سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كورونا؛ مرض العصر الحديث بين المخاوف والسعي للربح..

أدى انتشار فيروس “كورونا” في دول الجوار، إلى إقبال السكان في مدينة قامشلو، بشمال شرقي سوريا على اقتناء الأقنعة الواقية أو ما تعرف بالكمامات الطبية كإجراء وقائي من الإصابة بالفيروس القاتل.
وكالة نورث بريس أعدت تقريراً مفصلاً عما خلفه خبر انتشار فيروس كورونا في أكثر مناطق العالم حتى في قامشلو أثّر ذلك على ارتفاع أسعار الكمامات وفقدانها بعض الشيء.
وجاء في التقرير بأنه تسبب طلب السكان المتزايد على الكمامات بارتفاع سعرها إلى أربعة أضعاف تقريباً خلال أسبوع واحد، إذ كانت علبة الكمامات التي تحتوي على /50/ قطعة تباع سابقاً  بـ/1500/ ل.س ما يعادل /1.4/ دولار، ليرتفع سعرها الآن إلى /5500/ ل.س ما يعادل/5.2/دولار.
“أصحاب النفوس الضعيفة استغلوا الأزمة”
ويستورد التجار المحليون الكمامات الطبية من دول الجوار عبر معابر غير رسمية، لكن الاستيراد توقف بعد انتشار أنباء عن وجود حالات مصابة بالفيروس القاتل في العراق.
وقال بشير سليمان وهو صاحب مستودع أدوية في قامشلو، إنهم كانوا يستوردون حاجة المستشفيات والأطباء من الكمامات، ولكن بعد زيادة طلب الأهالي عليها عمد ما وصفهم بـ “أصحاب النفوس الضعيفة” إلى رفع سعرها.
وأضاف بالقول: “منع النظام السوري إرسال المواد الطبية إلى مناطقنا أدى إلى فقدان الكمامات في الأسواق”.
في السوق المركزي بقامشلو باتت مشاهدة المارة وهم يضعون أقنعة زرقاء (الكمامات) أمراً طبيعياً، ويحاول هؤلاء السكان الوقاية من الإصابة بالفيروس الذي يجتاح الدول حول العالم على الرغم من عدم ظهور حالات إصابة به في سوريا حتى الآن.
وقالت حول هذا الموضوع المواطنة بروين عمر (40عاماً) بعد سماعها أخبار انتشار الفيروس في الدول المجاورة ووضعت كمامة للوقاية مؤخراً: “لم نسمع بإصابة أحد في بلدنا، ولكن دول الجوار مصابة، وهذا ما يدفعنا للحفاظ على أطفالنا وحياتنا”.
وفي الصيدليات يقبل الناس على شراء الكمامات أكثر من الأدوية والمستحضرات، وهو ما تسبب بفقدانها، ويقول الصيدلاني إدريس شيخاني إنه لم يعتد على الطلب الكبير للكمامات، “منذ الصباح جاءني الكثيرون يطلبون الكمامات لكنها غير متوفرة، فهي لم تكن مادة أساسية في السابق ولكن اليوم الكل يرغب باقتنائها”.
وقالت في السياق ذاته المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فاضلة شعيب لفرانس برس”زاد الطلب على الأقنعة الواقية في العالم 100 مرة أكثر من المعتاد بسبب حالة الذعر التي تدفع لشرائها وتخزينها”.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن نفاذ الأقنعة ومحارم وبخاخات التنظيف في دول عديدة، لكن النصيحة الطبية السائدة هي التعامل مع الوباء ببساطة، وازداد الطلب الآن في الغرب بعد أن تفشى الفيروس إلى مزيد من الدول وأصاب أكثر من 83 ألف شخص في العالم.
تقارير مُكثّفة سبّبت الهلع
 وكُثّفت وسائل إعلام محلية ودولية تقاريرها حول انتشار الفيروس، ما تسبب بهلع لدى السكان خشيةً من الإصابة بالوباء والذي يحافظ على نشاطه داخل جسم الإنسان مدة /14/ يوماً قبل ظهور أعراضه على المصاب، ويكون قابلاً للعدوى في هذه الفترة وفق تقارير طبية.
ويعتقد الطبيب محمد مصطفى المتخصص بالأمراض التنفسية أن الضخ الإعلامي أثّر بشكل سلبي على حياة الناس، وزادت المخاوف من الإصابة بالمرض، وأردف قائلاً: “إن كان الأمر كذلك فلنغلق عياداتنا أيضاً”.
وقال الطبيب إن هذه الأمراض التنفسية تظهر بين الفنية والأخرى، ولكن لابد من الإجراءات الوقائية، ورجح أن تكون بعض عادات المجتمع مسؤولة عن نقل الفيروس كالمصافحة والتقبيل والتي تعتبر من العادات السائدة في المجتمعات.
وأضاف مصطفى بأن “الكمامات جيدة في الأماكن المزدحمة ولكن فعاليتها قليلة، فلا حاجة لوضعها عندما نكون في الخارج في الهواء الطلق”.
إجراءات وقائية بشمال وشرق سوريا
وباشرت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بإجراءات وقائية عند معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان بعد ظهور حالات الإصابة بـ”كورونا” في العراق، للحد من انتقال المرض عن طريق المسافرين إلى المنطقة.
وقال الرئيس المشترك لهيئة الصحة منال محمد إنهم قاموا باتخاذ التدابير اللازمة لفحص الزائرين وعزل الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالفيروس القادمين عبر المعبر الحدودي بهدف معالجتهم قبل دخولهم للأراضي السورية.
وأردف محمد قائلاً: “سنمنع تلاعب التجار بأسعار المواد الطبية عبر حملات سنطلقها قريباً، للتوعية والتوجيهات الطبية للحد من الإصابة بفيروس كورونا”.
والأسبوع المنصرم غرد المركز الأمريكي للمراقبة والوقاية: “أنه لا ينصح باستخدام الأقنعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد”.
وأضاف: “يجب اتخاذ خطوات احترازية يومية كملازمة المنزل مع أي وعكة صحية، وغسل اليدين بالصابون والماء للمساعدة على الحد من انتقال عدوى أمراض الجهاز التنفسي”.
ورغم تأثير فيروس كورونا على الأسواق هذا الأسبوع والمنعكس سلباً على الشركات العالمية، استفادت أخرى من الهلع لدى الرأي العام، وارتفعت مبيعات الأقنعة الواقية والسوائل لتطهير الأيدي ومنتجات التنظيف وفق تقارير إعلامية.
مبيعات سجلت رواجاً كبيراً
وسجلت مبيعات أجهزة قياس الحرارة رواجاً كبيراً والتي سارعت السلطات لشرائها للتحقق من عدم إصابة المسافرين في المطارات بالحمى والأماكن العامة الأخرى، سعياً لاحتواء الفيروس وفق تقرير نشره موقع قناة الحرة الأمريكية.
وكان هذا الأسبوع الأسوأ للبورصات العالمية مع تراجع كبير في الأداء منذ الأزمة المالية في 2008 على خلفية مخاوف من شل الفيروس اقتصاد العالم هذه السنة، لكن سهم شركة “كلوروكس” المصنعة لمواد التطهير في نيويورك سجل ارتفاعاً قياسياً بلغ 168 دولاراً.
وصرّح رئيس مجلس إدارة “ثريدستون أدفايزورز” وليام ساسمان ل”بلومبرغ نيوز” أن “كلوروكس” في موقع جيد لتحقيق أرباح كبرى، لأن الجميع بحاجة إلى منتجات إضافية للتطهير قد تستفيد بعض الشركات من هذا الأمر”.
وأعلنت مجموعة “ريكيت بينكيسر” مصنع ليسول وديتول في بريطانيا أن الطلب على منتجاتها ارتفع في الصين ودول أخرى.
وذكرت شركة “ساتير يوروب” الإيرلندية الرائدة في هذا المجال، أنها كانت تتلقى عادة طلبات يومية محدودة من الزبائن لهذه الأجهزة لكنها باتت تتلقى طلبات بالمئات..
وفي فرنسا، وزعت الحكومة 15 مليون كمامة من مخزونها على الصيدليات والمستشفيات لتستخدمها الطواقم الطبية والأفراد من ذوي المناعة الضعيفة.
وفي لندن تبين أن مخزون سائل تطهير اليدين نفذ، وذكرت صيدلية “ميدينو” على الانترنت أن الطلب على سائل تطهير اليدين زادت بأكثر من ألف في المئة في شهر شباط المنصرم مقارنةً مع الأشهر الأخرى مع قيام زبائن بتخزينه بعد تفشي الفيروس في بريطانيا لأول مرة وفق تقارير صحفية.