سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قصيدة الومضة أو الهايكو

عبد الحميد القائد (كاتب وشاعر/ البحرين)_

انتشرت في الآونة الأخيرة موضة كتابة “الومضة”، أو “الميني قصيدة” التي يحاول فيها الشاعر تكثيف كل رؤاه وأحاسيسه بل وعوالمه في سطر، أو سطرين، أو ثلاثة، أو أكثر بقليل. إنها قصيدة في غاية التكثيف ليس بوسع أي شاعر اتقانها بحرفية إلا بعد ممارسة طويلة ومؤلمة.
أطلق البعض على هذه الومضات “الهايكو”. والهايكو، أو الهائيكو باليابانية هو نوع يحاول شاعر الهايكو، من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة، أو أحاسيس عميقة، فقصيدة الهايكو، هي قصيدة تتألف من 17 مقطعًا كل مقطع يتألف من ثلاثة أبيات فقط، وكل مقطع يشكل وحدة شعرية بذاته أي قصيدة بثلاث أبيات فقط.
يمكن القول: إن الأسلوب هو تشذيب الأداة إلى أدنى حد ممكن بحيث لا تشتمل إلا على أقل الكلمات، والشروح بين القارئ والتجربة، والنتيجة هي قصيدة عارية لا يتدخل فيها شيء بين الشاعر وموضوعه، الغاية هي التجسيد بحيث يظهر موضوع الخبرة بذاته الفذة من دون حاجة إلى إشارة إلى شيء آخر غير ذاته، وحيث يستعصي التعبير أمام الخبرة، التي لا سابق لها، وهو عصي بالطبيعة في مثل هذا الموقف الصوفي (ذروة الموقف الفني من الوجود)، يلجأ ناظم قصيدة الهايكو إلى المجاز والتشبيه، وكل القوالب المتداولة.
ازدهر شعر الـ “هايكو” في مرحلته الأولى في القرن السابع عشر بفضل “باشو”، المعلم الأول لهذا الفن بلا منازع. وهناك من يقول، إن هذا الشعر مرتبط بمذهب (الزن) وهو أحد المذاهب البوذية في اليابان، أسسه الراهب الهندي “بوديدارما” الذي وصل الى الصين في القرن السادس ونقله الى اليابان الراهب إيساي في عام 1192، وهو مذهب يعتمد التأمل العميق للوصول للمعرفة، وبلوغ الاستنارة، يقوم شاعر الـ”هايكو” وعن طريق ألفاظ بسيطة بعيدة عن التأنق بوصف الحدث، أو المنظر بعفوية ومن دون تدبر أو تفكير، تمامًا كما يفعل الطفل الصغير، يأخذ الشاعر الحاذق الأحاسيس، المشاعر، والانطباعات المتدفقة ويعرف كيف يصبها في قالب.
الهايكو يجسد فلسفة البساطة والشاعرية وتصوير اللحظة وتوقف الزمن انعكاسًا لفلسفة التأمل، هذا النمط الشعري تعرفه الثقافة اليابانية تحت عنوان “قصيدة الهايكو” ، وله في تلك الثقافة شروطه وانتصاراته وهزائمه، وله امتداد لا يعرفه الكثيرون عندنا في اللغة العربية، والإسبانية، والإنجليزية، والألمانية، ولغات أخرى، ولكن ما هو مأخوذ هنا في هذه المجموعة، هو جوهر فكرة الهايكو: اللحظة الجمالية، التي تأتي بعد الاضطراب والتمزق وانقسام الوجود إلى ذات وموضوع (بديهيات الفكر اليوناني الذي يلقي ظله منذ أكثر من ألف عام على الفكر الإنساني) اللحظة، التي يشرق فيها نور اكتشاف الإنسان لكينونته العميقة في هذا الكون.
تعتمد قصيدة الهايكو على نوعين من الإيقاع: الإيقاع الخارجي المعتاد في الشعر العربي (المتحرك والساكن)، والإيقاع الداخلي المعتمد على تدفق الصور، والذي يتبع نظام الجملة الموسيقية الحرة. في الإيقاع الخارجي ابتعاد عن نمط شعر التفعيلة، ومزج تفاعيل من بحور مختلفة في الهايكو الواحدة.
صحيح أن المزج كان أسلوبًا اتبعه بعض النظّامين في الثلاثينات، إلا أنه كان مزجًا محكومًا بالموت؛ لأنه اعتمد مزج البحور لا التفاعيل ولا دقائق الأوتاد والأسباب، فكان مزجا خارجيا بين قوالب لا مزجا داخليا بين عناصر، مزج العناصر هو كيمياء اللغة لا مزج القوالب، وهذا هو ما يميز القصيدة القصيرة الحرة هنا حين تعتمد مزج العناصر، إنه أكثر جدة، فهو يخرج على نظام الشطرين ونظام التفعيلة المكرورة رغم عللها، وزحافاتها.
ينحدر الـ “هايكو” من نوع آخر من الشعر القديم في اليابان، الذي يسمونه الـ “رنغا”، وهو أكثر رونقًا وإرهافًا من الأول. انتشر في البداية بين الأوساط المثقفة، وكانت أصول هذا الفن تعود إلى مباراة شعرية يقوم فيها شخص ما بإلقاء البيت الأول، أو “هوكو”، ويتشكّل من سبعة عشر مقطعًا صوتياً (5-7-5)، على أن يقوم الباقون بتكملته ببيت ثان، وهكذا كتب الروائي والشاعر الياباني ناتسوم سوسيكي قائلًا في الهايكو: لنفترض أنك غاضب، اكتب حول هذا الغضب، وسيتبدى لك فورًا أنك تصف غضب الآخرين، لا يمكن لأحد أن يكون في غضب، ويكتب الهايكو في الوقت نفسه.
والجدير بالذكر، أن جزءًا من تركيبة الهايكو يتضمن إضافة كلمة “موسمية” تدل على الوقت الذي يتحدث فيه الشاعر. فنجد الحيوانات، أو النباتات، أو معالم الطقس الموجودة في بيئة اليابان الغنية دلالة على المواسم الأربعة، وبذلك الحالات النفسية والسياقات الاجتماعية، والثقافية، التابعة لتلك المواقف من منظور ياباني.
كل هذا يُلخّص في صورة ذهنية مُركّزة ومبسّطة في إطار تجربة فردية لتلك اللحظة، لكن السؤال: هل ما نكتبه في الوطن العربي من شعر “الومضة” هو شعر الهايكو؟ ربما نعم .. ربما لا..، فنحن استوردنا الشكل لكن طبعاً بعيدًا عن الفلسفة الصوفية البوذية المرتبطة بهذا النوع من الشعر، بل أن معظم من يكتبون قصيدة الومضة يكتبونها حرة في إطار قصيدة النثر، أعتقد أنه يمكننا أن نطلق عما نكتبه، وأنا منهم، وبطريقة مجازية بأنها قصيدة الهايكو. إنه شعر صعب يجب عدم تصغير كتابته؛ لأنني أرى أن تكثيف أحاسيس لحظية عميقة في مجرد أسطر بسيطة ليست بالعملية الهينة كما يتراءى لبعض القراء.
 إنها ليست خواطر عابرة، يكتبها شخص عادي، في لحظة ما، لكنها قصيدة في غاية العمق، وإن كانت في أسطر بسيطة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle