سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فلسطيني يحوّل القنابل المُسيّلة للدموع إلى تُحف

اعتاد الفلسطيني أكرم الوعرة جمع قنابل الغاز المسيل للدموع، التي يطلقها الجيش الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، وتحويلها إلى إكسسوارات وقطع فنية يبيعها للسياح الأجانب.

يقول الوعرة إن كمية القنابل التي تسقط على المخيم بشكلٍ مرعب دفعته إلى تبنّي فكرة إعادة تدويرها وتحويلها إلى قطع فنية، مشيرًا إلى أنه يختار قنابل الغاز بعناية نظرًا إلى اختلاف أنواعها، فمنها ما يصعب عليه تنظيفها والتحكم به، لهذا يختار نوعًا معينًا من هذه القنابل لسهولة تنظيفها وتفريغها من المواد السامة.

ويحتوي مشغله الصغير القريب من الجدار الفاصل الذي يمر أحد مقاطعه من المدخل الشمالي للمدينة على عشرات من التحف الفنية والإكسسوارات التي كانت في الأصل قنابل غاز.

ويقول: “في أحد الأيام وجدت قنبلة غاز وأخذتها معي إلى المشغل، وفكرت أن أصنع منها شيئاً ما يجعلني أفرغ القهر الذي بداخلي من هذه القنابل التي يطلقونها على المخيم”.

أدوات الموت تنبض بالحياة

ويضيف أن مرحلة تدوير قنبلة الغاز تحتاج إلى عملية شاقة حتى تصل إلى مرحلة إنتاجها فعلياً، إذ يتم قصها ثم قطعها إلى قطع صغيرة، ومن أجل صقل قطعة النحاس اللاصقة في قنبلة الغاز من الأسفل يحتاج إلى عملية تخطيط ورسم للخروج بفكرة مميزة، ثم يتم تحويلها إلى سلاسل وأساور وإكسسوارات مختلفة، ثم ينتقل إلى تنظيف وتسهيل سطحها وتبسيطه قبل تلوينها وصبغها والرسم أو الكتابة عليها، ثم لصقها على قطع من خشب الزيتون لتصبح جاهزة للعرض.

ويعتمد أكرم الوعرة في المواد الخام على قنابل الغاز من “مخيم عايدة” ثم أصبح يجمعها في محافظات أخرى، مثل الخليل ورام الله ومحيط القدس، من خلال السياح والأصدقاء الذين جمعوها وجلبوها إليه لتحويلها إلى قطع فنية.

ويحرص الوعرة على تنظيف القنابل بشكلٍ كامل لتصبح: “صحية وآمنة مئة في المئة على جسم وصحة الزبون الذي سيضع العقد أو السوار أو الأقراط”.

ويقول الوعرة إن التركيز على الشعارات الفلسطينية هدفه أن يوصل إلى العالم: “رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني حرّ وصامد في أرضه رغم كل شيء”.

ويشير الوعرة إلى الأثر الذي تتركه القطع التي يصنعها في نفوس السياح، إذ أن 90 في المئة من زبائنه من الدول الأوروبية و10 في المئة من العرب الذين يحملون جنسيات أجنبية.

ويقول: “حتى بعد أن يسافروا، يرسلون أناساً آخرين، أو يطلبون قطعاً أخرى عبر واتساب أو الإيميل لأرسلها إليهم إلى بلدانهم”.

وكالات