سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في تشكيل الشّعرية

رحلة في كتاب "أسئلة الشّعرية" د.عبد الله العشي

ريما آل كلزلي_

بعد قراءة نصّ ربما يأخذك إلى الحياة في أرقى تجلّياتها وإلى العبارة في مداها الأبعد تشعر بالتّماس مع الوجود؛ فتدرك أن الإبداع الشّعري حالة روحانيّة يعيشها الشّاعر في حالاته النفسية الكثيفة، التي تتراكم فيها طبقات المشاعر فتفقده القدرة على الوعي وعيًا تامّا مفصّلا لتكون القصيدة نوعًا من أنواع الخشوع، كالصّلاة تضع كاتبها المهموم بالوجود في مرتبة يتخلّى فيها عن كل شيء، هذا ما قد يُشكِل على الناقد في توضيح خريطة معاناته، ورسمها بدقّة حين يتطلّب ذلك.
ومهما اجتهد النّاقد في قراءته ومحاولات فهمه للهيجان، الذي يعتمل في داخل الشّاعر، يظل كلام الشّاعر عن تجربته أهم بكثير من رأي النّاقد؛ لأن التجربة الحيّة أكثر واقعيّة من التّأمّلات النّظرية المجرّدة، حين نحيل أصل التّجربة الشعريّة إلى تجربة روحيّة.
وهنا سؤال يطرح نفسه، وفق أي اعتبار من الممكن صياغة مفاهيم الشّعرية لوضع أسس أو نظريّة تُسهم في تشكيله؟
النّظرية الشّعرية ليست بالأمر السّهل الذي تتفق حوله وجهات النّظر؛ لأن الشّعراء غالبًا تتمتّع كتاباتهم برؤيتهم الخاصّة، والنّقاد يتفادون الآراء الشّخصيّة حرصًا على الموضوعيّة. كما أنّ طبيعة الكتابة المجازيّة لدى الشّاعر لا تسمح للنّاقد بالإدراك السّريع لمحتواها، واستنباط القواعد والأحكام منها.
من هنا يحاول النّقاد إغفال آراء الشّعراء الكثيرة والمتناقضة حول نظريّة الشّعر، “فليس كلّ رأي يرقى إلى مستوى النّظريّة مادام رأياً، أو فكرة، أو توصّلاً، أو تمثّلاً لم يوضع على محك العقل الفاحص” (1) حسب ما ورد في إحدى الدّراسات الحديثة.
 يقول الشاعر والأديب عز الدين المناصرة “قد يخدعنا الشّاعر بتقمّصه دور المنظّر، الذي يتحدث عن النّظريّة العامة للشّعر، بينما هو في الحقيقة ينظّر لشعره، ويبرر اتجاهه الشّعري، وقد تكون موضوعية وعيه بالشّعر عمليّة فردية، وهذا يحتاج إلى اعتراف بالتنوّع أي بالآخر”(2).
من هنا نجد أن الشعراء ينتصرون لشعرهم كما يتفق مع قول ابن رشيق: “أهل صناعة الشّعر أبصر به من العلماء” (3).
وهذا الرأي المحايد، الذي أدرجه الكاتب د عبد العشي في كتابه: “فيكون الشّاعر أقرب إلى جوهر التجربة الشّعرية من غيره” (4).
فما هو الدّافع للكتابة الشّعرية، وكيف يتم ضبطها تحت منظومة من القواعد في ظل الوعي؟
إنّ التجارب لا تُدرَك بقدر ما تُعاش، فغالبًا الشخص، الذي يعيشها لا يملك مفاتيحَ توصل غيره بالضرورة إليها؛ لذا يتحوّل الدور تلقائيا إلى الباحث؛ ليلملم الشّتات المتناثر من تجارب الشّعراء في خط الإبداع، فهذه من العوائق، التي يتم الإشارة إليها في قضية العمليّة الإبداعيّة للشاعر أنّها ذاتيّة التنظير، إضافة إلى الغموض، الذي يغلفها ويربط دوافع الفكرة ومناسبتها مع طبيعة التكوين للنفس الإنسانية. وتعود إلى أصول القصيدة والأرضيّة، التي يستمد منها الشاعر مكوّنات شعره، حسب صلاح عبد الصّبور: “إنّه يكوّنها من جملة آلاف المرئيّات، التي شاهدها وآلاف الكلمات، التي قرأها، وآلاف الأفكار في قراءته، وآلاف الإحساسات، التي شعر بها خلال سنوات بعيدة.” (5)
فما الدوافع التي تحرّضه على الكتابة؟
غالبًا ما يكون الانفعال، والباعث هما أُولا الدوافع، أما الباعث الشعري: فهو حالة دائمة وأساسيّة في الشّاعر تنبع من الداخل، وهو حاجة مُلحّة ملازمة للشاعر، قال عنه تولستوي هو الحاجة إلى الخَلق. بمعنى مقاومة الفناء، وصراع الأمل ضدّ الزّمن. إذاً الانفعال هو الحاجة الجماليّة الملازمة للشاعر، والتي تدفع إلى الإبداع بالضرورة، وفي قول ليوسف الخال: “الانفعال هو المخاض الذي يسبق الولادة.”
وفي مرحلة سابقة للإبداع قد لا يعيها الشّاعر نفسه، ولا يتذكّر منها إلا ما يستطيع إدراكه، فقد يقول: إن رائحة الغابة الفلانيّة، هي التي فجّرت الهاجس الأوّل، ولكن هذه الرّائحة قد تكون انعكاساً في زمن بعيد نسيه الشّاعر. فتكون العملية الإبداعية نتاج تفاعل جدلي بين قطبين، ذاتي وموضوعي، وكلاهما في حاجة للآخر، فالشاعر لا يعود بإعادة نسخ الواقع، بل يقوم بخلقه من جديد، والجديد الذي يخلقه الشاعر لا يخلقه لذاته إنما استجابة لمتطلّبات الإنسان فيكون الاختلاف عن الواقع، هو ما يحدّد شعريّ الشّعر، فالاختلاف إذاً، هو ما يمنح الشّعر خصوصيّته.
وكما قال ابن رشيق: “إنّ الشّعر كالبحر، أهون على الجاهل، وأهوَل ما يكون على العالِم”(6) فهو الرؤيا التي يبدأ بها الشاعر وظيفة التغيير الشمولي، وتتميز بالتجاوز أي إهمال الواقع بكل معطياته، ومقوّماته، وخلق واقع آخر بمعطيات أفضل ومقوّمات أغنى.
إذا كان بعض الشعراء أمثال أدونيس والبياتي ينظرون إلى الوظيفة الكلّية للشّعر بوصفها رديفًا للثورة، فإن صلاح عبد الصّبور يضع بدلا عن الثورة النّبوّة والفلسفة، فالنّبي لا يُرسَل لترقيع رتق جزئي في الحياة، إنما ليغيرها ويقيمها على الأسس السّليمة، والفيلسوف لا يفكر غالبًا في بُعد واحد من أبعاد الإنسان أو في التّاريخ وحده، وبهذا يصل إلى النّظرة الشّموليّة لفكرة ثنائيّة تربط الشّعر بالفكر والعاطفة بالعقل.
الشّعر كائن حرّ تماما لا يستمّد قيمته من موضوعات عظيمة كالحرّية، العدل، وغيرها، وقد تكون من موضوعة بسيطة كفراشة، أو باب، فيكون نمط الإدراك هو العلامة الفارقة، التي تمكن الشاعر من اكتشاف البعد المجازي، والرّؤية الشّعرية، التي تمنحه القيمة الجماليّة.
في النهاية يعد كتاب أسئلة الشّعريّة من أروع الكتب في تأصيل فكرة الشّعرية، ووضع قواعد ممنهجة لها، وطرح وجهات نظر لأهم شعراء الحداثة، والمصطلحات التي استعملها الشّعراء للتّعبير عن الإبداع، كان موضوع الشّعرية والإبداع، والوعي، والإدراك، وتشكّلاتهم، والماهيّة، وربط الثقافة بالبيئة أثناء عمليّة الإنتاج الثقافي.
1-عبد الملك مرتاض. في قراءة جديدة لتراثنا، المجلد الأول: 259.
2-عز الدين المناصرة-مجلة أوراق. ع 18 ديسمبر 84: 20
3-ابن رشيق/ العمدة. 1: 117
4-عبد الله العشي. أسئلة الشعرية
5-صلاح عبد الصبور. الآداب. ع 86 السنة 1978: 10.
6-ابن رشيق. العمدة.1: 117
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle