قامشلو/ جوان محمد ـ
مازال التهميش حال كرة السلة الأنثوية حتى الآن، رغم المحاولات الكثيرة لجلب اهتمام الجهات المعنية، والتي تنتظر الأندية لتنشيط اللعبة، بينما الأندية هي الأخرى تنتظرهم لتقديم الدعم لتنشيطها، وفي خِضم كل ما ذُكِر هناك نادي “الأسايش” غرّد وحيداً منذ سنوات بألحان جميلة لم يصل صداها بعد على ما يبدو للجهات المعنية!.
حال كرة السلة للرجال أفضل حالاً مهما كان من حال كرة السلة للسيدات، لأنه على الأقل شهدت بطولات على مستوى شمال وشرق سوريا، وعلى مستوى إقليم الجزيرة أيضاً، ولكن كرة السلة الأنثوية تراجعت من ناحية البطولات وعدد الأندية، ليبقى نادي “الأسايش” وحيداً يكافح منذ سنوات كي تبقى اللعبة نشطة، ولكن مع عدم تنشيط أندية أخرى للعبة بالشكل المطلوب سوف تندثر هذه اللعبة بالكامل، كما اندثرت فرق السلة الأنثوية مع السنوات، بعدما قطعت الأمل بمنحها الدعم المطلوب من الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة.
ولم يَعُد غريباً أن تلعب الفرق ضمن النوادي الرياضية بإقليم الجزيرة مع بعضها البعض، في ظل غياب البطولات الرسمية والتنشيطية لمختلف الألعاب، وأصبحت كرة السلة الأنثوية بالإقليم في طي النسيان كما ذكرنا، مما أوجب أن تلعب ناشئات وسيدات نادي “الأسايش” مباريات وديّة بين بعضها، وهذا الأمر بات يتكرر مع غياب الاستحقاقات منذ عامين!
لعبة كرة القدم الشغل الشاغل لكل النوادي وللاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، وحتى الآن في ظل تعاقب الكثير من رؤساء الاتحاد الرياضي ومكتب الألعاب الأنثوية والجماعية لم نشهد خطط حقيقية للنهوض بواقع رياضات المرأة لغير كرة القدم، وحتى كرة القدم في فترة من الفترات كانت مهمشة ولا تتلقى الدعم المطلوب.
قلّة قليلة من النوادي واظبت على تنشيط الألعاب الأخرى، وفي لعبة كرة السلة الأنثوية نادي “الأسايش” هو الوحيد الذي حافظ على مكانة اللعبة وافتتح مدرسة وشكّل فرق للشبلات وللناشئات بالإضافة لفريق السيدات المتواجد في البطولات الرسمية منذ عام 2018، واللواتي حققن اللقب في العام نفسه بالبطولة الأولى للأندية، وحققن لقب البطولة الثانية عام 2019، وتصدّرت سيدات “الأسايش” مرحلة الذهاب في موسم 2020/2021، ولكن لم تُقام مرحلة الإياب بسبب حل فريق سيدات برخدان وبالأساس كانت البطولة بمشاركة ثلاثة نوادي “الأسايش وبرخدان ودجلة” الذي حل الفريق أيضاً هو الآخر بعدها بعام بسبب غياب البطولات والاهتمام باللعبة، وخاصةً في الجانب الأنثوي.
الاستمرار بحد ذاته إِنجاز
على أرضية من الزفت وبإمكانات الإدارة فقط، يواظب نادي “الأسايش” لمختلف الفئات الأنثوية على التدريبات لكرة السلة في مدينة قامشلو، وليس من السهل الحفاظ على مجموعة من الفتيات لسنوات، في أيّة لعبة كانت، في ظل غياب البطولات الرسمية أو بوادر انفراج تلوّح في الأفق.
شبلات ناشئات وسيدات “الأسايش” بينهن وبين لعبة كرة السلة قصة عشق لا تنتهي، ولكن لا بطولات فإلى متى؟
وباتت فرق كرة السلة في نادي “الأسايش” تُقيم مباريات ودية بين بعضها، كما ومؤخراً أُقيمت مباراة ودّية بين فريق الناشئات للأسايش مع فريق منتخب مدارس قامشلو، على أمل أن تلتفت الأندية ومعها الاتحاد الرياضي للنهوض بواقع الألعاب الأخرى ومنها كرة السلة الأنثوية.
وبعد أن فقد نادي الأسايش الأمل منح حالياً النادي البعض من لاعباته لنادي برخدان، والذي يعمل لجلب لاعبات أخريات لتشكيل فريق نسائي لكرة السلة، كما أن نادي الأسايش جاهز لمنح لاعبات لأندية أخرى، فقط كي تبقى اللعبة نشطة ولا تندثر ولا تغيب عن الساحة بشكلٍ كامل، ولكن هنا نؤكد بأن هذه الخطوة لن تُمكن اللعبة من التطور والرفع من مستوى اللاعبات، لأن اللاعبات هن لاعبات من نادي “الأسايش” نفسه، ولكن مع ارتداء قمصان أندية أخرى واللعب بأسمائها!.
تحدّي الصعوبات
إن إقامة الدوريات في العام لمرة واحدة هو أمر غير كافٍ لتطوير أي لعبة كانت، وكانت الخطة لموسم 2020ـ 2021، بخصوص لعبة كرة السلة أن تكون مُغايرة للأعوام السابقة وقتها، حيث ستشهد عدة بطولات منها غير دوري السيدات والرجال ستكون هناك مسابقة كأس كرة السلة لكِلا الجنسين، بالإضافة لبطولة 3×3، للرجال، ولكن كل ما ذُكِر لم يُنفَذ؟
