دمشق تحتل الصدارة… العثور على 103 أطفال مجهولي النسب خلال 2023

مركز الأخبار ـ

استمراراً للأزمة السورية على مدار 13 سنة، عثر على 103 أطفال مجهولي النسب في سوريا خلال العام الفائت. مقابل 19 طفلاً حتى شهر آذار من العام الجاري، وتأتي دمشق في مقدمة المناطق الأكثر عثوراً على أولئك الأطفال.

في ظل الأزمة السورية المستمرة منذ 2011 تتزايد الأزمات الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية وغيرها، حيث ينال كل سوري حصته من المعاناة في ظل غياب الحل.

ونتيجة لذلك تنتشر ضمن المجتمع السوري ظاهرة ترك الأطفال مرميين في الشوارع، أو على أبواب الجوامع وغيرها من الأماكن العامة، وفي بعض الحالات لا ينجو أولئك الأطفال من الاعتداءات المباشرة من الحيوانات البرية، كحال الطفلة التي عثر عليها في حلب وقد تعرضت للقوارض عام 2022.

وفي تصريح جديد كشف رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي “زاهر حجو” لصحيفة الوطن المحلية المقربة من حكومة دمشق مدى استمرار هذه الظاهرة من خلال الإحصائية بعدد الأطفال مجهولي النسب، الذين تم العثور عليهم منذ بداية العام الحالي ولغاية شهر آذار الجاري، حيث تم العثور على 19 طفلاً بينهم 16 ذكوراً وثلاث إناث؛ ستة منهم في دمشق، وأربعة في حلب، وأربعة في حماة، واثنين في طرطوس، وطفل في درعا، وآخر في حمص، والحسكة.

وخلال العام الفائت تم العثور على 103 أطفال مجهولي النسب بينهم 69 ذكراً و34 أنثى، كما أكده حجو، مبيناً أنه أن العدد الأكبر كان في دمشق 38 طفلاً، تليها حلب 34 طفلاً دون أن يذكر أعداد باقي المناطق.

ويعتبر رقم 103 أطفال مجهولي النسب في سوريا كبيراً أي بمعدل ثمانية أطفال وسطياً كل شهر، وهذا العدد تم توثيقه إلا أن الأمر المشكوك فيه، حيث يوجد أطفال يتم رميهم دون العثور عليهم، مما يثير القلق الأكثر، والمخاوف من استمرار الأزمة السورية، وتدفق أزمات أكثر ضمنها الأمر الذي يزيد من معاناة المواطن السوري.

ونقلت وسائل إعلامية من خلال مصادر مختصة في موضوع مجهولي النسب، أنه حال تم العثور على أي طفل مجهول النسب فأنه يتم تحويله عبر مخفر الشرطة إلى أحد المشافي للكشف عليه من الطب الشرعي، وبعد الكشف عليه من الطبيب الشرعي يتم تحويل مجهول النسب إلى مجمع لحن الحياة المعني في رعاية الأطفال مجهولي النسب.

ويشار إلى أن مجمع لحن الحياة هو الجهة الوحيدة الناظمة لشؤون رعاية أطفال مجهولي النسب، حيث تسجل الأطفال الذين تم العثور عليهم في الأحوال المدنية، ومن ثم تتابع أمورهم باستصدار الوثائق الخاصة بهم.

ولتسجيل الطفل في الأحوال المدنية يراسل هذا المجمع الأحوال المدنية، ويعطيه الاسم الأول للطفل المجهول النسب، ومن ثم تقوم الأحوال المدنية بإعطاء الطفل اسم الأب، والأم والكنية.

ويربى الطفل في المجتمع حتى بلوغه سن الثامنة عشرة من عمره، إلى أنه يمكن البقاء في المجمع بعد تجاوزه هذا السن، لكن بعد الاتفاق بينه وبين إدارة المجمع، وهذا مرتبط بالالتزام بشروط وقوانين وقواعد المجمع نفسه.

ويذكر أن هناك العديد من الحالات، التي استمرت في المجمع منهم من يتابع تحصيله العلمي في الجامعة، ومنهم أيضاً من يذهب لسوق العمل.

وكمعلومة إضافية ذكرها المصدر، أن المرسوم الخاص بمجهولي النسب أعطاهم الحقوق الخاصة بهم، ويستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وجميع حقوقهم مصونة، بما في ذلك تسجيل النسب في الأحوال المدنية، واستصدار الوثائق الخاصة بهم.