سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قامشلو… أزمة الغاز المنزلي تتصاعد وانتعاش للسوق السوداء

قامشلو/ علي خضير ـ

يشكو أهالي مدينة قامشلو من “أن توفُّر أسطوانة الغاز دائماً في المنازل أصبح أمراً صعب المنال”، ومن ارتفاع سعر الأسطوانة إلى أكثر من عشرين ألف، والجهات المعنية تنفي خبر ارتفاع سعر الأسطوانة، ويبينون الأسباب والحلول في نقص المادة وتوفرها.
يقوم الأهالي، بشراء أسطوانة الغاز بأضعاف كبيرة من سعرها في الكومين، إلى جانب استخدام وسائل بديلة تضرّ بأرواحهم وصحّتهم، وللتَّحقُّق من ذلك، كان لصحيفتنا “روناهي” جولة لرصد واقع المواطن في مدينة قامشلو، حول مشكلة الغاز المنزلي، والتَّحقُّق من هذه المشكلة والحلول المقترحة للحدّ منها ومن صحة ارتفاع سعرها، ولتبيان ما يلجأ إليه المواطن في حال تأخُّر استلام أسطوانة الغاز.
فأوضح المواطن “آزاد حسين” لصحيفتنا، أنَّ هناك معاناة حقيقية، بالنسبة لموضوع الغاز، ومشكلة قد تسبِّب إلحاق أضرار، ومخاطر جسديّة، وصحّيّة لمستخدمي (بابور الكاز)، في ظلّ غياب مادة الغاز الطبيعي من المنزل لمدّة شهر ونصف، وأحياناً تصل لمدّة شهرين، ففي هذه الفترة، حسب حسين: “نحتاج لاستهلاك أسطوانتين، ولكن في فترة الانقطاع هذه نقوم باستعمال (بابور الكاز)، والمشكلة الأكبر عدم توفُّر مادَّة الكاز أيضاً للاستخدام”.

“توفرها في السوق السوداء وبسعر مرتفع”
وأشار حسين إلى عدم قدرته على شراء أسطوانة بالسعر الحر، في حال لم يستطع تأمينها بشكل نظامي: “يتوفَّر الغاز في مناطق من المدينة، ويباع في السوق السوداء، وبسعر مائة ألف ليرة سورية للأسطوانة، ولكن ليس لدينا القدرة على شرائها، فيما يتعلق بي؛ فلدي محل (حدادة)، لا ينتج في الأسبوع أكثر من عشرة آلاف ليرة، بسبب قلة حركة العمل والضّعف المادَّي للمواطن، ويعود ذلك لهبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار وارتفاع في الأسعار وعدم تناسبها مع دخل الفرد”.
وتابع: “قمت بتسجيل أسطوانة بيتي في الكومين منذ شهر وخمسة وعشرين يوماً، فذهبت إليهم منذ يومين لأستفسر عن وقت ورود أو توزيع الغاز، ولكن أخبرني الكومين أنَّه لفترة أسبوع قد يتم التَّوزيع، وتكون قد استكملت المدَّة شهرين على موعد استلام الأسطوانة، ولهذا الوقت أنا أنتظر بفارغ الصبر”.
واقترح حسين: “يجب توزيع مادَّة الغاز المنزلي لكل بيت خلال فترة أقصاها 15 يوماً، من أجل تفادي مشكلة الانقطاع، والأضرار لاستعمال بدائل مضرَّة جسدياً وصحياً، ونأمل من الجهات المعنية مراعاة وضع المواطن، والمساهمة في تطوير المنشآت الصناعية، والخدمية، التي تؤمِّن له مستلزماته الأساسيَّة على الأقل، مثل الغاز أو الكهرباء أو غيرها من الخدمات، التي تضمن له عيشاً آمناً ومستقراً”.
جهود مستمرة لتوفير المادة
ولتبيان مشاكل نقص كمية مادة الغاز المنزلي، والتأخُّر في تسليمه، وإيضاح الحلول الموجودة، والتي هي قيد الإنشاء التقينا “مهدي عثمان” معتمد توزيع الغاز في مدينة قامشلو، وعلى إطِّلاع أيضاً بآلية توزيع مادة الغاز في شمال وشرق سوريا عامَّةً، وأوضح: “يتم توزيع الغاز في مدينة قامشلو بكمية تقدَّر بـ 37 ألف أسطوانة في الشَّهر، وقمنا بتوزيع البطاقات المسجَّلة، والتي تبلغ ما يقارب الـ 68 ألف بطاقة، ناهيك عن الوافدين من خارج المدينة من نازحين، ومهجرين، وغير المسجِّلين في الكومينات لاستخراج بطاقة، وقد تمَّ التَّوزيع للمسجِّلين رسميَّاً ما يقارب الـ86 ألف أسطوانة، حيث يتمّ توزيع الغاز خلال مدَّة أقصاها من 45-50 يوماً، ليحصل المواطن على أسطوانة الغاز”.
وعن نقص الكمية، التي يعاني منها المواطنون، أكَّد أنَّه يتم توزيع الغاز من المعمل لكل مناطق شمال وشرق سوريا، وأنَّه يتم إنتاج ما يقارب 13_14 ألف أسطوانة في الشهر، وهذه هي إمكانات المعمل: “هناك فرق شاسع من حيث توفر وسعر أسطوانة الغاز مقارنةً بباقي مناطق سوريا، التي تقع خارج سيطرة الإدارة الذاتية، فالقضية ليست بنقص كمية، أو ارتفاع سعر أسطوانة، إنَّما هذه هي الإمكانات المتوفرة حالياً”.
هناك تساؤلات من المواطنين، حول توفُّر الغاز في حي (طي) على سبيل المثال، وقلة توفُّره في الكومينات، وعن هذا قال عثمان: “يقوم بعض المواطنين في بعض الأحياء بتسجيل بطاقاتهم في الكومين، واستلام مادة الغاز، ولكن لا يقومون باستهلاكه، حيث يستخدمون النار أو بابور الكاز، في سبيل بيع الغاز بشكل حر، وبأسعار عالية، تضمن لهم أرباحاً كثيرة، أمَّا المعتمد ليس عليه سوى توزيع الغاز، حسب أعداد البطاقات المستحقَّة، وحسب الكمِّيَّة التي ترِد من المعمل”.
الحلول
أوضح عثمان في تكملة حديثه، أنَّه تمَّ إنشاء معمل ثاني، والآن هو قيد التشغيل، ولكن ليس بشكل كامل، ويحتاج إلى إمكانات وفترة زمنية قصيرة ليتم تشغيل كافة الآلات، والأجهزة الموجودة ضمنه، وعلى أمل تفادي مشكلة قلَّة كمِّية الغاز الطَّبيعي للمواطنين.
هذا وتكمن مشكلة نقص كمية توزيع الغاز الطبيعي للأهالي من الكومين في ضعف الإنتاج المحلي لمعمل الغاز، هناك أعمال وجهود مبذولة من قبل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، من أجل تفادي مشكلة نقص كمية الغاز الطبيعي، بافتتاح قسم ثانٍ لمعمل الغاز، وهو الآن قيد العمل وهو يحتاج إلى توفير إمكانات كبيرة، وسيتم دخوله حيِّز التنفيذ في الوقت القريب.
وعن شكاوى أهالي قامشلو، بارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي الذي يستلمونه من الكومين، إلى أكثر من عشرين ألف، حيث صرحت المسؤولة عن لجنة الغاز في لجنة محروقات قامشلو لصحيفتنا، أنه لا يوجد أي قرار رسمي برفع سعر أسطوانة الغاز، وأن التسعيرة كما هي سبعة آلاف ليرة سورية.