سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإمكانية حل الأزمة السورية

محمد إيبش_

نتيجة المتغيرات في المواقف الدولية والإقليمية اتجهت حكومة دمشق، وعلى وجه التحديد بعد أن ضرب الزلزال المدمر تركيا وسوريا في السادس من شباط؛ ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، كحالة إضافية، أضيفت إلى معاناة السوريين بدون استثناء، ولكن هناك سؤال يجب الإجابة عليه وبشكل شفاف، هل كان للزلزال التأثير على مواقف تلك الدول، أم كانت هناك محاولات لإيجاد مخرجٍ للعلاقات العربية مع حكومة دمشق، بعد أن فشلت المعارضة، التي كانت تعول عليها قطر، والسعودية، إضافة إلى استحواذ تركيا عليها واستخدامها كأجندة لتمرير مشروعها العثماني، من خلال الدور، الذي أوكل إلى تركيا الأردوغانية كأداة في رسم خارطة الشرق الأوسط، وعلى أساسها كانت تقدم لها كل الدعم، لذلك استشعرت الدول العربية بالخطر التركي نتيجة تدخلاتها في كل من الجزائر، وتونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، واليمن، والصومال، والسودان، إضافة إلى وجود قواعد عسكرية في دول الخليج العربي، إلى جانب ذلك هناك عامل مساعد للدول العربية، وهو المصالحة، التي تمت بين المملكة العربية السعودية، وإيران، ولكن لا ننسى المشروع الإيراني أيضاً، وما له من تداعيات على الوضع السياسي، وهذا ما يتم قراءته في زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا، وإجراء محادثات في سبيل عقد اتفاق استراتيجي مع سوريا، وهل هذا سيمنح قوة إضافية لحكومة دمشق، أم محاولة احتواء لكيلا يخرج النظام من محور المقاومة كما يسميها البعض، وهنا لا بد من الإشارة إلى المبادرة التي طرحها الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، لحل الأزمة السورية حسب رؤية الإدارة الذاتية الديمقراطية، في شمال وشرق سوريا، ونتيجة لاستطلاع الرأي في الداخل والخارج حازت المبادرة قبول أطراف عديدة، والتي تعدُّ من المبادرات، التي في مكانها وزمانها المناسبين، ولكن السؤال: هل دمشق ستقبل بالمبادرة؟.
للإجابة عن التساؤلات وإشارات الاستفهام الثلاثة، يمكن وضع عدة احتمالات:
 الاحتمال الأول: الحكومة تريد قطع الطريق أمام التدخلات الإقليمية والدولية، والشروط، التي وضعت أمام حكومة دمشق في الاجتماع بين وزراء الخارجية للدول الخمسة المملكة العربية السعودية، ومصر، والعراق، وسوريا، والأردن، وخاصة القرار الأممي 2254 الذي ترفضه حكومة دمشق جملة وتفصيلاً.
 والاحتمال الثاني: هو إن يصلوا إلى حل توافقي بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية، بوساطة عربية.
والاحتمال الثالث: هو رفض المبادرة وبالتعاون مع الميليشيات الإيرانية، والميليشيات المشكلة من الروس، والعشائر العربية، الموالية لحكومة دمشق، أي إعلان حرب غير مباشرة، والهدف الأول إنهم يحاربون الوجود الأمريكي، أو الاتفاق مع تركيا،، وهذا يتوقف على نتائج الانتخابات التركية، التي ستبدأ في الرابع عشر من شهر أيار الحالي، فإن جاءت نتائج الانتخابات لصالح أردوغان، ستكون المنطقة مقبلة على حرب مفتوحة،  وإن خسر أردوغان الانتخابات لا نستطيع التكهن، ولكن هناك احتمال كبير هو أن تتحول تركيا إلي سودان ثانية، وسيؤدي ذلك إلى خلط العديد من الأوراق، وسيهدد ذلك الأمن والسلام في العالم، والمنطقة، واللوم في ذلك يقع على القوى المهيمنة على السياسة الدولية، ودعمهم  لتركيا في حربها ضد حركة حرية كردستان، وشمال وشرق سوريا، واستمرار العزلة على القائد والمفكر عبد الله أوجلان، والذي يمثل مفتاح الحل لجميع قضايا الشرق الأوسط،  والسؤال: هل ستدرك الدول العربية، وسوريا تحديداً أهمية هذا الدور؟!.