روناهي/ قامشلو ـ
لم ينسى الرياضيون في شمال وشرق سوريا شهداء انتفاضة قامشلو ونظموا العديد من الفعاليات استذكاراً لهم، ولمختلف الألعاب عبر الهيئات والاتحادات الرياضيّة، وأكدت تلك الفعاليات على الاستمرار بالوفاء للشهداء والسير على خُطاهم.
انتفاضة قامشلو انطلقت شرارتها من ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، وكانت في يوم المباراة بين ناديي الفتوة من دير الزور والجهاد من قامشلو التي حاول فيها النظام السوري زرع الفتنة بين الشعبين العربي والكردي، واستغلال هذه المباراة لحياكة مؤامرة جديدة على نادي الجهاد والشعب الكردي، حيث ولّدت مخاوف كبيرة إبّان سقوط النظام البعثي في العراق وتحلي الكرد في باشور كردستان بإقليم فدرالي، وأن الكرد في روج آفا سوف يسيرون على خطوات إخوتهم الكرد هناك، ولذلك فكر النظام البعثي بالتصدي لهذا الأمر، وكانت الخطوة استغلال المباراة بين ناديي الفتوة والجهاد لأجل ذلك، ولكنه لم يُفلح لا بقتل أحلام الشعب الكردي بالحصول على حقوقهم المشروعة في سوريا، ولا في ضرب الشعبين العربي والكردي بعضهم ببعض وانطلقت انتفاضة شعبية في قامشلو وانتشرت فيما بعد في كافة مدن روج آفا ووصلت للعاصمة دمشق والأجزاء الأخرى من كردستان والعديد من المدن والعواصم العالمية.
واستذكاراً لشهداء انتفاضة قامشلو أُقيمت عدة فعاليات رياضية، ففي كوباني نُظمت بطولة للكرة الطائرة للرجال وشارك فيها سبعة نوادي ودامت لثلاثة أيام، واعتمدت على نظام خروج المغلوب ووصل للمباراة النهائية كلاً من رجال ناديي نسرين وروشين وأقيم اللقاء في ملعب الغابة بكوباني، وانتهت المباراة لمصلحة نادي نسرين بواقع ثلاثة أشواط بدون رد، كما أقيمت مباراة كرنفالية لكرة القدم جمعت بين رجال ناديي الفرات والوحدة وانتهت بوقتها الأصلي بهدف لهدف ليحتكم الناديان إلى ركلات الترجيح التي فاز فيها نادي الفرات بنتيجة 4×2.
بينما نظم الاتحاد الرياضي لإقليم عفرين في الشهباء مسيرة وتحت شعار “بروح انتفاضة ١٢ آذار سنحطم الفاشية ونقضي على النظام الرأسمالي”، شارك الرياضيون من جميع الفئات العمرية الأشبال والناشئين والشباب وفِرق المرأة الشابة فيها ورددوا شعارات حيت انتفاضة قامشلو ومجدوا الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للحرية وفي ختام المسيرة ألقى الاتحاد الرياضي لإقليم عفرين بياناً للرأي العام في ذكرى انتفاضة قامشلو، وذلك في ملعب باببنس العشبي وسط شعارات من الرياضيين حيّت مقاومة 12 آذار.
وفي الطبقة أُقيمت مباراة كرنفالية لكرة القدم أيضاً وجمعت بين نادي الأمن الداخلي الرقة مع نادي الاتحاد من الطبقة، وذلك في ملعب الغاز الرياضي، وانتهت بفوز الأمن الداخلي بهدفين مقابل هدف واحد، وتُعد هذه المرة الأولى التي تستذكر فيها مدينة الطبقة شهداء انتفاضة قامشلو في خطوة تؤكد تلاحم الشعوب في المنطقة وأنها لن تقع في فخ النظام السوري الذي لا يدّخر أية فرصة لزرع الفتنة بين الرياضيين في المنطقة.
وفي ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو؛ استذكر الرياضيون وأبناء المدينة ومناطق أخرى شهداء انتفاضة قامشلو بإقامة مباراة كرنفالية جمعت بين منتخب إقليم الجزيرة ومنتخب دير الزور، وانتهت بفوز منتخب إقليم الجزيرة بهدفين مقابل هدف واحد، وقُدِّم عرض قتالي ما بين الشوطين من قِبل لاعبات ولاعبي أكاديمية ريزان للفنون القتالية والدفاع عن النفس.
وكانت هذه مجمل الفعاليات التي أقيمت استذكاراً لشهداء الثاني عشر من آذار الذين استشهدوا في سبيل تأمين الحياة الكريمة لشعوب المنطقة وقدرة الرياضيين لممارسة نشاطاتهم الرياضية بحرية في ملاعب وصالات شمال وشرق سوريا.
