في مقاومة العصر… دور الحماية الجوهرية في التنظيم على أساس حرب الشعب الثورية

الشهباء/ فريدة عمر ـ

قاوم أهالي عفرين، إدارة وشعبا، كبارا وصغارا، نساء ورجالا، 58 يوما من مقاومة تاريخية “مقاومة العصر”، في وجه أعتى قوى وأشرس عدو، ولعبت فيها قوات الحماية الجوهرية، دورا بارزا في تعزير مبدأ حرب الشعب الثورية.

بمرور ستة أعوام، على بدء الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين، والذي كان بتاريخ 20 كانون الثاني من العام 2018، مرة أخرى تعانق تلك التفاصيل والأحداث، مهجري عفرين، وكل من شاهد على مدى 58 يوما من المقاومة التاريخية” مقاومة العصر”، التي قاومها أهالي عفرين إدارة وشعبا، بأجنحتها المؤسساتية وقواها المجتمعية، ومن بينها قوات الحماية الجوهرية، أو قوات حماية المجتمع، التي لعبت دورا بارزا في التنظيم على أساس حرب الشعب الثورية، وتعزيز دور الحماية والتكاتف بجانب القوات العسكرية.

بالحماية الذاتية واجهنا هجمات الإبادة

وحول المقاومة التاريخية ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، على مقاطعة عفرين، تحدثت لصحيفتنا الإدارية في قوات الحماية الجوهرية، ذكية سيدو: “إن الحرب التي حصلت في عفرين، كانت حرباً عالمية، لأنها كانت بموافقة العديد من الدول، التي سنحت لتركيا المجال، وأعطتها الضوء الأخضر، باستهداف المقاطعة وجميع ما فيها، وارتكاب المجازر بحقها”.

وأشارت ذكية، إلى أن الحماية الذاتية، والتنظيم على أساس حرب الشعب الثورية، كانا لهما دور كبير خلال مقاومة العصر: “إن أهالي عفرين، بجميع مكوناته، قاوموا في وجه أشرس عدو على مر التاريخ، وناضلوا في وجه ثاني قوة في حلف الناتو، فكان الطيران الحربي لم يتوقف للحظة في سماء المقاطعة، ولكن وبرغم كل ذلك، فالأهالي كان ينتفضون كالبركان ويخرجون دروعا بشرية، ووقفوا بجانب القوات العسكرية، في حماية القرى والتنظيم، وتعزيز التكاتف والحماية على أساس حرب الشعب الثورية، التي استطاعوا من خلالها أن يواجهوا هجمات الإبادة آنذاك”.

كما نوهت ذكية إلى دور المرأة في تقوية الحماية خلال مقاومة العصر: “في كل مكان من عفرين قدمت النساء الكثير من التضحيات، وشاركت بحمل السلاح والدفاع عن الأرض، ورفعت المرأة الروح المعنوية في الفعاليات والنشاطات المختلفة، فالآلاف من النساء كن يخرجن للحراسة على الحواجز، وضمن القرى وداخل المدنية، وكانت الأمهات يرددن دائما: “كيف لنا أن ننام، وأولادنا في الجبهات، علينا أن نحميهم ونكون معهم”، وعدد من رفيقاتنا استشهدن عندما كن يؤدين واجبهن في الحماية، بالإضافة إلى الجوانب الخدمية، كتأمين السكان ومساعدتهم، وإعداد الطعام للجبهات، فالمرأة كان لها دور بارز على الأصعدة كافة في مقاومة العصر”.

مقاومة من أجل الإنسانية

من جانب آخر، تحدث عضو قوات الحماية الجوهرية، عبد الرحمن الشيخ، عن دور الحماية الجوهرية في وجه حملات الحرب الخاصة، التي كانت تشنها دولة الاحتلال التركي خلال حربها على عفرين: “في مقاومة العصر، كنا نحارب ضد الطائرات والأسلحة الثقيلة، وضد فكر العثمانية المستبدة والعنصرية، التي بنت نفسها على حساب دماء الشعوب، وارتكاب المجازر بحقها، وسعيها إلى إقامة الحرب الخاصة، والتأثير على المجتمع، عبر وسائلها كافة، واستطعنا نحن قوات الحماية الجوهرية في مجابهة ذلك، كما أن أهالي عفرين، نتيجة تنظيم أنفسهم بفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية، لسنوات طويلة من انطلاق ثورة روج آفا، استطاعوا أن يواجهوا حرب الإبادة بأشكالها كافة”.

واستكمل: “إن مقاومة العصر، بتفاصيلها ولحظاتها، كانت مقاومة تاريخية من أجل الإنسانية جمعاء، لأن مقاومة أهالي عفرين آنذاك، غيرت الموازيين والاتفاقيات الدولية رأسا على عقب”.

مقاومة العصر مستمرة

واختتم عبد الرحمن شيخ حديثه: “إن مقاومة العصر، التي بدأت في وجه الاحتلال التركي، وجميع القوى المتآمرة معها، والتي لا زالت ترتكب بحق مهجري عفرين، على أرض التهجير، المجازر وأفظع الجرائم، هذه المقاومة مستمرة في ذروتها في وجه جميع مخططات الإبادة”.