قرية خابر.. طوّرت الحالة الاجتماعية عبر كومينها

قرية “خابر” التي تتألف من 20 منزلاً، أعادت تنظيم هيكلية كومينها، ضمن انتخابات المرحلة الأولى للنظام الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا، أهالي القرية يحلون مشاكلهم الحياتية عبر الكومين، ونتيجة عدم تواجد مكان مناسب، خصص أحد أهالي القرية غرفة في منزله كمركز للكومين.

أحد أساسيات الأمة الديمقراطية هو الكومين والمجتمع ينظم نفسه عبره، المستبدون فكَّكوا أواصر المجتمع والحياة المشتركة، ما بعد المجتمع الطبيعي الذي كان سائداً في العصور البدائية، حتى الآن تعمل الدول الديكتاتورية ضد إرادة الشعوب والحياة المشتركة.

بصدد الحياة المشتركة يقول القائد الأممي عبد الله أوجلان: “الأشخاص المؤمنون بالأمة الديمقراطية، بقدر ما هم أحرار، يجب أن يكونوا متعاونين على أساسٍ كومينالي”.

دور الشعوب في الكومين

منذ بداية ثورة روج آفا، تشكلت الكومينات في مختلف القرى والمدن، وسط ظروف صعبة والأهالي يديرون أنفسهم من خلالها وتتقدم وتكبر شيئاً فشياً نحو الأمام، والشعوب بروج آفا يلعبون دورهم فيها بطريقة متعاونة ويتم حل المشاكل في المجتمع عبرها.

يتألف الكومين من رئاسة مشتركة و12 لجنةً حسب الحاجة وهي “لجنة الاقتصاد، التدريب، الثقافة والفن، الصحة، الحماية الذاتية، الصلح، البلدية، الكادحين، الأمنية، عوائل الشهداء، العلاقات الاجتماعية، والإعلام”.

اللافت هو أن الظروف الصعبة وقلة الإمكانات لا تقف عائقاً أمام الأهالي، فهم يخصصون غرف من منازلهم كمراكز للكومينات، نتيجة عدم تواجد أماكن مناسبة.

وتبعد قرية خابر عن قرية كرباوي بمسافة 15 كم، ويعرف أن القرية تأسست عام 1920م، من ثلاثة منازل لعائلات كردية وعربية، والآن تتألف القرية من 20 منزلاً، وأهالي القرية يؤمِّنون لقمة عيشهم عبر الاعتماد على الزراعة وتربية الماشية، ويعيش الشعبان العربي والكردي مع بعضهم البعض بوئام ومحبة.

 في عام 2015م، نهب مرتزقة داعش ممتلكات الأهالي وهدموا منازلهم، إلا أنَّهم لم يخرجوا من قريتهم وقاوموا فيها، وبعدما حررت وحدات حماية الشعب والمرأة القرية، أسس أبناؤها كوميناً لهم وخصَّصوا غرفة من منزل مواطن كمركزٍ له.

في انتخابات المرحلة الأولى من النظام الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا عام 2017م، أعاد الأهالي بناء هيكلية كومينهم وأطلقوا عليه اسم كومين الشهيد (هوكر تمو)، بعدها أصبحوا يحلّون مشاكلهم عن طريق التشاور والتعاون بين بعضهم البعض، ورمَّموا ما دمَّره مرتزقةُ داعش، حيث تم بناء مدرسة ابتدائية لأطفال القرية، ويتم تعليمهم فيها اللغتين العربية والكردية.

الجميع يُنظِّمون أنفسهم تحت سقف الكومين، الكرد يتعلَّمون اللغة العربية بناءً على طلبهم، والعرب يتعلَّمون اللغة الكردية بناءً على طلبهم، كما يحمون لغتهم وثقافتهم ويتشاركونها بين بعضهم، ويتم انتخابات الأهالي الكرد والعرب لعضوية وإدارة الكومين، بناءً على مشروع الأمة الديمقراطية.

بحسب الحاجة، أسَّس الأهالي سبع لجان ضمن كومينهم وهي: “الحماية، الصحة، الصلح، الثقافة والفن، الاقتصاد، التدريب، والعلاقات الاجتماعية”، كما تمَّ تقسيم العمل وتوزيعه على الأعضاء واللجان.

لجنة التدريب تجمع أهالي القرية وأعضاء الكومين، يعطون دروساً مختلفة ولجنة الثقافة والفن تجمع الأهالي في يومٍ مُخصَّصٍ تُعرض فيه مقتطفات فنية وتُقرأُ فيه القصص التي تُعبِّرُ عن ثقافة الشعوب، كما أنَّ لجنة الحماية تحمي القرية من أيِّ خطر بشكلٍ يومي.

الكومين يبني الحياة

الرئيس المشترك للكومين كانيوار تمو حسو أشار لوكالة هاوار إلى أنَّ أهالي القرية ينظمون أنفسهم عبر الكومين، وتابع: “يجتمعون وينظمون أنفسهم بذاتهم، كما يُؤمِّنون مستلزماتهم عبر الكومين، وهذه الثقافة تاريخية فعبر الكومينات يتمُّ إحياء روح المجتمع، وتتطور الحالة الاجتماعية والتعاونية ضد الفردانية، فالعرب والكرد يعيشون بإخاء دائماً والكومين يبني الحياة”.

المرأة قيادية في الكومين

الرئيسة المشتركة لكومين الشهيد هوكر، المواطنة العربية حنان داوود، تحدَّثت عن دور المرأة في الكومين وقالت: إنَّه يُقوِّي المرأة ويطوِّر مستواها العلمي عبر التدريب. وإلى جانب عملها كرئيسة مشتركة، تعمل حنان معلمة في قريتها أيضاً.

وتابعت حنان: “المرأة تُمتِّن تنظيمَها أكثر ضمن الكومين، فهن يقُدْن الأعمال كافة بإرادة لا تقهر، كما أن النساء يلعبن دوراً بارزاً من ناحية التعليم”.