سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في كري سبي المحتلة.. يجمعون روث الحيوانات… أوضاع كارثية يعيشها الأهالي للحصول على الدفء 

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

يعيش أهالي مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة ظروفاً صعبة مع دخول فصل الشتاء لهذا العام، مع تحكم المحتل التركي ومرتزقته بمواد التدفئة، واحتكارها لصالحهم؛ ما يضطرهم للجوء لوسائل التدفئة البدائية لتوفير الدفء لعوائلهم.
ومنذ احتلال المقاطعة من قبل تركيا ومرتزقتها في التاسع من شهر تشرين الأول 2019 يعيش من تبقى من أهالي كري سبي/ تل أبيض المحتلة ظروفاً حياتية، ومعيشية صعبة في المجالات كافة، ولكن ما زاد معاناتهم هيمنة المحتل ومرتزقته على موارد دخلهم لاعتمادهم على الزراعة وتربية المواشي بالمقام الأول، ورفع أسعار المحروقات والتحكم بتجارتها.
احتكار وتحكم بمواد التدفئة
ويتحكم المحتل التركي والمرتزقة التابعون له بتجارة المحروقات، ويحتكرون هذه المادة، التي يحتاجها السكان في فصل الشتاء للحصول على الدفء، وانعكس ارتفاع سعر المحروقات سلباً على حياة الأهالي بشكل كبير، وفقدهم حق الحصول على الدفء في الشتاء.
وعليه يلجأ أهالي مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة إلى جمع الحطب وتخزين روث الحيوانات لاستخدامها في التدفئة مع حلول فصل الشتاء، وذلك في ظل عدم قدرتهم على شراء مواد التدفئة لتحكم مرتزقة المحتل التركي بتجارتها.
وتردت الأوضاع الاقتصادية والخدمية فيها في ظل تحكمهم بالطحين، والمازوت، والمواد التموينية، وغيرها، حيث وصل سعر برميل مادة التدفئة لما يقارب مليونين و200 ألف، أي بـ 10 آلاف ليرة سورية للتر الواحد.
“مكاتب المرتزقة” أرهقت الأهالي
وتتحكم مرتزقة المحتل التركي في المعبر الحدودي مع المحتل التركي “معبر تل أبيض” وطرق التهريب من خلال “المكاتب الاقتصادية”، التي تفرض ضرائب باهظة على المواد الداخلة إلى المقاطعة المحتلة؛ ما يرهق المواطنين فيها ويجعلهم غير قادرين على شرائها في ظل ما يعانونه من تردي أوضاعهم الاقتصادية.
وحسب مصدر محلي من ريف مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة أفاد لصحيفتنا: “أن أهالي ريف المقاطعة المحتلة لم يعودوا يفكروا في مازوت التدفئة وسرقة المرتزقة له، وتحكمهم به، وبدؤوا مع دخول فصل الشتاء بجمع حطب القطن والذرة الصفراء، بالإضافة إلى تخزينهم روث الحيوانات لاستخدامه في التدفئة، مبيناً بأن سعر المدفأة الجديدة في أسواق مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة يصل ثمنها ما يعادل 45 دولاراً أمريكياً.
ولفت المصدر إلى أن الغالبية العظمى من العائلات الفقيرة يجمعون أكياس النايلون، وروث الحيوانات، ومواد البلاستيك المستعملة من الحاويات أو أطراف القرى لاستخدامها في التدفئة.