في الذكرى العاشرة لتأسيسها…الإدارة الذاتية الديمقراطية صوت الشعب وصورة العيش المشترك

جل آغا/ أمل محمد ـ

أكدت النساء اللواتي كانت لهنَّ بصمة مميزة مع بداية تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية، بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية أعطت

 المرأة الريادية دوراً محورياً في إدارة الشؤون بمختلف المجالات، ونوهن إلى أنه، منذ تأسيس الإدارة الذاتية منذ عشرة أعوام، والممثلون والقائمون عليها يقومون بدورهم على أكمل وجه؛ لتحقيق الأهداف المطروحة، والعمل على التغلب على النواقص والسلبيات.

وأُعلن عن تأسيس الإدارة الذاتية للمرة الأولى في 21 كانون الثاني 2014 في مقاطعة الجزيرة، وأعقبه إعلان إدارات ذاتية ومدنية تضمها الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا.

وفي الذكرى العاشرة لتأسيس الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة التقت صحيفتنا “روناهي” بعدد من النساء اللواتي كانت لهنَّ بصمة مميزة مع بداية التأسيس، ولعبن دورهن عضوات في  المؤسسات، التي عملن فيها بالرغم من الصعوبات والعوائق، التي واجهت الإدارة الذاتية في المراحل الأولى من تأسيسها، الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد في مقاطعة الجزيرة “هدية علي” حدثتنا: “إن الإدارة أُسست قبل عشر سنوات بإرادة الشعوب، التي أصرت على العيش المشترك، وعلى أخوة الشعوب والدفاع عن نفسها، مع حفظ الحرية للشعوب والأديان، في مشاركة المرأة إلى جانب الرجل في قيادة المؤسسات”.

عوائق وتحديات

وتتابع هدية: “واجهت الإدارة الذاتية وبالأخص في بداية تأسيسها عدة صعوبات، كانت تغيير الذهنية المنتشرة آنذاك من أهم الصعوبات، التي واجهتنا، فاستطعنا بالعمل والإصرار تغيير الذهنية وبعض الأعراف، التي لم تكن تقبل في الإدارة الذاتية بأنها تقود المجتمع، ولكن الإصرار على المتابعة، والعمل الدؤوب؛ استطاعت الإدارة الذاتية أن تصبح واقعاً حازت رضى الجميع”.

وأكدت هدية أن المرأة لعبت دوراً مهماً في تأسيس الإدارة الذاتية، التي هي جزء لا يتجزأ منها: “مع بداية التأسيس وكما أسلفت واجهنا عدة صعوبات، وبعض هذه الصعوبات كانت تتعلق بالمرأة، عانينا من صعوبة في تغيير ذهنية المرأة، التي كانت رافضة فكرة أن يكون لها حق في المشاركة وإبداء الرأي، المرأة هي أحد أسباب نجاح الإدارة الذاتية، واستمرارها ليومنا هذا متوقف على جهود المرأة وعملها”.

وعن تجربتها الشخصية، والتي كانت من أوائل النساء التي اقتنعت بفكرة الإدارة الذاتية الديمقراطية وشاركت فيها: “على السبيل الشخصي ومع البداية تغيرت بعض الأفكار التي كانت تقيدني، وهذا التغير كان في المجال الفكري والأيديولوجي، شغلت عدة مناصب، وعملت في مختلف المجالات، وهذا كان له دور مهم في صقل شخصيتي وتطوير عملي”.

وأضافت: “بالرجوع إلى عام ٢٠١٤ ومع بداية اللمسات الأولى للإدارة الذاتية على الواقع، والمجتمع، والشعب نجد أنها مرت بعدة مراحل، وتغيرات مهمة طرأت عليها، لتصل اليوم إلى مرحلة مهمة، لم يأتِ ذلك كله من فراغ بل جاء بالعمل والمتابعة والجهد الكبير والرتقاء بحس المسؤولية، وأن لدى الإدارة اليوم قوات الحماية والفكر والنهج المبني على أسس الديمقراطية للشعوب”.

إن الإدارة تسعى لتطوير عملها الإداري، وتحسين أدائها في عام ٢٠٢٤ للتغلب على النواقص والارتقاء بالعمل الإداري والخدمي، هذا ما بينته هدية من خلال حديثها عن مخططات الإدارة الذاتية في المستقبل: “مثل ميثاق العقد الاجتماعي والتي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا، والذي هي مؤشر دستور، هو الحل للأزمة السورية والمشكلة السياسية، فسيكون مخطننا التركيز على تطبيق هذا الميثاق، الذي أعطى كل مجلس إدارة نفسه بنفسه، فخطتنا أن يصبح الميثاق نظاماً شرعياً في سوريا عامة لحل الأزمة السورية”.

وتسترسل: “وأيضا سنعمل على نهج الأمة الديمقراطية، والتركيز على الاقتصاد المجتمعي الكومينالي لإدارة الشعب نفسه بنفسه بنظام ديمقراطي”.

الإدارة صورة الشعب وكيانه

وفي السياق ذاته؛ التقت صحيفتنا الرئيسة المشتركة لهيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة “همرين علي“، والتي باركت بداية حديثها ذكرى تأسيس الإدارة الذاتية: “تأسيس الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة كان الحجر الأساسي لتأسيس باقي الإدارات في إقليم شمال وشرق سوريا، فانطلقت فكرة الإدارة الذاتية من مسودة بعد اجتماع شاركت فيه مختلف الشخصيات، وانضم إليه الوجهاء، وتم إصدار دستور رسمي في ذلك، ومنذ ذلك الحين والإدارة الذاتية تمثل الشعب، بالرغم من أن في بداية التأسيس كانت هناك أصوات تؤكد بأن عمر الإدارة الذاتية في المنطقة لن يتخطى العام الواحد وستنتهي حالها حال جمهورية مهاباد والتاريخ سيعيد نفسه، ولكن اليوم العام الواحد أصبح عشرة أعوام بالنجاح والاستمرار بالرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها”.

المرأة والإدارة حلقة وصل

وعن دور المرأة في الإدارة الذاتية بينت همرين، أن الإدارة الذاتية كانت الجسر، الذي نقل المرأة من العبودية والاضطهاد إلى النور والحرية: “منحت الإدارة الذاتية المرأة الريادة في إدارة الشؤون بمختلف المجالات، وكذلك المرأة كانت على قدر كافٍ من الثقة، وقد لعبت دورها بشكل فعال وأضافت بصمتها المميزة، واقتنت الفرصة الذهبية، التي سنحت لها، وأثبت نفسها بجدارة، فنسبة وجود المرأة حسب الدستور أصبحت ٥٠% وهذا دليل على مدى فعالية المرأة التي أثبت ذاتها”.

وعن تجربتها في تأسيس الإدارة الذاتية حدثتنا: “الإدارة الذاتية هي حلم كل امرأة تواقة ومتعطشة للحرية، تجربتي الشخصية مع الإدارة الذاتية هي تاريخ مشرف وحلم حققته وأفتخر بذلك، واجهتنا صعوبات كثيرة وتحديات كبرى، ولكن النجاح الذي نلمسه اليوم يجعلنا نعتز بها”.

وتضيف: “مرحلة تأسيس الإدارة الذاتية كان لها ميزة خاصة، بدأنا بهذا المشروع الصغير في هذه البقعة الجغرافية حتى غدا مثالاً لباقي المناطق السورية مثل درعا، والسويداء، بشعارات من ثورة شعوب شمال وشرق سوريا، وكذلك انتفاضة روجهلات كردستان وإيران، الإدارة الذاتية بدأت من مرحلة التأسيس إلى التوسيع والتطوير”.

هذا وأوضحت الرئيسة المشتركة لهيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة “همرين علي” في ختام حديثها: أن الإدارة الذاتية لن تتوقف عند نقاط محددة، بل تهدف إلى العمل على المحافل كافة، والمجالات الحياتية لخدمة المجتمع وتطويره: “نهدف إلى تمكين المرأة وفئة الشباب لريادة المجتمع بشكل أفضل، وكذلك إلى شرعنة الإدارة الذاتية في سوريا وباقي المحافل العالمية”.