سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فلسفة واحدة ضمت في قيمها رؤى المرأة

بيريفان خليل_

في القرن الواحد والعشرين ظهرت مقاومة المرأة ونضالها بوتيرة عالية، حتى قيل عنه، إنه قرن تتحرر المرأة، فظهرت ملامح تحقيق هذا الهدف من خلال التقدم والإنجازات، التي حققتها المرأة، التي كانت حبيسة الدار، الجاهلة بحقوقها، غير المدركة بمدى قوتها، الراضخة للذهنية الذكورية، المستغلة من قبل الحداثة الرأسمالية، فأصبحت اليوم ناشطة سياسية تناقش أمور بلدها في المحافل الدولية، فأصبحت تقاوم المتطلعين إلى إبادتها وتهميشها في المجتمع، فأصبحت المعلمة والمربية للأجيال، الذين يسعون لبناء مجتمع ديمقراطي، وصارت اليوم تطالب في ساحات المقاومة للحرية والتخلص من العبودية، والظلم، التي فرضتها الدول المهيمنة والرأسمالية بعقليتها الرجعية والذكورية، وغدت المقاتلة ضد من يهدم وطنها، والمحاربة ضد من يسعى لاغتصاب حقوقها.
وسلكت من الفلسفة، التي نادى بها القائد عبد الله أوجلان “Jin, Jiyan, Azadî”، درباً لتحقيق الطموحات والأهداف، التي خططت لها.
هذه الفلسفة صرح بها القائد عبد الله أوجلان عام 2013، أثناء لقائه مع المحامين: “أدعو المرأة إلى تمثيل وتعلم الصيغة السحرية لـ Jin, Jiyan, Azadî”، حيث قلبت المرأة الموازين، وعكست التوقعات في هذا القرن، فأصبحت الحرية شعاراً لها، واتخذت من الفلسفة، التي ذكرناها آنفاً فلسفة ترقى إلى ثورة اجتماعية وديمقراطية، وهذا ظهر جلياً في روجهلات كردستان وإيران، فالمرأة التي كانت تُعتقل، وتُعدم، وتُطبق عليها أقسى العقوبات ظلماً، رفعت صوتها وبأعلاه بعبارة “Jin, Jiyan, Azadî”،  فانضمت إلى هذه الثورة بانتفاضتها الحرة، التي لازالت قائمة بقوة رغم مرور عام على اندلاعها، باستشهاد الشابة الكردية جينا أميني في السادس عشر من أيلول 2022، وانطلقت هذه الانتفاضة رداً على الأحكام التعسفية، التي يمارسها النظام الإيراني على الشعب الكردي، والمرأة بشكل خاص، وجميع الشعوب في روجهلات كردستان وإيران، حتى اختلط دماء المقاومين من الشعوب كلها، والبرهان على ذلك أن ما يفعله النظام الإيراني من انتهاكات صارخة ضد الشعوب هناك، هو ممارسات ضد الإنسانية جمعاء، وضد الشعوب.
والعامل الأساسي، الذي دفع الانتفاضة إلى الأمام، وأبقاها حية إلى هذا اليوم، هو المساندة والدعم، اللذين أبداهما الأحرار برفع الشعار ذاته، حيث كان للمرأة الدور القيادي والريادي في ذلك، فتوحدت رؤى المرأة ضمن فلسفة شعار  Jin, Jiyan, Azadî، بما فيها المرأة الكردية، والعربية، والسريانية، والألمانية، والفرنسية، والأرجنتينية، وغيرهن من النساء، وهكذا توحّدت رؤى المرأة عامة في أنحاء العالم المختلفة، فثورة المرأة الحرة ليس في روج آفا فقط، بل في كردستان الحرة؛ لأن الجميع احتذوا بثورة المرأة في روج آفا، وكذلك  بانتفاضة روجهلات كردستان، فأخذت بذلك الصبغة العالمية.