قصدت المناطق الآمنة فحضنوها وأمّنوا لها فرصة عمل

نازحة إدلبية قصدت مناطق شمال وشرق سوريا هاربة من هول الحرب في إدلب لتناشد الجهات المعنية بدعمها وتوفير فرصة عمل لها وسرعان ما استجاب لطلبها وقف المرأة الحرة في سوريا.

يسعى وقف المرأة الحر في سوريا إلى دعم المرأة بشتى المجالات دون تمييز من الناحية الفكرية أو المهنية والاقتصادية أيضاً فبمشاريعه أمّن فرص عمل لكثير من النساء، واليوم عندما دعت نازحة إدلبية إلى مساندتها وتأمين فرص عمل لها استجاب الوقف أيماناً منها بتخليصها من براثن الحرب لتعيش حياة جديدة يسودها الأمن والاستقرار الاقتصادي أيضاً.

ومع انطلاق شرارة الثورة، انتشرت التظاهرات في كافة المحافظات السورية منها محافظة إدلب الواقعة في شمال سوريا، وبدأت عمليات القصف المتبادل بين جيش النظام السوري والجماعات المسلحة، وكان المدنيين الأكثر عرضة لهذا القصف، حيث أدى إلى نزوح الآلاف منهم.

ظروف حياتها ما قبل الحرب

المواطنة ميرفت عمر دكوش من النازحات اللواتي هربن من مدينة إدلب، من منطقة جسر الشغور الواقعة على نهر العاصي شمالي إدلب إلى مدينة قامشلو، وذلك عن طريق الهلال الأحمر السوري نتيجة الدمار وقتل الآلاف من المدنيين ونزوحهم من قبل مرتزقة أحرار الشام وغيرهم المدعومين تركيّاً، الذين يواصلون عمليات القصف إلى يومنا هذا.

النازحة الإدلبية، ميرفت عمر دكوش، التي تبلغ من العمر 31 عاماً كانت تعيش حياة لا بأس بها قبل الحرب في عائلة متوسطة الحال في منطقة جسر الشغور تعلمت مهنة الخياطة من والدتها وهي في العاشرة من عمرها لتساعدها في خياطة الملابس لتدبير أمور عائلتها المعيشية. ولم تستطع العمل في الخارج لعدم توافر فرص العمل في أماكن خاصة لورش الخياطة.

وبعد تفاقم الأوضاع في سوريا كانت محافظة إدلب من أكثر المحافظات السورية التي تعرضت للحرب الشرسة من قبل الجماعات المسلحة من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى.

باعوا أغراضهم بسبب الحصار

ومنطقة جسر الشغور لم تسلم من تلك الظروف، في ظل الحرب بقيت المرأة حبيسة الدار لا تستطيع الخروج من المنزل لقضاء بعض الحاجات اليومية وذلك لتعرضها للمضايقات من قبل الجماعات المسلحة آنذاك نتيجة هذه الظروف القاسية اضطرت عائلة ميرفت كغيرها من العوائل إلى بيع بعض الأدوات المنزلية ومنها ماكينة الخياطة التي كانت تسترزق منها قبل الحرب.

وبعد اشتداد المعارك ومع استمرار القصف خرجت ميرفت مع عائلتها قاصدة المناطق الآمنة في شمال وشرق سوريا فاستقرت في قامشلو عام 2015 كونها أكثر المناطق أمناً ولتوفر فرص العمل فيها.

لدى وصولهم إلى مدينة قامشلو استأجروا منزلاً في حي الهلالية، ومن ثم عملت ميرفت في إحدى الجمعيات الخاصة المعنية بعمل الخياطة في المدينة، وبقيت تعمل هناك مدة عامين.

استجابوا لمناشدتها

وبعد أن توقف العمل في الجمعية تعرفت ميرفت على وقف المرأة الحرة في سوريا في مدينة قامشلو فقصدت المركز للحصول على فرصة دعم وعن هذا الأمر تحدثت ميرفت لوكالة أنباء هاوار “حينما توجهت إلى وقف المرأة الحرة كنت بوضع مؤسف، نتيجة الظروف الحياتية الصعبة، والتقيت مع إدارة الوقف وشرحت وضعي، وبعد أسبوع بدأت بالعمل فيه إلى جانب تدريب المبتدئين في الوقفة على مهنة الخياطة”.

بعد أن بدأت ميرفت العمل في الوقف تغير وضعها النفسي، فعملها أعاد لها القوة والإرادة لتكون من النساء اللواتي يعملن بنشاط  في جميع المجالات، وذلك بغض النظر عن كونها عربية أو كردية أو سريانية.

وتمنت النازحة ميرفت عمر دكوش، في ختام حديثها أن تقوم النساء اللواتي يبحثن عن عمل بزيارة وقف المرأة الحرة في سوريا “لأنها المساندة الحقيقية للمرأة السورية في كافة المجالات.