سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قفزات نوعية في المجال الصحي والتعليمي في هذا العام

تقرير/ يارا محمد

روناهي/ قامشلو- هيئة الصحة ساهمت في رفع المستوى الصحي في المجتمع واتخذت خطوات جدية من أجل ذلك وجامعة روج آفا أيضاً خرَّجت روادها لتستقبل آخرين بقرارات جديدة تزيد من علم ومعرفة الطلبة، من هنا ندرك بأن المجال الصحي والتعليمي نال قسطاً من الاهتمام في هذا العام.
المجال الصحي والتعليمي مهمان في مجتمعنا فكانا من اهتمامات المؤسسات المعنية الأولية بهذا الشأن للرقي بالمجتمع نحو آفاق تعافيه من الناحية الصحية ومن الجهل أيضاً، خطوات كثيرة ساهمت في تقدم هذين المجالين نستشهد بها في تقريرنا هذا.
 صحة المواطنين من أولى الاهتمامات
من أجل أن يعيش المجتمع معافى صحياً بادرت هيئة الصحة في إقليم الجزيرة إلى القيام بخطوات من شأنها تحد من الأمراض المنتشرة إلى جانب توعية الشعب من الناحية الصحية وتوفير مراكز صحية تدعم المواطنين من الناحية المادية بأن تكون تلك المراكز مجانية أو بأسعار رمزية. فأعادت الهيئة تنظيم الواقع الصحي، وخلال العام الجاري قامت بإصدار العديد من التعاميم منها؛ “التزام الأطباء والمشافي الخاصة بالالتزام بالوحدات والتعرفة الطبية وترخيص جميع ذوي المهن الطبية لدى الهيئة، وإعادة الترخيص لعيادات التمريض لمن حصلوا على شهادة من كليات التمريض وبشروطٍ خاصة، وصياغة قانون تنظيم عمل الأطباء في مشافي الهيئة”.
بتاريخ 30/4/2019م وتحت شعار؛ “الصحة والسلامة هدفنا المنشود” انعقد المؤتمر التأسيسي الأول لاتحاد الممرضين والمهن الطبية بالرقة، والذي اختُتم بالإعلان عن تشكيل اتحاد للممرضين وأصحاب المهن الطبية في الرقة وريفها.
وبتاريخ 31/5/2019م، اختتمت فعاليات المؤتمر التخصصي الأول لأمراض القلب وجراحتها في شمال وشرق سوريا بعد إلقاء 13 محاضرة عن مستويات تطور الطب في جراحة القلب والأوعية الدموية، وبتكريم المحاضرين من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي انعقد بمشاركة 125 طبيباً وعاملاً مختصاً في المجال الصحي، في صالة زانا بمدينة قامشلو.
افتتاح مشفى العين والقلب في قامشلو إنجازٌ كبير
خلال الربع الأول من العام 2019 قامت هيئة الصحة بالعديد من الفعاليات و
الأعمال من أهمها افتتاح مشفى العين والقلب في قامشلو بتاريخ 21/1/2019، ويضم أقسام المشفى “طبقي محور، جهاز أشعة، مخبر، إسعاف، صيدلية، العناية المشددة، العمليات القلبية والشبكات، العينية بجميع الأجهزة المتطورة” مع وجود ثلاثين سريراً، كما إن أبرز العمليات التي جرت في المشفى هي “القسطرة القلبية”، ومع وجود هكذا مشفى سوف يخفف عن المواطنين معاناة السفر إلى العاصمة السورية دمشق لتلقي العلاج. ومن ثم افتتاح مستوصف تل معروف بتاريخ 16/1/2019، ومع بداية الربع الثاني وتعيين رئاسة مشتركة جديدة للهيئة قامت الهيئة بالأعمال التالية: “إصدار تعميم خاص إلى المشافي الخاصة بضرورة الترخيص لدى الهيئة وحضور اجتماع دوري في الهيئة بالنسبة لمدراء المشافي الخاصة يتم فيه مناقشة حاجات تلك المشافي ومشاكلها ودراسة الواقع الصحي وذلك بالاطلاع على إحصاءات عمل تلك المشافي خلال شهر، إضافة إلى توجيه اتحاد الأطباء بضرورة التزام الأطباء بالمعرفة الطبية وبأخلاقيات المهنة، وإلزام جميع ذوي المهن الطبية بالتسجيل لدى هيئة الصحة من أجل الحصول على التراخيص بمزاولة المهنة، وتم ذلك بدءاً من شهر نيسان ولغاية شهر أيلول من العام الجاري حيث تم إعطاء ما يقارب أكثر من 1000 ترخيص لجميع المهن الطبية، وافتتاح أربعة مراكز صحية لتتبع كلها للهيئة، وإصدار نظام داخلي موحد للمشافي العامة، وأيضاً إنجاز مسودة لقانون مزاولة المهن الطبية، وإصدار قانون تنظيم عمل الأطباء في المشافي العامة”.
مشاريع مستقبلية ترميمية، وتفعيل مشفى الشدادي
أقدمت هيئة الصحة على اقتراح مشروعين كبيرين للعام القادم أولهما مشروع مشفى قامشلو الذي من المفترض أن يُبنى على ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى بناء مشفى للنساء والأطفال وذلك للحاجة الملحة والعاجلة لهذا النوع من المعالجة، وفي المرحلة الثانية تجهيز قسم للعيادات الشاملة، وفي المرحلة الثالثة تجهيز قسم الجراحة والداخلية، أما المشروع الثاني هو مشروع تفعيل مشفى الشدادي الحيوي والاستراتيجي لأن منطقة الشدادي التي تقع جنوب منطقة الحسكة تخدم مساحات شاسعة دون أن يتواجد فيها مشفى عام لتقدم فيه الخدمات الصحية المجانية للمواطنين، وعلى الرغم من وجود مراكز صحية منتشرة في المنطقة إلا أنها لا تقدم سوى خمسة بالمئة من الخدمات الصحية المطلوبة تقديمها للمواطنين.
هذه بعض الخطوات التي من شأنها ساهمت وستساهم في الرقي بالمجال الصحي.
بناء جيل مفعم بالعلم والمعرفة
في إطار المساعي الرامية وبذل الجهود لاحتواء الطلبة الحاصلين على الشهادة الثانوية، وابتعادهم عن مقاعدهم الدراسية نتيجة الأزمة السورية، كان لتأسيس جامعة روج آفا وقعٌ جميل على أذهان الطلاب الراغبين بإكمال تحصيلهم العلمي.
خلال الأزمة السورية ومرور البلاد بحالة من عدم الاستقرار ونتيجة الأوضاع الأمنية وعدم قدرة الطلاب على السفر إلى المحافظات الأخرى وإكمال تحصيلهم العلمي، وللحد من هذه المشكلة قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بإنشاء جامعة روج آفا في العام 2016، جمعت الطلاب تحت سقفها وأعادتهم إلى الواقع التعليمي من جديد، لأن الجيل الناشئ يقع على عاتقه الشروع ببناء المجتمع وخفض نسبة الأمية بينهم، كما إن الطاقات الشبابية بحاجة إلى التطوير والإتقان، فوجود هكذا جامعة أعاد البهجة على محياهم، ورسم ملامح العلم والمعرفة من جديد، وبالتأكيد نجاح هذه العملية التعليمية كان بحاجة إلى مختصين ليقوموا بدورهم في سير العملية المعرفية، والجدير ذكره إن جامعة روج آفا تجمع بين الكثير من الاختصاصات والفروع، كما إن الجامعة قامت بتخريج الدفعة الأولى البالغ عددهم 118 طالباً وطالبة، من كلية الأدب الكردي، وكلية العلوم التربوية، حيث تهدف الجامعة لبناء جيل مفعم بالمعرفة والعلوم، وتطوير واقع المنطقة على كافة الأصعدة التعليمية والتربوية.
المعهد الإداري والمالي أُضيفا في العام الفائت
تضم جامعة روج آفا الأقسام التالية: (كلية الهندسة الزراعية- الفنون الجميلة- الأدب الكردي- علم المرأة (جنولوجيا)- هندسة البترول- هندسة البتروكيمياء- والعلوم التربوية) علماً أن العلوم التربوية تتألف من سبعة أقسام وهي: (التاريخ – الجغرافيا – معلم صف – الرياضيات – الفيزياء – الكيمياء – العلوم الطبيعية)، وافتتحت جامعة روج آفا في العام الدراسي الفائت فرعاً جديداً وهو المعهد الإداري والمالي، وخصصت الجامعة كادراً تدريسياً لكافة الفروع الجديدة.
أما من حيث المناهج المؤلفة والمخصصة للتدريس فأنها تعتمد على مناهج دراسية علمية تخصصية بالإضافة إلى مدرسين أكاديميين ومختصين وذوي خبرة بما يوازي الجامعات العالمية. المناهج الدراسية التي تم إعدادها من أجل التدريس في جامعة روج آفا هي نفسها المواد والمناهج التي تدرس في الجامعات العالمية، كما تم تعيين معلمين من ذوي الخبرة، والجدير ذكره إن الجامعة قامت بتخريج الدفعة الأولى من رواد العلم والمعرفة، حيث بلغ عددهم 118طالباً وطالبة، من كلية الأدب الكردي، وكلية العلوم التربوية.
أربع كليات ومعاهد جديدة لهذا العام
ومع بدء العالم الدراسي الجديد 2019-2020، أعلنت جامعة روج آفا عن فتح باب المفاضلة العامة في التاسع من شهر أيلول الفائت، وتم تحديد جداول مجموع الدرجات المطلوبة للتقدم إلى المفاضلة العامة، واستمر التسجيل حتى الخامس من  شهر تشرين الأول من العام الجاري، وخصصت جامعة روج آفا نسبة 10% من المقاعد الدراسية في كل كلية لأُسر الشهداء، ومن الملفت بأن هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة خففت شروط القبول ضمن جامعة روج آفا لهذا العام، حيث كان هناك الكثير من الطلبة ممن يودون التسجيل في بعض الفروع ضمن الجامعة لكن درجاتهم لم تكن تؤهلهم، لذلك أصدروا قراراً لمساعدتهم وخاصةً في القسم الأدبي في الجامعة، كما أتاحت جامعة روج آفا الفرصة أمام طلاب الشهادات الثانوية العامة المهنية والشرعية بالتسجيل في اختصاصات معينة بالجامعة مثل: “التاريخ- الجغرافية- الفنون الجميلة- معلم صف- علم المرأة(جنولوجيا)”.
وبذات السياق أدرجت هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، أربعة كليات ومعاهد حديثة للعام الدراسي الجديد ضمن جامعة روج آفا وهي؛ “كلية الهندسة المعمارية الإيكولوجية ومدّة الدراسة فيها خمسة أعوام، ومعهد الهندسة المدنية مدته عامين، بالإضافة إلى إدخال معهد الترجمة الإنكليزية ومدته عامين، والمعهد العالي للميكاترونيك ومدته ثلاثة أعوام”، كما إن هذه الفروع الجديدة ستساهم في بناء مهندسين وفنيين ومختصين لتشييد مجتمع حضاري وغني بالتراث والثقافة.
ضم أكاديمية الصحة إلى الجامعة
ومن حيث المناهج الدراسية للفروع المضافة حديثاً فقد جُهزت لها بالكامل من كادر تدريسي مختص ومدرب، وأدوات ومفاتيح الدراسة كالمحاضرات والكتب والمراجع، وجُهزت المخابر العلمية لبعض الفروع التي تتطلب الشرح العملي أيضاً، أما بالنسبة للمواليد المقبولة فعادت الأولوية إلى الشهادات الجديدة بنسبة 75%، والقديمة إلى 25%، محاولين قدر الإمكان قبول جميع الراغبين، والجدير ذكره إن جامعة روج آفا قد قَبِلت ما يقارب 571 طالب/ـة من خلال المفاضلة التي طُرحت بتاريخ التاسع من شهر أيلول للعام الحالي، من إجمالي العدد الكلي للراغبين والمتقدمين، ويُرجع السبب عدم قبول 79طالب/ـة، لعدم إدراجهم أكثر من رغبة.
وكانت قد قررت جامعة روج آفا عقد الكونفرانس الثاني في الـ20 من شهر تشرين الأول المنصرم، ولكن بسبب سوء الأوضاع الأمنية ونتيجة الغزو التركي على مناطق شمال وشرق سوريا حالت دون إقامتها، لذا وكبديل عن الكونفرانس عقدت الجامعة اجتماعاً استثنائياً، بهدف مواصلة الجامعة لأعمالها وفتح كلياتها ومعاهدها أمام طلبتها، كما تم خلالها قراءة التقرير السنوي عن أوضاع كافة الإدارات والكليات والمعاهد في الجامعة والأعمال المنجزة، إضافة إلى لصدور بعض القرارات الجديدة مثل؛ “افتتاح كليات ومعاهد جديدة وتجهيز كوادرها ومناهجها التدريسية، كما فتح المجال لتقييم ما ورد في التقرير بتقييم بعض النقاط السلبية والإيجابية، وطرح بعض المقترحات والمخططات للعمل عليها في العام الدراسي الجديد ليتم التصويت عليها وتصبح قرارات نافذة في الجامعة”.
ومن ضمن القرارات التي اتُخذت ضم أكاديمية الصحة التابعة لهيئة الصحة إلى الجامعة أيضاً لتصبح بدءً من العام الدراسي ٢٠١9-٢٠٢٠تابعة وبشكلٍ رسمي لها، ويرجع السبب إلى أن جامعة روج آفا كانت تحتاج إلى الكلية الطبية، وبوجود أكاديمية الصحة وكونها تتشابه من حيث النظام والتقييم تم ضمها إلى الجامعة.
رئاسة مشتركة جديدة للعام 2019-2020
 وفي الاجتماع الاستثنائي اختار المجتمعون رئاسة مشتركة جديدة لجامعة روج آفا، حيث صوّتوا بالإجماع لاختيار الدكتور عبد الإله مصطفى، وروهان مصطفى كرئاسة مشتركة جديدة لجامعة روج آفا، وفي ختام الاجتماع تم اختيار أعضاء هيئة الشرف للجامعة والتي ضمت كل من؛ “الدكتور أحمد إبراهيم الرئيس المشترك السابق للجامعة، والأستاذ محمد صالح عبدو الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، وكوثر دوكو الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، وذلك نظراً لدورهم الريادي في تأسيس وتطوير الواقع التعليمي وتأسيس جامعة روج آفا. وتم تكريمهم بدروع تذكارية من قبل إدارة الجامعة.
وفي الإطار ذاته بلغت أعداد طلاب جامعة روج آفا في كافة الكليات والمعاهد إلى 1063 طالب وطالبة.
بوادر حملات لمقاطعة البضائع التركية
 تزامناً مع هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا، وكمشاركة في دعم مقاومة الكرامة ضد الاحتلال بادرت جامعة روج آفا خلال العام الحالي لإطلاق حملة توعية لمقاطعة البضائع التركية وذلك بالتنسيق مع الإدارة الذاتية، وخلال الحملة تم تعليق يافطات في اللوحات الإعلانية الطرقية للدعوة لمقاطعة البضائع التركية، بالإضافة إلى توزيع البروشورات، وعقد اجتماعات بهذا الخصوص مع كافة المؤسسات والاتحادات في إقليم الجزيرة.
كما شاركت جامعة روج آفا من إداريين ومدرسين وطلبة بحملة نظافة في مدينة قامشلو في شهر أيار من عام 2019، لنشر الوعي بين المجتمع والحد من ظاهرة رمي النفايات على الطرقات، كما عززت هذه الحملة الروح الوطنية في المواطنين بكافة شرائحها، وجسّدت فيها ملامح الحضارة والعراقة.
وزار خلال هذا العام وفد رفيع من جامعات باشور كردستان قادم من السليمانية إلى جامعة روج آفا وكانت استكمالاً لسلسلة الاجتماعات لتقوية العلاقات وتبادل التجارب والخبرات بين جامعة روج آفا وجامعات باشور كردستان.
لعبت جامعة روج آفا دوراً بارزاً في رفع مستوى القدرات لدى الطلاب وحققت لهم ذاتهم المعرفية، حملت الطلاب من أرصفة الأمية وأرشدتهم إلى طريق العلم والمعرفة، خرّجت روادها، واستقبلت أبنائها أيضاً، عززت معنى الإصرار وحملت المقاومة في سلاح القلم.