سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فيفيان الصّائغ فنّانة تشكيليّة سوريّة منبعثة من عطشِ الأرضِ ومن ندى السَّماء

صبري يوسف (أديب وتشكيلي سوري)-

موسيقى حنونة ترافقُ حفلات افتتاح معارض الفنّانة التّشكيليّة فيفيان الصّائغ، المنبعثة من عطشٍ الأرضِ ومن أبهى ما في ندى السَّماءِ، ترسمُ الفنّانة أعمالها من وحي شهوةِ الرّوحِ في أوجِ سموِّها وهي تشرقُ ضياءً ساطعاً عبر انبعاث دندناتِ الأحلامِ، كأنّها في جوقةٍ موسيقيّة تبهجُ قلوبنا العطشى إلى أنغامٍ الفرحِ. تناغي الألوانَ كمَن ترقصُ معَ تموجاتِ النَّسيمِ في صباحٍ مبلَّلٍ بأغاني فيروز. تستوحي ألوانَها المبلَّلة بحلمٍ مفروشٍ على مساحاتِ آمالٍ متهاطلةٍ من لجينِ ذاكرةٍ معجونةٍ برحيقِ الزّيزفون. لا تملُّ من عناقِ حبورِ الألوانِ، تفرشُها بدلالٍ عميقٍ مثلَ أمِّ مكتنزةٍ بمهجةِ الحنينِ إلى ظلالِ الدّالياتِ المعرّشة فوقَ جدرانِ الأحواشِ العتيقة. تواجهُ انكساراتِ الحياةِ بريشتِها المنسابةِ فوقَ وجنةِ اللَّوحاتِ كما تنسابُ زخّاتُ المطرِ فوقَ مروجِ الغاباتِ. عبرتْ برغبةٍ جامحةٍ في أعماقِ مكامنِ الألوانِ، وغاصتْ في أسرارِ وميضِها ومنعرجاتِ طلاسمِها، ممسكةً بخيوطِ العشقِ المجنّحةِ نحوَ ذروة تماهياتها معَ فضاءاتِ بوحِ القصائد، فجاءتْ تناغماتُها اللّونيَّة مخضَّلةً برهافةِ الأحلامِ. هل كانت فيفيان الصَّائغ يوماً ما، قصيدةَ عشقٍ متطايرةً من خدودِ غيمةٍ حُبلى باخضرارِ الرَّبيعِ، هل كانتْ شجرةً شامخةً فوقَ هضابِ الحنينِ، أم كانتْ إشراقة فجرٍ في صباحٍ مندَّى بالوئامِ؟!
حالما شاهدتُ لوحات الفنّانة لأوَّلِ مرّةٍ، شعرْتُ أنّني أمامَ فنَّانةٍ متميّزةٍ وفريدةٍ في توهّجاتِ خيالها وانزياحاتها اللّونيّةِ، المتعانقةِ معَ بهاءِ الحداثةِ وما بعدها، وأدهشتني جرأتها الشَّاهقة في متاهاتِ التّجريبِ، المتماهية مع عوالمِ الأدباءِ والشُّعراءِ والمبدعينَ الّذين غاصوا عميقاً في خفايا البوحِ في فضاءِ التّجريبِ وخصوبةِ التّفكيرِ والتّجديدِ على إيقاعِ سرعةِ إبداعاتِ العصرِ، وذكّرتني في حالتي الّتي لا فكاكَ منها من استيلادِ رؤيةٍ شعريَّةٍ من بهاءِ وردةٍ، ومن شهقةِ غيمةٍ، ومن وميضِ نيزكٍ، أو من مواءِ قطّةٍ على قارعةِ الطّريقِ تبحثُ عن صغارِها الّذين

تاهوا في أزقّة اللَّيلِ البليلِ. هذهِ الفنّانةُ الرّهيفةُ رهافةَ السَّنابل، معجونةٌ بأريجِ النّرجس البرّي، تجسِّدُ أحلامَها المتشابكةَ معَ خيالِها الجامحِ نحوَ بسمةِ الأزاهير، فتولدُ اللَّوحةُ بينَ يديها كأنّها منبعثة من دهشةٍ طفلةٍ مسترخيةٍ تحتَ ظلالِ أشجارِ اللَّوزِ وهي في انتظارِ المطرِ النّاعم.
يتراقصُ في خيال فيفيان الصَّائغ أسئلةٌ غريبةُ الأطوارِ وعميقةُ الأغوارِ، ولا تستطيع الإجابةَ عنها حتّى وهي ترسمُ من فضاءاتِ تلكَ الأسئلة أبهى لوحاتها، فهي فنّانة حالمة بعطاءاتٍ مغايرةٍ للمألوفِ، تنظرُ إلى الوردةِ فتراها طفلةً باسمةً، وتنظرُ إلى الطّفلةِ وتراها غميةً مكتنزةً باخضرارِ الحياةِ، تؤنْسِنُ جمالَ الطَّبيعةِ والموجوداتِ، مولعةٌ في الجمالِ وخلقِ معالمِ الجمالِ عبر أعمالٍها إلى حدِّ انسيابِ دمعةِ الفرحِ. تفوقُ أحلامُنا ما نقدِّمُهُ فوقَ ردهاتِ الحياةِ، تشعرُ الفنّانةُ أنّها في حالةِ توهّجاتٍ لونيّة جديدة، تحاولُ أن تقطفُ هذه التّوهُّجات اللّونيّة وتوشّحها فوقَ جموحاتِ الخيالِ، ونراها دائماً في حالةِ بحثٍ وتجريبٍ جديدَين، لأنّ فضاءاتِ أحلامها شاهةٌ، ومساحاتِ طموحاتها مفتوحةٌ على مناراتِ بوحِ الرُّوحِ في أوجِ تجلِّياتها وشوقِها إلى أصفى منابعِ الألوانِ وكأنّها في سياقِ بناءِ أبراجِ النّعيمِ، برجاً برجاً كي تصعدَ إلى أقصى مرامي الانبهار!
تنامت تجربةُ هذه الفنّانة الموغلة في الرّهافة عاماً بعدَ عامٍ، تناغي وتداعبُ الألوانَ كأنّها في حالةِ عشقٍ مع هدهداتِ الألوانِ، وظلَّتْ تحافظُ على انبعاثِ رحيقِ هذه الهدهدات، كأنّها سوسنة منبلجة من وجنةِ صخرةٍ معلَّقةٍ فوقَ قمّةِ جبلٍ مكتنزٍ بأسرارِ الحرفِ وطلاسمِ بوحِ الألوانِ. تُشبِهُ آفاقُها غيمةً معرَّشةً في خدودِ أحلامٍ متناثرةٍ في هلالاتِ السَّماءِ، تمطرُ عبرَ طراوةِ ألوانِها المتناغمةِ فوقَ بياضِ لوحتِها، حُبَّاً معشوشباً بأزاهيرِ الجنّةِ. تحلِّق عالياً عندما تداعبُ ألوانَها، كأنَّها تناغي طفولتها الملفّحة بأزاهيرِ دوّارِ الشّمسِ وهي تعبرُ سهولَ الخيرِ على أجنحةِ البراءة، تتعانقُ تحليقاتها معَ جموحاتِ حمامةٍ مفروشةَ الجناحينِ، وكأنَّ خيالها مبرعمٌ من أشواقِ البحارِ والطُّيورِ المتعطِّشةِ إلى نداوةِ الصَّباحِ، تجنحُ فضاءاتُ لوحاتها نحوَ صحارى الرُّوح العطشى إلى ظلالِ الغاباتِ، لتحوِّلَ تلكَ الصّحارى إلى خصوبةٍ وارفةٍ من الفرحِ والجمالِ، ومكثّفةٍ بأبجدياتٍ رصينةٍ ببوحِ السُّؤالِ المتوَّجِ في شموخِ هاماتِ الخيالِ.

تنتابني حالةٌ ابتهاليّةٌ مبهجةٌ للقلبِ ومناراتِ مهجةِ الرّوح، عندما أشاهدُ لوحاتها، تضعني في حالةِ تساؤل معَ الذِّاتِ، أرى في أعمالِها شهقاتٍ شاعريّة كأنّها مستوحاة من جموحات شعريّة، هل تقرأ فيفيان إشراقات بوح القصائد وتستوحي منها اتبعاثاتها اللّونيّة المضمّخة برحيقِ القصيدة، أمّ أنّها شاعرة بالفطرة واللّون وتوهُّجاتِ بوحِ الخيال؟ تبعثُ في نفسي حالةً بهيجةً مكتنفةً بالحنينِ، فيجرفُني الشَّوقُ إلى ظلالِ دالياتٍ مترعةٍ بالمحبّةِ عندَ تخومِ بيتِنا العتيقِ، وأرى الطّيورَ المهاجرةَ تحلِّقُ بعيداً نحوَ أنباضِ السَّرابِ، تبدو لي أحياناً وكأنَها في حالةِ تيهٍ وسطَ صراعاتٍ تخنقُ أشهى ما في حبورِ الألوانِ، فلا ترى في هذه الحالاتِ الاختناقيّة إلَّا غماماً طافحاً بالأسى تارةً والحَيرةِ تارةً أخرى.
 عندما أتماهى في أعمالِها الرَّهيفة وأغوص عميقاً، أراني أدلِّلها بيني وبين نفسي متمتماً: “فيفي” فنانةٌ مسكونةٌ بالجمالِ والبهاءِ وتجلِّيات عناقِ الحرفِ، فنّانةٌ معجونةٌ من نداوةِ المطرِ، كيفَ ستخرجُ هذه الفنّانة المحتبكة بطراوةَ التّينِ وأجنحةِ الحمائم المرفرفة في فضاءاتِ لوحاتها، من تفاقماتِ القبحِ الَّذي يطوِّقها بطريقةٍ حارقةٍ من الكثيرِ من جوانبِ الحياة؟! تنهضُ الفنَّانةُ بكلِّ بأسٍ، تحاولُ أن تكسرَ هذا الطّوقَ الحارقَ، لكنّها لا تستطيعُ مقاومةَ النّيران الهائجة والمتربّصة في أجواءِ المكانِ، فترفعُ يديها للسماءِ تبتهلُ للأعالي، تناجي السّماءَ، تطفحُ عيناها دمعاً، تنظرُ إلى ابنتيها فتراهما أجمل لوحتَين على وجه الدُّنيا، تُخفِّفان من لوعةِ الاشتعالِ المحيقِ بها، تنسابُ دمعتاها فوقَ خدودِ أمٍّ من لونِ الياسمينِ الدِّمشقي، تعانقُ ابنتيها عناقاً مكتنزاً بحنانِ الأرضِ. تريدُ أن تحلِّقَ بهما إلى أجمل بساتينِ الدُّنيا وتزرعَ في قلبيهما أزاهيرَ الفرحِ والحبِّ والبهاءِ والهدوءِ والسَّكينةِ والوئامِ، بعيداً عن هولِ الاشتعالِ المتاخمِ لبراءةِ الأطفالِ والألوانِ والأحلامِ. تنظرُ إلى فرشاتِها، وألوانها في أوجِ الانتظارِ. لا تستسلمُ لضراوةِ ما يحيقُ بها، تستعيدُ رباطةَ جأشها وعنفوانها، وتبدأ بالإبحارِ في خيالِها وبوحِها الهفهاف، وتغوصُ في أعماقِ جموحاتِها وترسمُ أحلامَها المتلظّية كأجيجِ النّيرانِ، فتولدُ لوحاتُها من رحمِ الأنينِ الغارقِ في أوجاعِ الانكسارِ، لكنّها تسيرُ بكلِّ ما لديها من شغفٍ نحوَ تجسيدِ بهاء الجمال، كأنّها تحتفلُ بكرنفالِ رقصةِ الألوانِ.

تزرعُ أحلامَها المسرجةِ من لجينِ النّارِ فوقَ نعومةِ الرّمالِ، تهتاجُ أمواجُ البحرِ فتجرفُ أحلامَها المتناثرةَ فوقَ لوعةِ الرّمالِ، تستعيدُ أحلامَها الهاربة من لظى النِّيرانِ، فلا تجدُ مفرَّاً من لهيبِ الاشتعالِ. تمسكُ ريشتَها وتفرشُ ألوانَها على منارةِ الرُّوحِ، قتولدُ لوحةٌ مسربلةٌ بالآهاتِ، تغوصُ الفنّانةُ في أحلامِ اليقظة الّتي ترافقُ انكساراتِها المتعاقبة، وإذ بأنيابِ الغدرِ مفتوحةٌ على مرأى عينيها، تجحظُ عيناها لما تراه، وتتساءَلُ: كيفَ سأنجو من ضراوةِ أنيابِ الغدرِ وشراهاتِ النّارِ، كيفَ سأرسمُ حنيني وأنا محاصرة بين فكِّي الافتراسِ؟! تهمسُ لنفسها المكسوَّة بالتّظلّي: آهٍ.. مراراً افترسَنا غدرُ هذا الزّمان، مراراً اجتاحَنا زمهريرُ الشّتاءات الطَّويلة، مراراً انسابت دموعي على قارعةِ أحلامي المرتّقة بآمالٍ مؤجّلة، إلى متى ستبقى آمالنا مؤجّلة ونحنُ بينِ فكَّي الرّحى أو نُطْحَنُ بين جواريش هذا الزّمان؟! إلى متى سنغوصُ في متاهاتِ الفجائع وتصدّعاتِ الأحوالِ، إلى متى ستبقى أحلامُنا معلَّقةً بين تلافيفِ السّرابِ؟! كم من الآهاتِ حتَّى تلبَّدَتْ خدودُ السّماءِ، كم من الأحلامِ ماتَتْ قبلَ أن ينبلجَ ضياءُ الصَّباحِ؟!
الفنَّانة التَّشكيليّة المبدعة فيفيان الصّائغ لوحةٌ مسرجةٌ من حكايا الجدَّاتِ، مكتنزةٌ بأزهى أغصانِ البساتينِ، مجذَّرةٌ بأسرارِ طفولةٍ مسربلةٍ بنكهةِ التَّينِ، من لونِ العناقِ المجنّحِ نحوَ تلألؤاتِ نجيماتِ اللَّيلِ الحنونِ، تُشبهُ قصيدة مزنّرة بجمالِ بحرٍ يموجُ ألقاً وابتهالاً. ترسمُ أعمالها على أنغامِ هدهداتِ الطُّفولةِ، تنسابُ ريشتُها كما تنسابُ دموعُ الأطفالِ فرحاً وبسمةً، فهي مقمَّطةٌ بحبورِ الطُّفولة، تموجُ روحُها شوقاً إلى أحضانِ أمٍّ من مذاقِ حلمٍ معبَّقٍ بالخصوبةِ، لا ترى أجدى من اللَّونِ تُزيِّنُ بهِ وجهَ الدُّنيا، كي تخفِّفَ من وطأةِ القبْحِ الطَّافحِ على أجنحةِ هذا الزّمان. مندهشةٌ من تفشِّي شراهاتِ الغدرِ ونيرانِ الحروبِ بكلِّ هذه الفظاظاتِ، وتزدادُ اندهاشاً إلى حدِّ الانذهالِ من هجرانِ الكثيرِ من البشرِ، من فضاءاتِ بهاءِ الحبِّ وهديلِ الوئامِ وبهجةِ السَّلامِ. تتأوَّهُ بحسرةٍ، وبوجعٍ حارقٍ تقولُ: تتغلغلُ حالةُ انحدارٍ في كينونةِ إنسان هذا الزّمان، لماذا لا يعيشُ الإنسانُ حالةَ فرحٍ مع بني جنسهِ، ويزرعُ بذورَ الخيرِ والمحبَّةِ في بحارِ بحبوحةِ الحياةِ، بعيداً عن لهيبِ النِّيران والقبحِ والدّمارِ المسرطنِ على وجهِ الأرضِ؟! أسئلةٌ عديدة تراودُها ولا تبارحُ خيالها، رأسُها يدورُ ويدورُ، ولا تتوقّفُ الأسئلةُ عنِ الانهمارِ، ولم تجدْ عبر هذه الحالة الدّورانيّة المميتة إلّا ريشتها وألوانها تنتشلُها من حالةِ الأسى الّتي ترافقها، وتطمسُ كلَّ الأوجاعِ والهمومِ والآهاتِ الّتي تراودُها. الرّسمُ بيلسانُ الرّوحِ والقلبِ، يطهّرُ الرّوحَ والقلبَ من أوجاعِ هذا الزّمنِ الأحمق، ويصفّي الخيالَ من كثافةِ الغبارِ العالقِ بينَ حنايا الإبداعِ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle