الشباب بناة المجتمع وروحه القوية

قامشلو/ سمر عثمان –

يمر كل إنسان في الحياة بمراحل عمرية متعددة، ومن هذه المراحل مرحلة الشباب، وفي هذه المرحلة يتمتع الإنسان بقوة كبيرة ونشاط عالٍ يميزانها عن المراحل العمرية الأخرى، إضافة إلى أن هذه المرحلة هي مرحلة تشكيل شخصية الإنسان وبناء مبادئه وأفكاره وانطباعاته عن كل ما يحيط به.

مرحلة الشباب هي المرحلة التي يبدأ فيها الإنسان بالتخطيط لمستقبله ورسم الخطوط الواضحة لمسيرة حياته، مستفيداً من المعارف والمهارات التي يكتسبها في هذا العمر، وهذا التخطيط والوعي يختلف من إنسان لآخر حسب الثقافة والبيئة الاجتماعية والمعارف العلمية التي يتعلمها كل إنسان، وحسب الظروف التي يعيشها الإنسان، وبذلك يتحقق الاختلاف والتنوع في المجتمعات، إلا أن فئة الشباب تعتبر من أهم الفئات التي تعمل على بناء وتنمية المجتمع، فهي عموده الفقري الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فهذا المفهوم يعبر عن خصائص تتمثل في القوة والحيوية والطاقة والقدرة على التحمل وعلى الإنتاج في مرحلة معينة من عمر الفرد.

 دور الشباب في بناء المجتمع

للشباب دور كبير في تنمية وبناء المجتمع، ولا يقتصر دورهم على مجال محدد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومختلف قطاعات التنمية، ومن أهم ميزاتهم ودورهم كقوة تستطيع تغيير مسار المجتمع، فهم الأكثر طموحاً في المجتمع، وعملية التغيير والتقدم لا تقف عند حدود بالنسبة لهم، فهم أساس التغيير والقوة القادرة على إحداثه، كما أن الشباب هم الفئة الأكثر تقبلاً للتغيير وتقبل الجديد والتعامل معه والإبداع فيه، وهم الأقدر على التكيف بسهولة، مما يجعل دورهم أساسياً في إحداث التغيير بمجتمعاتهم، كما أن روح المبادرة لدى الشباب والمنافسة في الإبداع والابتكار تشجعهم على إطلاق أفكار وخلق مبادرات ومؤسسات وجمعيات في مختلف المجالات، وكلها تساهم في تنمية المجتمع.

كما أن دور الشباب في نهضة الأمة عظيم جليل لا يجب إغفاله أو التغافل عنه، وما نهضت أمة إلا بهمة شبابها، وليس المقصود بالشباب فقط الرجال بل أيضاً النساء، فالمرأة هي الجسر القادر على احتمال ضغوطات الحياة المختلفة ومن ثم إيصال الجميع إلى بر الأمان.

الأدوار الاجتماعية للفرد

الدور الاجتماعي هو مجموعة من المعايير والأسس المتخصصة بسلوك وفعل شخص له دور محدد في الجماعة كدور الطبيب والمعلم ودور الأم والأب، الشابة “عليا حبيب” تقول: “قد يرتبط الفرد بدورين في ذات الوقت ضمن ما يعرف بتعدد الأدوار الاجتماعية للفرد حسب الجماعة المحيطة به والمجتمع الذي هو أحد أعضائه، كأن تكون الأم مُدرِّسة مثلاً فيكون لها دور الأم ودور المعلمة كذلك، فيجب على الفرد أن يحاول الموازنة بين مختلف الأدوار التي يؤديها ويكامل بينها، حيث أنه من الممكن أن تكون أدواره اختيارية دون إجبار، كأن يكون الفرد متزوجاً أو عازباً مثلاً. والفرد يكتسب كيفية أداء الأدوار منذ صغره وعبر التنشئة والتربية الاجتماعية أو من خلال التعلم أو من قدوته أو من البيئة التي تحيط به، حيث تعتبر عملية التعلم هذه عملية أساسية للمجتمع”.

وبيَّن الشاب “أيمن موسى” أن للشباب تأثيراً كبيراً على المجتمع بشكل عام وأدواراً هامة يمكن أن يساهموا بها، فالشباب هم القوة الأكبر والأكثر تحرراً وانفتاحاً، لذلك يمتلكون القدرة على تحقيق أهدافهم في تغيير السياسيات، فمن واجب الشباب معرفة حقوقهم وواجباتهم حتى يستطيعوا المطالبة بها والتعامل معها وتحقيقها وتطبيقها بالشكل الأمثل، كما أنه يمكنهم التعبير عن آرائهم بمختلف الطرق خاصة بما يتوفر اليوم. ويقول موسى: “إن مرحلة الشباب هي أفضل مراحل العمر، فالشباب في هذه المرحلة العمرية يتمتعون بالقوة والنشاط، حيث يستطيع الشباب تكريس اهتماماتهم والانتفاع بها ولا تكون راحة الحياة وسعادتها إلا بمرحلة الشباب، فهذه المرحلة يتمناها الصغير والكبير فبكى على رحيلها الشيوخ وكبار السن، كما أنه مرحلة الشباب تتميز بقدرتهم على العمل والعطاء والسعي نحو تحقيق الأهداف وبناء الذات وحب الانطلاق والرغبة الشديدة للخروج عن العادات وسرعة الغضب والتوتر”.

فالشباب بدورهم الكبير والفعال في المجتمع قادرون على المشاركة في الحياة العامة وفي القرارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فمن الضرورة مشاركة الشباب في الحياة العامة فالشباب جزء لا يتجزأ من المجتمع وهم قاعدة وبناء أساس المجتمع، فمشاركتهم دليل على التحضر والتقدم.