قرارات المؤسسات المعنية بشؤون المرأة للحد من ظاهرة قتل النساء المتفاقمة مؤخراً

تقرير / إيفا إبراهيم – 

روناهي / قامشلو – استنكرت المؤسسات والمنظمات المعنية بشؤون المرأة في إقليم الجزيرة، الجرائم التي تجري بحق النساء، وتم الاتفاق على العديد من القرارات للوصول إلى حل مشترك لوضع حد لهذه الانتهاكات.

في الآونة الأخيرة انتشرت الأفعال الإجرامية التي ترتكب بحق النساء، فنواجه أبشع أنواع الجرائم وحوادث مريرة لنساء شابات يحرمن من حقهن في الحياة وتنتهك كرامتهن على يد الرجل، وخلال ثلاثة أشهر فائتة تم رصد خمس حالات قتل للنساء، وأخرها كانت في مدينة قامشلو حيث قتلت امرأة بالغة من العمر 19 عاماً على يد زوجهاً، فأن مثل هذه الجريمة هي أشد أنواع العنف، وأبشعها على الإطلاق.

أين حق هيلين ورفيقاتها مِمن قُتِلن ؟

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا روناهي لقاءً مع الإدارية في دار المرأة في إقليم الجزيرة إلهام عمر، والتي حدثتنا قائلةً: “في خِضم نضال المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، من أجل الوصول إلى كامل حقوقها وحريتها في مجتمع خالٍ من العنف، تم صدور قوانين خاصة بالمرأة”.

وأشارت إلهام بأنه خلال ثلاثة أشهر ماضية، هنالك خمس حالات قتل اُرتكبت بحق النساء على مستوى إقليم الجزيرة في كل من؛ (زركان – جنوب الحسكة – تل كوجر – تل حميس – قامشلو)، مبينةً بأن هذا العدد هائل جداً، وأن التحقيق جاري في هذه القضايا.

ونوهت إلهام بأن القضية الأخيرة التي حدثت في قامشلو؛ هي قتل المواطنة “هيلين علي”، على يد زوجها “فاروق وليد”، وكانت بالغة من العمر 19 عاماً، وحسب أقوال والدة هيلين فأن هيلين تزوجت في عمر 16 عاماً، ولديها طفل وطفلة، وأن الخلافات الزوجية بين هيلين وزوجها كثرت في الآونة الأخيرة، ويذكر بأن زوجها كان ذو أخلاق سيئة، حيث أقدم الزوج بقتل هيلين بعدة طعنات بالسكاكين، وقد تم إلقاء القبض على الجاني والتحقيق في القضية مستمر لغاية معرفة أسباب الجريمة.

اجتماع موسع لدراسة قضية قتل النساء

وبهذا الصدد نظمت هيئة المرأة بإقليم الجزيرة اجتماعاً موسعاً بتاريخ 3/4/2019م، ضم كلاً من؛ (وقفة المرأة الحرة – دار المرأة – مجلس عدالة المرأة – الاتحاد النسائي السرياني – الهيئة الوطنية العربية – منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة – منظمة حقوق الإنسان – لجنة المرأة في مقاطعتي قامشلو، والحسكة)، بخصوص جرائم القتل التي ترتكب بحق النساء في الآونة الأخيرة، والعنف الممارس ضدها.

قرارات تحد من الانتهاكات

وخلال الاجتماع تم الاتفاق على العديد من القرارات، للوصول لحل مشترك لوضع حد لهذه الانتهاكات، وهي على الشكل الآتي: تشكيل لجنة طارئة من هذه المؤسسات والتنظيمات النسائية، بالإضافة إلى كل من (مؤسسة الأديان، جريمة المنظمة، أسايش المرأة)، ليتم عقد اجتماعات دورية وشهرية لتداول قضايا المرأة، ومتابعة التحقيقات بصدد جرائم القتل والعنف الممارس بحق النساء، بالإضافة إلى عقد اجتماعات طارئة إذا ارتأت الحاجة في ذلك، والجدير بالذكر بأن هيئة المرأة، ومجلس عدالة المرأة، ومنظمة سارا سيقمنَ بتنظيم ومتابعة هذه الاجتماعات.

يجب توسيع حملة “المرأة حياة لا تقتلوا الحياة“

كما تم الإعلان منذ فترة وجيزة عن بدء حملة توعية من قبل منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار “المرأة حياة لا تقتلوا الحياة”، لتدريب وتوعية الأهالي بخصوص العنف الممارس ضد المرأة، حيث تم الإقرار عن مشاركة كافة الجهات لتقوية ومساندة ودعم الحملة، وتوسيعها بما يخص التوعية بقضايا وحقوق المرأة، بالإضافة إلى القيام بعدة مسيرات منددة بقتل النساء ورفض الذهنية الذكورية الرجعية، وخاصةً في المناطق التي ظهرت فيها هكذا حالات.

تقوية دور الإعلام بهدف توعية المجتمع

وأيضاً العمل على تشكيل خط طوارئ للمداخلة السريعة بهدف الوقاية من وقوع الجريمة، بالإضافة إلى تقوية دور الإعلام للعب دورها بشكل كبير، وتسليط الضوء على مناهضة العنف ضد المرأة للحد من هذ الظاهرة المُشينة، ودعوة المجتمع إلى اليقظة والوعي وتحمل المسؤولية حيال قضايا المرأة، وعدم التهاون والتسامح مع مرتكبي هذه الجرائم، في أي حالة عنف مهما كانت، لكي لا نخسر مزيداً من الأرواح.

وتم اختتام الاجتماع بوضع برنامج محدد للقيام بالعديد من الفعاليات، ويستوجب الشجب والاستنكار من جميع شرائح المجتمع، لأنه انتهاك صارخ ويعد امتهان لحق الحياة، لأنها قضية اجتماعية بالدرجة الأولى وليست حكر على المؤسسات لضبط هذه الحالات، بالإضافة إلى الترحيب بانضمام الرجال للمسيرات المنددة بهذه الظواهر، لتصل آرائهم للرقي، والحرية،  والعدل.