كادحات: اليوم العالمي للمرأة يؤكد على تاريخها الحافل بالنضال

قامشلو/ رشا علي –

في اليوم العالمي للمرأة نساء شمال وشرق سوريا يثبتن بأنهن حققن نجاحاً باهراً من خلال عملهن إلى جانب الرجل في جميع الميادين، وناشدن نساء العالم من أجل النهوض والعمل لتحقيق أهدافهن.

بمرور أكثر من مئة عام على الاحتفال بيوم المرأة العالمي منذ عام 1909، والتطور الحضاري والإنساني الكبير للبشرية، كُسِرَت الفجوة بين النساء والرجال في الكثير من بلدان العالم، وكان لمناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الحصة الأبرز في ذلك، فأصبحت المرأة فيها أكثر اعتمادًا على نفسها في العمل والمشاركة إلى جانب الرجل في جميع مجالات الحياة، وإشغال جميع المناصب مناصفةً مع الرجل كما في نظام الرئاسة المشتركة.

ازدادت نسبة النساء العاملات في مناطق الإدارة الذاتية بشكل ملحوظ بعد ثورة روج آفا، حيث تجاوزت نسبة الرجال في بعض المجالات، وبادرت المرأة إلى إثبات نفسها وتحمل مسؤولة عائلتها، وبخصوص هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع نساء عاملات يعملن على خطى النساء اللواتي خرجن بتظاهرة في مدينة نيويورك مطالبات بحقوقهن.

هدفها من العمل

والتقينا في البداية مع المواطنة “أمل إبراهيم الخليل” البالغة من العمر 29 عاماً متزوجة ولديها طفل عمره ست سنوات يدرس في الصف الأول، والتي أشارت إلى أنها تعمل من الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً مبدية رضاها عن عملها، وقالت: “أعمل في الفرن منذ مدة قصيرة وأنا راضية وسعيدة في عملي على الرغم من بعده عن مكان سكني، حيث المسافة 35 كم، إلا أنني أجد راحة في العمل، فسابقاً كنت أعمل في معمل للحلويات وكان الدوام طويلاً جداً والعمل فيه متعب”.

تقول أمل بأن عمل المرأة هو سندها فهي وحدها تعيل طفلها بسبب فقدانها لزوجها في مدينة سري كانيه، فبينت: “كان يعمل زوجي في الفلاحة، وفي عام ٢٠١٤ وعندما ذهب لإحضار العمال من سري كانيه اختطف على الطريق العام، ولم نستطيع أن نعرف عنه أي شيء أو ماذا حل به إلى يومنا هذا”.

إرادة قوية

وذكرت لنا أمل الصعوبات التي تتعرض لها منذ ذلك الوقت إلى الآن: “عانيت كثيراً بسبب فقداني لزوجي وما زال طفلي صغيراً، ولكن بقيت قوية وشجاعة ولم أستسلم لظروف الحياة وعملت في مجالات كثيرة، فالمرأة جبارة وتتفوق على الرجل بسبب إرادتها وتستحق أن يكون لها يوم عالمي وأن تنال كامل حقوقها”.

لا شيء يخمد إرادتها

واختتمت أمل إبراهيم الخليل حديثها بالقول: “يجب على المرأة أن تعمل وأن لا يخمد قوتها وإرادتها أي شيء مهما كانت الظروف، وأن تكون قادرة على إثبات نفسها، وانتزاع كامل حقوقها، وفي النهاية أتمنى أن تصبح النساء أكثر شجاعة وقوة للسير على نهج النساء اللواتي تحدين الظروف ولم يستسلمن”.

أما العاملة رجاء إبراهيم فعبرت عن سعادتها بمرور اليوم العالمي للمرأة، مؤكدةً بأنها في كل عام تكون أكثر إصراراً على تحقيق أهدافها، وقالت: “يوم الثامن من آذار هو يومنا العالمي، فلولا كدحنا لما خلق هذا اليوم، وهو رمز للنساء العاملات”.

متابعةً بأنه من الضروري توفير فرص العمل للنساء بما يتناسب مع واجباتها العائلية، وأضافت: “عندما أعمل وأعتمد على نفسي تتولد لدي القوة للاستمرار أكثر”.

وأنهت العاملة رجاء إبراهيم حديثها وهي تحيي كل النساء العاملات وتبارك لهن يوم الثامن من آذار، وقالت: “الثامن من آذار هو يوم مميز للمرأة، ويهدف لإبراز قوة المرأة وضرورة مساواتها في الحقوق مع الرجل، وأناشد جميع النساء للعمل من أجل إثبات ذواتهن”.

تبارك معظم شعوب العالم اليوم العالمي للمرأة، وسط تساؤلات عن الفوارق التي لا زالت تعاني منها المرأة في ميدان العمل رغم التنامي المستمر لعدد النساء العاملات.