فوبيا حزب العمال الكردستاني تُلاحق أردوغان في كلِّ مكان

نوري سعيد-

إذا كان أردوغان واثقاً من قوة تركيا، حيث صرّح (لا يجوز لأي طرف اختبار قوة تركيا) فماذا بشأن فوبيا حزب العمال الكردستاني التي تلاحقه حتى خارج تركيا، حيث يصف كل من له علاقة مع الحزب بأنه جناح له، فها هو يصف حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا ويصفه بالإرهاب، مع أن حزب الاتحاد الديمقراطي حزب سوري يعمل كغيره لبناء سوريا جديدة لا مركزية تعددية، ولكن مشكلة تركيا إنها تقف ضد أي تقارب كردي – كردي وتحاول ضرب الكرد بعضهم ببعض والقضاء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا مع إنها تضم كافة شعوب المنطقة.

 وهنا نقول إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي يتبنّى فكر القائد أوجلان المتمثل بالأمة الديمقراطية كحل لمشاكل المنطقة، وإذا كان هناك تعاطف قومي وتشاور بين حزب الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني الشقيق فهل معنى ذلك إنه جناح لهذا الحزب في سوريا؟ فالحزب الشيوعي السوري يتبنى الماركسية وكانت علاقاته علنية ووطيدة مع الحزب الشيوعي السوفيتي فهل كان الحزب يعد حزباً روسياً؟!

 من هنا نقول إذا كان أردوغان يحاول تصدير مشاكله الداخلية إلى خارج حدوده وينفذ أجنداته العدوانية ليس بالضرورة أن يكون ذلك بالدجل والنفاق واستخدام الآخرين سبباً لتدخلاته تلك، أما الشيء الذي يزعج أردوغان حقيقة ووصفه للكرد بأنهم ناكرو الجميل هو إن الكرد يرفضون الانجرار إلى الحروب المذهبية والطائفية، وأردوغان يعتبر نفسه زعيماً للمذهب السني وطبعاً أغلب الكرد سنّة كما تفعل إيران التي تعتبر نفسها زعيمة للشيعة وكلا الطرفين يحاولان جر المنطقة إلى حرب مذهبية بإيعاز من إسرائيل وتواطئ معها؛ لأن اسرائيل لا تفلح في شيء سوى العزف على وتر الطائفية والمذهبية منذ قرون حتى الآن وأردوغان يدرك تماماً بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس إرهابياً ولا حتى حزب العمال الكردستاني، بل يناضل الحزبان كغيرهم من الأحزاب الكردية الشقيقة ومع بقية شعوب المنطقة المظلومة مثلنا لحصول الجميع على حقوقهم المشروعة التي حُرموا منها منذ عقود.

 وطبعاً نحن الكرد لم نعتدِ على أحد ودعاة للتآخي والعيش المشترك وشاركنا ولا نزال نشارك كافة الأنظمة التي نعيش في ظلها كغيرنا الحروب التي خاضتها تلك الأنظمة ودافعنا عن أراضيها بكل بسالة، ضد أعدائها ومع ذلك لم تبقَ تهمة إلا وألصقها بنا كما يفعل أردوغان، فكل العالم يُدرك بأن تركيا وإيران هما الدولتان الراعيتان للإرهاب وتعملان على زعزعة أمن واستقرار المنطقة وليس الكرد.

 ومن ألحق الهزيمة العسكرية بداعش لا تليق به كلمة إرهابي (وباغوز نموذجاً) أما الذي فتح حدوده لعبور الإرهابيين إلى سوريا وغيرها هو الإرهابي وينطبق عليه المثل الشعبي “ضربني وبكى سبقني واشتكى”، وعلى أردوغان أن يدرك بأن مصيراً أسود ينتظر تركيا إذا استمرت على نهجها العدواني التوسعي، ولا يمكن لتركيا أن تنعم بالسلام إلا من خلال الانفتاح على الكرد في الداخل وعدم معاداتهم في بقية الأجزاء الأخرى، وإطلاق سراح رجل السلام أوجلان لأن كافة الحروب المصيرية التي خاضتها تركيا وانتصرت فيها كانت بسبب وقوف الكرد إلى جانبهم، وإن زمن العنتريات ولّى ولم يعد الكذب والنفاق ينفعان في عصر الإنترنت الذي لا يمكن فيه حجب الشمس بالغربال.