سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“فزعة العشائر” نبلٌ في أثواب ماكرة غايتها زعزعة الأمن وتوسيع الاحتلال

عين عيسى/ برخدان جيان –

استغلت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها حالة الفوضى والفلتان الأمني، الذي سببته أطراف وأجندات معادية، باسم “العشائر” فشنت هجمات عدوانية عديدة على المناطق المتاخمة لنقاطها الاحتلالية في مناطق شمال وشرق سوريا، مستغلة حالة خلخلة الأوضاع الأمنية بدير الزور؛ ابتغاء مكاسب ميدانية، واحتلال المزيد من الأراضي السورية.
سعت الدولة التركية المحتلة منذ دخولها ساحة الصراع السوري إلى احتلال المزيد من الأراضي السورية، تحت مسميات عدة، حيث شنت عملياتها العدوانية بأسماء مختلفة: (درع الفرات ـ غصن الزيتون ـ نبع السلام)، بعد أن استغلت تقاطعات المصالح الدولية والصراع الدولي على مناطق النفوذ في سوريا، بهدف اقتطاع المزيد من الأراضي السورية.
مرتزقة مجندة لفتنة مفبركة
كما عملت دولة الاحتلال التركي على تجنيد عدد كبير من المرتزقة تحت مسميات عشائرية، ودينية متطرفة وثورجية للمضي قدماً بمخططها تحت شعار ما يعرف بـ ” الثورة السورية” وشعارات أخرى تبقى في إطار المخطط الاحتلالي التركي.
وعليه تحاول دولة الاحتلال اغتنام الفرصة عبر مرتزقتها هذه المرة للانقضاض على المنطقة بإيجاد مبررات تحت مسميات “فزعة العشائر”، التي أطلقتها المجموعات المرتزقة مؤخراً، حيث شنت هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا في كل من (منبج، وتل تمر، وعين عيسى، وريفها).
 وبهذا الصدد أصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، بيانات متتالية حول هذه الهجمات، بالتزامن مع حملة “تعزيز الأمن” التي أطلقتها تلك القوات في دير الزور، ففي الثالث من الشهر الجاري (أيلول) أصدر المركز الإعلامي بياناً جاء فيه: “فيما تواصل قوّاتنا، قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، عمليّتها “تعزيز الأمن” في ريف دير الزور الشَّرقيّ والشِّماليّ لمكافحة فلول خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ والمرتزقة، الذين يسعون لنشر الفوضى، يحاول جيش الاحتلال التُّركيّ ومرتزقته عرقلة العمليّة عبر شَنِّ الهجمات في مناطق شمال وشرق سوريّا.”
وكشف البيان: أن مرتزقة الاحتلال التُّركيّ شنت هجوماً على قرية “صكَيرو” الواقعة شرقيّ بلدة “عين عيسى”، وقد أسقطت قوّاتنا خمسة مرتزقة منهم، فيما لاذ الآخرون بالفرار، كما تصدّى مقاتلونا للتعزيزات، التي استقدمتها المرتزقة، ودخلت قوّاتنا في اشتباكات معها، وكُشِف عن حصيلة الاشتباكات بمقتل سبعة مرتزقة، إضافة إلى جرح سبعة آخرين.
هجمات تركية واسعة
لم يكتفِ المحتل التركي ومرتزقته بشن هجمات على عين عيسى، حيث جدد هجماته بشن هجمات أخرى على تل تمر وريفها، وفي الوقت ذاته شنت مرتزقة الاحتلال هجوماً على قرى (الطويلة، وتل الطويل، وخمسة) التّابعة لبلدة تل تمر، حيث أكد بيان مجلس تل تمر العسكري، بأن مقاتليه ردّوا بالشَّكل المناسب على هجمات المرتزقة، وأحبطوها بشكل كامل، لافتاً إلى أنه بالتزامن مع تلك الهجمات حاولت مرتزقة تركيا شن هجوم على قرية ( بوبي) التابعة لبلدة زركان، حيث تم إحباط الهجوم؛ ما أسفر عن مقتل مرتزقين في العملية، وسقوط العديد من الجرحى، فتراجعت المرتزقة ولاذت بالفرار، وتم إفشال الهجوم.
وأسفرت عمليّات الرَدِّ على هجمات المرتزقة على ريف تل تمر عن مقتل أكثر من عشرة من مرتزقة دولة الاحتلال التُّركيّ.
وفي ظل الإخفاقات المتكررة التي منيت بها مرتزقة الاحتلال التركي بهدف تحقيق مكاسب ميدانية وانتصارات مزعومة في كل من عين عيسى وتل تمر، حاولت المرتزقة الإعلان عن احتلالهم قرية (المحسنلي) بريف منبج، يأتي هذا في بثهم فيديوهات حول سيطرتهم على القرية، بالرد الحاسم لقوات مجلس منبج العسكري، تم دحرهم خلال ساعات قليلة، وقد كبدتهم خسائر فادحة بالعتاد والأرواح.
وتوالت عمليات المرتزقة بعد محاولاتهم الفاشلة في قرية “المحسنلي” فشنَّت هجمات على قرية الخالدية غربي مدينة منبج، فتصدى لها مقاتلو مجلس منبج العسكري فأسفر الهجوم عن مقتل عدد من المرتزقة، كذلك قرية عرب حسن الواقعة أيضاً بريف منبج الغربي شهدت هجوماً عنيفاً للمرتزقة، وكان رد مقاتلو مجلس منبج العسكري على هجماتهم العدوانية قاسياً، ما أدى إلى تدمير عربة تابعة لهم، ومقتل أربعة من المرتزقة، فيما توالت محاولاتهم على محور نهر الساجور شمال منبج، لكن تلك المحاولات تم إحباطها حيث أوقعت في صفوفهم عدداً من القتلى والجرحى.
كذب وتضليل إعلامي وحرب خاصة
المفارقة التي حدثت أن كل تلك الهجمات، التي شنتها مرتزقة الاحتلال التركي على مناطق عدة في شمال وشرق سوريا، جاءت مترافقة مع دعاية تضليلية وحرب إعلامية وحرب خاصة، واستغلال شعارات تحت ما يسمى: “فزعة العشائر”، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وغرف الإعلام المضلل التي بدأت ببث سمومها منذ إعلان قوات سوريا الديمقراطية حملتها الأمنية لفرض الأمن والاستقرار في مناطق دير الزور، كما استغلت الدولة التركية المحتلة الانتماءات العشائرية لبعض المرتزقة، وتعمدت رفعهم شعارات وألفاظ لإثارة العواطف والتضليل لتحقيق مبررات لهجماتها.
 فيما سارعت حكومة دمشق باللعب على الوتر ذاته من خلال التحريض العشائري في المناطق، التي تسيطر عليها غرب الفرات، وقدمت الدعم للمرتزق نواف البشير، لإطلاق بيانات مزعومة بتصوير نفسه ممثل للعشائر في تلك المنطقة، والدفع بعدد من مرتزقته للقتال بجانب مثيري الفتنة خلال الحملة الأمنية الأخيرة.
فيما بينت الأحداث الأخيرة مدى استغلال النزعة العشائرية والشعارات المحرضة خدمةً للأنظمة الطامعة باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا، باستخدام العشائر وقوداً لإشعال الفتنة، وإعادة المنطقة إلى مربع الفوضى، وحالة عدم الاستقرار من جديد.