قوات حماية المجتمع – المرأة؛ أمان كل منزل وحي

روناهي/ ميديا غانم –

تعمل قوات حماية المجتمع – المرأة على اتخاذ حماية المجتمع من الناحية الفكرية هدفها الأساسي وبشكل خاص تثقيف الناس حول حقوق المرأة وتمكينها، حيث تطوع فيها المئات منذ تأسيسها، وباب الانضمام مفتوح لكل من يبلغ 18 إلى 70 عاماً.

في عام 2015 أعلن رسمياً عن تأسيس قوات حماية المجتمع، وهي قوات تطوعية مجتمعية تقوم على حماية المجتمع في شمال وشرق سوريا، حيث أقيم أول كونفرانس لهذه القوات العام المنصرم.

البداية من قامشلو..

انتشرت هذه القوات بدايةً في قامشلو وبعدها في جميع المناطق الأخرى من شمال وشرق سوريا، وبدأت بخطوة صغيرة لترى النتيجة بانضمام ملحوظ من شعوب المنطقة لحماية مدنهم وأحيائهم ومجتمعهم للتأكيد على أن الحماية واجبهم.

أما مركز الشهيدة كولان لحماية المرأة، قوات حماية المجتمع- قامشلو؛ فقد افتتح منذ ثلاث سنوات وهو تابع لقوات الحماية المجتمعية – المرأة لمقاطعة قامشلو، ويبلغ عدد أعضاء قوات الحماية المجتمعية 740 عضو وعضوة في مقاطعة قامشلو.

وحول الهدف من افتتاح مركز الشهيدة كولان لحماية المرأة بمدينة قامشلو، التقينا مع الإدارية في قوات حماية المجتمع ـ المرأة بالمركز فاطمة محمد التي أكدت بأن الهدف من تأسيس هذه القوات هي حماية المجتمع في كل المجالات، وزادت: “لأننا الأقرب إلى المواطنين كوننا قوات تأسست منهم وبناءً على رغبتهم لتقوم بحمايتهم، لذا لنا الدور الفعال والأسرع في الوصول إلى كل معضلة في كل حي ومنزل، ولكننا في الوقت ذاته لا نعمل كقوات فردية بل ننسق مع الجهات المعنية أثناء مشاركتنا في حل أي قضية، مثل حماية الأراضي الزراعية من الحرائق أثناء جني الموسم، حيث كنا في المقدمة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأسايش ووحدات حماية الشعب”. فاطمة تؤكد بأن أكثر من ينضم لهذه القوات هن الأمهات، وتعلل السبب بأنهن الأكثر وعياً وحرصاً على المجتمع “لأنهن من يربين الأجيال ويعملن ما بوسعهن لحمايتهم”، متأملةً بانضمام كل فرد ومن جميع الشعوب للمشاركة معاً في حماية المجتمع، وتابعت: “في كل اجتماع أو فعالية نناشد أبناء وبنات شعبنا بالانضمام لحماية المجتمع معاً، فأغلب المنضمين/ات لنا يعملون في أماكن أخرى ومتأهبون لحماية المجتمع حين يتطلب الأمر، ونبتغي أن يقتدي بهم كل من يستطيع، لذا فإن هدفنا في الفترة المقبلة زيادة عدد الأعضاء ضمن هذه القوات في مقاطعة قامشلو إلى ألفي عضو/ـة”.

وحول دورهن في مساندة النساء اللواتي يعانين من مشاكل اجتماعية ذكرت لنا فاطمة مثالاً وقالت: “فعلى سبيل المثال حصل مؤخراً معضلة في منطقتنا، حيث أن امرأة قدمت شكوى لمؤتمر ستار، ونحن كقوات حماية المجتمع – المرأة تطلب حضورنا، حيث أن المرأة كان لديها خمسة أطفال وكان يوم زواج زوجها وعمد الزوج إلى طردها من المنزل كما قام بضربها، لذا تدخلنا واعتُقل المجني، والزوجة الجديدة عادت لبيت أهلها، أما المرأة مقدمة الشكوى فعادت سالمة لبيتها مع أطفالها الخمس، لا ننكر بأن مثل هذه القضايا حلها صعب كون البعض في المجتمع لا زال يؤيد الذهنية الذكورية، ولكننا كنا في غاية السعادة لأننا حصلنا حقوق امرأة”.

واجب كل فرد..

أما بالنسبة لما تتلقاه المرأة من تدريبات بشكل خاص قبل وحتى أثناء الانضمام لقوات الحماية المجتمعية فأشارت فاطمة إلى أن جميع النساء قبل وأثناء الانضمام يتلقين تدريبات من الناحية الفكرية والعسكرية ومتأهبات دوماً حين يتطلب منهن الحماية، وأردفت: “ندرب عضواتنا من الناحية الفكرية والعسكرية أيضاً، وتكون مدة التدريب من ثمانية أيام لخمسة عشر يوماً، وذلك في أكاديمية الشهيد لقمان بمدينة قامشلو”.

موضحةً بأنهن يسعين في الفترة القادمة إلى توسيع نطاق التدريب أكثر للتعمق في قضايا المجتمع وأبرز المعوقات التي تواجه الأفراد، وبينت: “كما نسعى من خلال تدريباتنا للتعريف بقواتنا بشكل أوضح وإيصال الهدف من الانضمام إلى جميع شعوب المنطقة، لأن عدد المنضمين والمنضمات حتى الآن من وجهة نظرنا يعتبر قليلاً، فالحماية واجب يقع على عاتق الجميع وكلٌّ بحسب قدرته وإمكاناته”.

بالنسبة للصعوبات التي اعترضت هذه القوات ذكرت فاطمة: “عدم تقبل البعض فكرة الانضمام إلى قواتنا وفهمهم الخاطئ لمفاهيم الحماية كانت العائق الأكبر أمامنا، حيث أنهم يعتقدون بوجوب الالتزام بهذا العمل كدوام معين، ولكنه على العكس، ليس هناك دوام معين بل هو عمل يتطلب أن تكون متأهباً حين يتطلب الأمر، لذا نوصل عبر صحيفتكم “روناهي” صوتنا لجميع شعوب المنطقة وبشكل خاص الفئة الشابة بأن ينضموا لقوات الحماية المجتمعية لأن هذا العمل مبارك ودوره الأكثر تأثيراً في أن يبقى مجتمعنا سليماً معافى وآمناً ومنظماً، فمثلما يعمل الوالدان والإخوة في الحفاظ على سلامة وأمن ونظافة وتنظيم بيتهم فعلى كل فرد منا حماية مجتمعه ككل بنفس الأسلوب”.

هذا وقد كُرمت قوات الحماية المجتمعية مؤخراً تقديراً على جهودها، وبهذا الصدد شددت فاطمة بالقول: “هذا محط فخر واعتزاز بجميع قواتنا وبشكل خاص الأمهات اللواتي تحمّلن حر الصيف ووقفن لساعات طويلة تحت الشمس لحماية أرضهن”.

واختتمت الإدارية في قوات حماية المجتمع ـ المرأة بالمركز فاطمة محمد حديثها: “نأمل أن يفهم أبناء مجتمعنا معنى الحماية وهدفها بالشكل الصحيح، فهو واجب على كل فرد ضمن المجتمع وليس واجب هذه القوات فقط حتى يكون كل منزل وكل حي درعاً حصيناً أمام مخططات الأعداء وحربهم الخاصة والأفكار البالية والذهنية الذكورية”.