تهمة باطلة

نوري سعيد –

الصين متهمة بكورونا لسببين ولن يفيد الرئيس الصيني شيئاً تبرئة بلاده من هذا الداء الخطير الذي عمّ العالم، وكان سبباً في موت مئات الآلاف ولا يزال، وألحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد العالمي بحيث بدا العالم وكأنه على كف عفريت، أما السبب الأول هو: النظام الغذائي الصيني الذي يعد الأسوأ في العالم، إذ تشير الأبحاث العلمية إلى احتمال انتقاله من الخفافيش التي تناولها الصينيون على وجه الخصوص من دون كافة شعوب العالم.

والسبب الآخر فهو: فوبيا الصين من أمريكا فهي تعتقد أن تطورها التكنولوجي والاقتصادي يثير القلق لأمريكا على المستوى العالمي، وخيّل لهم بأن أمريكا قد تلجأ جراء ذلك للهجوم عليها جرثومياً ونشر مثل هكذا وباء فيها، لهذا فهي أرادت أن تقوم بخطوة استباقية بهذا الخصوص لاختبار قدرتها في التصدي لمثل هذا الوباء في حال تعرضت لمثل هذا الهجوم. ولكنها لم تكن تتصور بأنها ترتكب بذلك جريمة بحق الإنسانية جمعاء، لأن الفيروس الذي أفلت عمداً من المختبر في ووهان انتشر كالنار في الهشيم، وأصبحت المدينة منكوبة بحيث لم يعد بإمكان أحد الخروج من المنزل، وتسبب ذلك في حدوث حالات انتحار كثيرة، ليس هذا فقط بل انتقل الفيروس إلى معظم دول العالم بسبب مغادرة الأجانب إلى بلدانهم.

 ولأن أعراض المرض لم تكن تظهر إلا بعد 14يوماً وهي فترة حضانة الفيروس، فأن هذا الأمر تسبب بكارثة كبيرة في كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى عدم إعطاء الصين معلومات دقيقة عما يحصل عندها وفي ووهان حصراً، وهنا لابد من القول إن مصير البشرية ليس العوبة في يد أي دولة، ومن الاجحاف الإقدام على مثل هكذا تصرفات وإجراءات غير مسؤولة بمصير البشرية مهما كانت الدوافع، لأن الأبحاث تشير بأن كورونا قد يستمر لسنوات ومن المحتمل أن تكون نتائجه كارثية في المستقبل، وعليه فإن إطلاق تسمية الفيروس الصيني على كورونا كما قال الرئيس الأمريكي ترامب هو حقيقة وليست تهمة للصين، ولابد على الصين أن تتحمل كافة تبعات انتشاره حتى يكون درساً وعبرة لها ولغيرها.

 وأرواح الناس ليست تجارة تباع وتشترى حسب الأهواء، وإذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال فإن الحياة على كوكبنا ستصبح جحيماً، وعلى الأمم المتحدة اتخاذ قوانين صارمة بحق أية دولة تحاول الإقدام على مثل هكذا مغامرات فقط بسبب هواجس تشغل تفكير قادتها، وعلى كافة الدول قطع علاقاتها مع الصين إذا ثبت بالدليل القاطع أنها وراء كل ما حصل للعالم جراء كورونا، وهنا لابد من التنويه إذا لم تكن الصين السبب كيف استطاعت إذاً في فترة قياسية الحد من انتشاره في الصين، ولماذا لا تزال دول مثل أمريكا وروسيا ودول أوروبا الغربية رغم تقدمها العلمي تتصدر بقية دول العالم من حيث الإصابات والوفيات؟!

ختاماً: بالطبع نحن نتأسف جداً عندما نتحدث عن صين ماوتسي تونغ العظيم، ولكننا في نفس الوقت نقول: شتان ما بين الصين في عهد ماوتسي تونغ والصين الحالية التي لا تقل سوءاً عن بقية الدول الرأسمالية من حيث النظام.