كارثة صحية تتفاقم نتيجة حبس تركيا مياه الفرات

كوباني/ سلافا أحمد ـ

انتشرت في الآونة الأخيرة حالات الإصابة بالأمراض بكثرة نتيجة تلوث مياه نهر الفرات التي تسببها دولة الاحتلال التركي جراء خفضها للمنسوب المائي للمنطقة، ما أدى لتفاقم الأزمة.

منذ أشهر عدة ودولة الاحتلال التركي تحرم السوريين حصتهم من مياه نهر الفرات، مما أدى لخفض المنسوب المائي في النهر الفرات، الذي أثر سلباً على حياة الأهالي في المنطقة ومواجهة كارثة إنسانية.

وبات التلوث يغزو مياه نهر الفرات نتيجة نقص المياه وعدم جريانه، وطفت الطحالب والفطريات على النهر بشكل ملحوظ، إضافة إلى انتشار روائح كريهة في القرى المجاورة لضفاف نهر الفرات نتيجة تلوثه الزائد. ونتيجة خفض المياه بشكل كارثي، وخروج محطات التنقية عن العمل، وعدم القدرة على تصفية المياه بشكل جيد، لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور حالات الإصابة بالتسمم والتهاب الكبد والبحصة بين الأهالي وازديادها بكثرة مع دخولنا فصل الصيف.

وبحسب الإحصائيات التي أدلت بها إداريتا مشفى كوباني ومشفى الأمل في مدينة كوباني لصحيفتنا “روناهي” فقد سُجلت 230 حالة تسمم في المشفيين. هذا وقالت الإحصائيات إن أغلب الحالات تعود للأطفال بنسبة 70% من الإصابات للأطفال و30% منها للكبار.

فيما أغلب الحالات لا تتوجه للمشافي لتلقي العلاج، إلا إنها تتوجه للعيادات الطبية المختصة والصيادلة، فيما يشير الأطباء الأخصائيون إلى أن إحصائيات الإصابات تشير إلى كارثة صحية وشيكة الحدوث في المنطقة.

الإصابات متزايدة

فيما تؤكد تلك الإحصائيات إن حالات الإصابة بالتسمم والتهاب الكبد والبحصة تتزايد يوماً بعد آخر. وحول هذا الموضوع، كان لصحيفتنا لقاء خاص مع الدكتور والأخصائي في الداخلية والجراحة العامة “عمار محمد” الذي حذر في بداية حديثه من كارثة صحية تتفاقم يوماً بعد يوم، وأصبحت تهدد حياة ملايين من الناس في المنطقة. وأشار إلى أن “شرب المياه الملوثة يؤثر سلباً على الجهاز الهضمي وخاصة لدى الأطفال، فما يؤدي تلوث المياه إلى إصابة بالتهاب الكبد والبحصة والأمراض المعوية كالإسهال والتسمم”.

وتراجع الوارد المائي خلال الأشهر الماضية، حيث انخفض منسوب مياه الفرات إلى أقل من 200 متر مكعب في الثانية، أي وصل إلى 150 متر مكعب، فيما يفترض أن تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا بنحو 500 متر مكعب في الثانية، مما أدى إلى تراجع مخزون المياه، والصعوبة في توفير الكهرباء والمياه في المنطقة.

فيما تخرق تركيا بتلاعبها بمنسوب المياه وحسرها الاتفاقية الموقعة بين سوريا وتركيا عام 1987، التي أقرت بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية من النهر على الأقل يتقاسمها العراق وسوريا.

وانخفاض منسوب المياه في النهر أدى إلى خروج مساحات شاسعة من الأرضي الزراعية من الخدمة، مما شكل أزمة كبيرة في المنطقة، لأن أغلب سكان المنطقة الذين يقطنون على ضفاف نهر الفرات يعتمدون في زراعة الأرضي وسقيها على النهر كمصدر دخل لهم ولعوائلهم. والجدير بالذكر أن تركيا وتحت الضغط أعادت ضخ مياه نهر الفرات بتاريخ 22/5/2012م، وإن استمرت في الضخ؛ سيعود النهر على حاله كما كان بغضون شهر.