في مسعى لتحقيق الحرية الدينية.. الإدارة الذاتية تعدّ كتب التربية الدينية لكل ديانة

قامشلو/ دعاء يوسف – في خطوة لتطوير الواقع التعليمي، وفتح المجال أمام الشعوب في شمال وشرق سوريا كافة، للتعلم أكثر عن دياناتها، تعد الإدارة الذاتية كتباً للتربية الدينية (الإيزيزيدية، والمسيحية، والإسلام) لتضاف إلى المناهج الدراسية للعام الجديد.

تتميز مناطق شمال وشرق سوريا بتنوع الشعوب المتعايشة فيها، وبتنوع ثقافتهم،، ولحماية هذا التنوع، وانطلاقاً من ضرورة تعلم أبناء كل طائفة دينية المزيد عن معتقداتهم الدينية، ونقلها إلى أجيالهم القادمة، وبناء على مقررات المؤتمر الأول للتربية والتعليم، يتم إعداد كتب التربية الدينية للديانات “الإسلام، والإيزيدية، والمسيحية” نسبة إلى الشعوب الثلاث الرئيسة المتعايشة معاً في شمال وشرق سوريا، على أن يدرس كل شعب ديانته، ويمارس شعائره الدينية بكل حرية، ومن المقرر وضعها ضمن المناهج الدراسية للإدارة الذاتية في بداية العام الدراسي الجديد.

“مبادئ العيش المشترك تطبق على أرض الواقع“

ولتسليط الضوء على هذا الأمر، التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيس المشترك لمؤسسة المناهج “مكسب الصياح” ليطلعنا بدوره على الهدف من هذه الخطوة، وأسباب تأخر تنفيذها: “لقد كنا نسعى لهذا المشروع منذ بداية افتتاح المدارس في الإدارة الذاتية، ولكن لعدم وجود كادر مختص قادر على إعداد مناهج للديانات الثلاث، تأخر هذا المشروع ليبصر النور”.

وعد مكسب الصياح: إن ما يتم تطبيقه اليوم على أرض الواقع في شمال وشرق سوريا من مشروع الأمة الديمقراطية، وأخوة الشعوب، وإدخال ديانة كل شعب للمناهج الرسمية في مدارس الإدارة الذاتية، انتصار لجميع الشعوب في المنطقة.

ومنح ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية الحق لكل شعب من شعوب شمال وشرق سوريا التعلم بلغته الأم، والحرية في ممارسة طقوسه الدينية، وبناء على ذلك، تم اتخاذ قرار بأن يَدرس كل شعبن عقيدته الدينية في المدارس، وهذا ما أوضحه الصياح بقوله: “إن خطوة إضافة الكتب الدينية للمناهج المدرسية تعد هامة جداً، ودليلاً صارخاً على تطبيق مبادئ التعايش المشترك على أرض الواقع، إذ يستطيع كل شعب أن يمارس شعائره الدينية، ويدرسها بكل حرية”.

تنشئة الجيل على دينه ومعتقده

وتسعى مؤسسة المناهج إلى الانتهاء من الكتب الدينية قبل بداية العام الدراسي الجديد، كما كشف عنه الصياح، مبيناً أنه يتم إعداد مناهج للمرحلتين الابتدائية والإعدادية.

وأفاد: “نسعى جاهدين لأن تكون الكتب الدينية جاهزة، وأن نعطي كل ديانة حقها مع احترام الديانات الأخرى، فبالنسبة لكتب الديانة الإسلامية، والإيزيدية من المقرر إنهاؤها قبل البدء بالدوام المدرسي، وما زلنا على تواصل مع الجهات المعنية لإعداد كتب الديانة المسيحية”.

وبين الصياح، أن الطلبة في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، يدرسون ديانتهم الخاصة؛ حيث سيتعلم الطلبة المسلمين الديانة الإسلامية والطلبة الإيزيديين الديانة الإيزيدية، وكذلك الأمر بالنسبة للطلبة المسيحيين فإنهم سيتعلمون الديانة المسيحية.

المساواة بين الديانات

وأشار الصياح، إلى أنهم حرصوا خلال إعداد هذه الكتب الدينية على تعليم الأخلاق، والتركيز على الجوانب، التي من شأنها أن تقوي الترابط بين أبناء المجتمع، وألا يتميز دين عن دين آخر، فيتعلم أجيال المستقبل أن لكل شعب دين يؤمن به ويتمسك بشعائره ليحترمها ويعترف بها، بخطوة لعدم التقليل من شأن ومعتقدات الديانات الأخرى: “يجب أن نعلم أبناءنا المساواة بين جميع الديانات”.

وتابع الصياح: “نحن نجهز كتب موضوعة بشكل تربوي لكل طائفة دينية، وقد ركزنا في هذه الكتب على احترام الآخر وتقبله، حرصنا أن توجد هذه المواد حتى ينشئ الجيل على دينه ومعتقده”.

واختتم الرئيس المشترك لمؤسسة المناهج مكسب الصياح حديثه، راغباً من جميع الشعوب التواصل مع مؤسسة المناهج، إن كانت لديهم بعض الملاحظات على كتب التربية الدينية الثلاث، وذلك للرقي بمناهج، تبني جيلا واعيا مثقفا: “نسعى من خلال هذه الكتب لبناء جيل واع، فكل شعب من حقه الدراسة بلغته، وتعلم دينه مع احترام الديانات الأخرى”.

وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في سوريا، حيث لم تتواجد مثل هذه الكتب ضمن مناهج حكومة دمشق، فلم يكن مسموحا تدريس الديانة الإيزيدية.