سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قسد لن تُهزم لأنها خرجت من رحم الشعب ومعاناته

نوري سعيد

قسد التي هزمت داعش في الرقة والباغوز وقدمت التضحيات الجِسام، مستمرة في ملاحقة داعش ولا يحق لأي طرف اختبار قوتها؛ لأنها خرجت من رحم الشعب ومعاناته، وتضم أبناء شعوب المنطقة، ومشاركة في تحالف دولي يضم 73 دولة، وكل من يعتقد بأن وجودها في دير الزور يحمل طابعاً كردياً فهو واهم، لأن نصف قسد هم من الشعب العربي الشقيق، وهي تتبنى نظرية الأمة الديمقراطية التي تدعو للتآخي والعيش المشترك.

أما الذي يجري في دير الزور هو نتيجة أخطاء وممارسات مجلس دير الزور العسكري متمثلة برئاسة (أبو خولة) الذي خلق الاستياء لدى المواطنين نتيجة تصرفاته غير المسؤولة، واستغلال منصبه لغايات غير مشروعة، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في دير الزور، وإنعاش داعش من جديد، ولهذا طالب المواطنون محاسبته وإبعاده عن منصبه، وهذا القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية في 30/8/2023م  ولكن استفادة بعض رؤساء العشائر مما كان قائماً، وارتباطهم بجهات خارجية (إيران- تركيا) دفعهم إلى الإعلان عن رفضهم لهذا القرار، واعتبار تنحية (أبو خولة) “هيمنة كردية” على دير الزور والاستهانة بقوة (قسد) وضرورة طردها من المنطقة، ليس هذا فقط، بل اتهم بعضهم الكرد بالعمالة لأمريكا، ولو كنا نحن الكرد عملاء ما شاركنا في الثورة السوريّة الكبرى 1925، فثورة الشمال السوري كانت بقيادة إبراهيم هنانو، ومعركة ميسلون كانت بقيادة يوسف العظمة، والقائدان هما كرديان، والإدارة الذاتية تدعو إلى بناء سوريا لا مركزية تعددية ديمقراطية، ولا تدعو إلى قيام دولة كردية وأن تكون سوريا لكل السوريين (لا أبناء الست وأبناء الجارية) وطبعاً كلنا أمل أن تتمكن (قسد) من إفشال مخططات تركيا من جهة منبج.

ختاماً إذا كنا أبناء الجزيرة (دير الزور والحسكة) قد تجاوزنا فتنة 2004 بهمة العقلاء والحكماء عرباً وكرداً وسريان وأرمن وتركمان، فكلنا أمل بأننا سنتجاوز هذه الفتنة أيضاً، لأن دماء جميع شعوب المنطقة امتزجت في كثير من الأحداث الدامية، ضد داعش وتركيا، لهذا علينا أن نكون أمناء لتلك الدماء الطاهرة، وأن يكون شعارنا (أنا سوري آه يا نيالي) فقط لا غير.