روناهي/ قامشلو –
أثبتت قوى الأمن الداخلي الخاص بالمرأة (أسايش المرأة) القيمة المثلى، والمسايرة لقيمة الرجل في تولي المهام الصعبة، والبطولية في حماية المواطنين، والتي أصبحت في العصر الراهن القوة، التي تلعب الدور الريادي في حفظ الأمن والأمان في المنطقة.
في ظل الظروف الصعبة التي مرت، ولا زالت تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا، نظمت المرأة نفسها على أسس الأمن الداخلي “لأسايش المرأة”، فوقفت ضد أنواع العنف الممارس بحق المرأة في المجتمع، والنضال من خلال ثورة ذهنية خاصة بالمرأة على أساس حياة حرة، واتخاذ العدالة الاجتماعية مبدأً لها.
وقد تم تأسيس أسايش المرأة في قامشلو بتاريخ 10/11/2013، ثم نظمت صفوفها في المناطق المحررة كإقليم الجزيرة، وإقليم كوباني، وبالرغم من الكثير من الصعوبات، والإمكانات القليلة لنقص الخبرات من الناحية الأمنية، والعسكرية، والإدارية لأنها تعد أول قوة أمنية للمرأة في العالم، ولكنها تجاوزت الصعوبات خطوة تلو الأخرى؛ فافتتحت مراكز لها في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.
المرأة العربية كسرت الرتابة المجتمعية
ولمعرفة المزيد عن عمل أسايش المرأة، ومدى تمكنها من الحفاظ على الأمن والأمان في المنطقة؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مع عضوة أسايش المرأة في تل كوجر “خالدية تركي السلامة“، والتي حدثتنا قائلةً: “بعد شرارة ثورة روج آفا في مناطق شمال وشرق سوريا، نظمت المرأة نفسها ضمن إطار الأسايش العام على أسس المراكز، وجميع المؤسسات، وقد انضمت المرأة العربية إلى صفوف الثورة، ووضعت يدها بيد المرأة الكردية للحفاظ على الأمن والأمان”.
مشددة بالقول: “إن قوى أمن المرأة هي حماية للمرأة، وللمجتمع، وتوفر لهما الأمن والاستقرار، وتتخذ مبادئ حرية المرأة، وحمايتها أساساً لها حسب قوانين الإدارة الذاتية، وهذا الدور الكبير، الذي تلعبه المرأة حفز الشعوب كلها للانضمام إليها”.
وحول نظرة المجتمع للمرأة، وانضمامها للسلك العسكري، قالت خالدية: “من خلال مشاركة المرأة في المهام العسكرية والأمنية في مناطق شمال وشرق سوريا، وفق مشروع الأمة الديمقراطية أثبتت لكل من يستهين بقدراتها أنها تمتلك الشجاعة لحمل السلاح، وتولي مهمة حماية المنطقة، وكسرت الأعراف، والتقاليد، التي تجعل من المرأة تابعاً للرجل، فبات الرجل يؤمن بقدرتها على حماية نفسها وغيرها”.
أما فيما يتعلق بالصعوبات، التي واجهتها المرأة العربية، وقدرتها على الانخراط في السلك العسكري، أضافت خالدية: “رفضت العائلة انضمام المرأة للقوة العسكرية، بسبب نظرة المجتمع لها، حيث تعدُّ العائلة أبرز العوائق، والتحديات، التي واجهت المرأة العربية، التي أرادت الانخراط في قوات الأسايش، فالعائلة ترى في عمل النساء في المجال العسكري المخصص للرجل تهديداً لسمعتها”، موضحةً أن المجتمع يفكر بنطاق ضيق تحصره العادات والتقاليد، التي تضع المرأة في المنزل، أو بعض الأعمال المجتمعية، ولكن بفضل التدريب والجهود، التي تبذلها المنظمات النسوية تغير تفكير المجتمع نحو الأفضل، وبدأ بتقبل العديد من حقوق النساء، ولجهود المرأة في الأسايش دور كبير في تغيير هذه الفكرة”.
مكانة المرأة العسكرية
ومن جانبها؛ أوضحت لنا عضوة في أسايش المرأة في الحسكة “مالا علي” مهام أسايش المرأة: “اتخذت أسايش المرأة مبادئ حرية وحماية المرأة والمجتمع أساساً لها، وبالرغم من الإمكانات الضئيلة، والخبرات القليلة، عملت المرأة على تدريب ذاتها من ناحية الأسلوب، والضبط العسكري، وحل مشاكل المجتمع، فلعبت قوات أسايش المرأة دورا فعالاً في مكافحة الجرائم، التي تحصل ضد المرأة، وشاركت في الحملات العسكرية التي حصلت”.
وزادت مالا: “نحن قوة أثبتنا دورنا الكبير في الصعيد السياسي والإداري، والعسكري، متسلحات بالفكرة المهمة القائمة على حماية الإنسان، وإرساء أمن المرأة والمجتمع في مجالات الحياة كافة، وقد قدمنا تضحيات كثيرة في ساحات القتال، ونعد هذا فخرا لنا؛ لأننا حماة أمن المواطن والمواطنة بالدرجة الأولى”.
كما تابعت مالا: “قبل سنوات لم تملك النساء الحق بحماية أنفسهن، ولم يكن هناك قوة تحمي حقوق المرأة من الهيمنة الذكورية؛ لذلك بقيت المرأة في المرتبة الثانية أمام الرجل، ولكن ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا قلبت الموازين، فانخرطت النساء رغم الرفض المجتمعي لصفوف الثورة من خلال العمل في مختلف المجالات، وخاصةً مجال الحماية”.
وعدَّت مالا، أن هذا الانخراط جعل للمرأة المكانة، والدور الأكبر في حماية أمن، وسلامة المنطقة من خلال مشاركتها في العديد من الحملات إلى جانب وحدات حماية الشعب والمرأة، إضافة لعملها المتخصص بالمرأة.
واختتمت عضوة أسايش المرأة في الحسكة مالا علي حديثها مبينة الدور الهام الذي لعبته المرأة ضمن هذه الثورة في جميع المجالات وليس فقط في المجال الأمني، داعية النساء لمعرفة حقوقهن والتمسك بها، لكيلا تذهب تضحيات المرأة سدى: “سنسهر على حماية المرأة والمجتمع، فنحن العين الساهرة، لأمن وأمان المرأة”.
