فرن تل كوجر وجزعة لا يسد حاجة القرى.. ما الحل؟

تل كوجر/ مثنى المحمود ـ

150 قرية في ريف تل كوجر، لا تجد ما يسد حاجتها من الخبز، طاقة الأفران الإنتاجية لا تكفي، والحلول شبه معدومة، والسكان يحاولون التعايش مع الأزمة، وابتكار حلول فردية. 

تعاني 150 قرية من قرى ريف تل كوجر، وجاراتها جزعة من نقصٍ حاد في مادة الخبز التي تمثل ركناً أساسي في حياة المواطن البسيط في القرية، فطاقة الأفران ورغم تعاقب الورديات ليلاً ونهاراً لا تسد حاجة المواطن ما يطرح ولأكثر من مرة سؤالاً مفاده: أين الحلول وما ذنب المواطن في تحمّل عبء كبير كهذا؟

ربطتان كل 15 يوم!

كان لصحيفتنا “روناهي” لقاءً مع المواطن مهدي خلف أحد أبناء قرية كريفاتي التابعة إدارياً لبلدة تل كوجر وعند سؤالنا له عن مادة الخبز أجاب أنه يحصل على 18 رغيفاً من الخبز كل خمسة عشر يوماً، أي ربطتين فقط.

يضيف الخلف أن هذا الوضع بات صعباً جداً والمعاناة كبيرة، حيث يقول أنه كلما توجهوا إلى القائمين على الأمر أجابوهم أن طاقة الفرن الإنتاجية غير قادرة على سد حاجة بلدة تل كوجر والقرى المحيطة لها حيث يغذي الفرن حوالي 60 إلى 70 قرية، إضافة إلى بلدة تل كوجر ويضاف إلى القرى والبلدة النقاط العسكرية القريبة على البلدة، كل هذا والفرن ذاته أصبح قديماً جداً وهو بحاجة للصيانة وإعادة التأهيل، يتساءل جُل أهالي المنطقة إلى متى سوف يبقى الحال على ما هو عليه وهل سوف تستمر أزمة أهم مادة في غذاء أبناء البلدة وريفها على هذا الحال، هل من حلول هل من سبيل لتخطي أزمة انقطاع الخبز؟؟

حلول وبدائل شعبية

نظراً إلى أهمية مادة الخبز، عمد أهالي المنطقة إلى البحث عن حلول تجنبهم الجوع، حيث أخذ كل فرد على عاتقه تأمين نفسه وبيته من مادة الخبز، ميسورو الحال يعمدون إلى شراء الخبز السياحي الذي تبلغ ثمن ربطته   1000 ل. س، أما متوسطي الحال منهم من عمد إلى بناء تنور وأخذ يخبز لنفسه بشكلٍ يومي، ولكنهم يجدون اليوم الصعوبة في تأمين الطحين حيث تمر المنطقة هذا العام بحالة يُرثى لها، إذ أن الجفاف أثّر على كميات القمح ولا يجد المواطنون القمح كي يحصلوا منه على الطحين، من ثم الخبز، البعض يعمد إلى خبز الصاج أو التنقل إلى القرى الأخرى أو المدن القريبة ليؤمن حاجته.

يقول علي الساير أحد أبناء قرية تل مشحن، أنه يتنقل يومياً إلى كركي لكي لجلب الخبز من هناك، إذاً في ظل هذه الأزمة بقي سكان المنطقة كلاً يسعى منفرداً لتخطي هذه الأيام العصيبة.

 خبز شعير وحلول أخرى

يقول أحمد السليمان من قرى جزعة أنه نسي طعم خبز القمح، وأنه منذ قرابة العام لم يدخل منزله سوى دقيق الشعير الذي دأب على طحنه وعجنه وصناعة الخبز منه، على الصاج ويضيف: “عدت إلى أيام شبابي، أيام كنت شاباً في الثامنة عشر من عمري حينها لم يكن هناك خبز قمح، فقط كان خبز الشعير الذي تُعده أمي، والآن عمري70 عاماً وأصبحت مضطراً للعودة إلى خبز الشعير،” وكأن خبز القمح بات شيئاً من الرفاهية كي يتفاداه هو وأبنائه.

هناك من ابتكر أساليب أخرى، تقول حسنة العلي ربة المنزل ابنة قرية الدردارة، أنها لم تعد تعول على الخبز كثيراً، فهي أخذت على عاتقها ابتكار أسلوب حياتي جديد لا مكان للخبز فيه فهي تعتمد في مائدتها على أصناف المأكولات التي لا حاجة للخبز فيها، تتصدرها المعكرونة والأرز والبرغل وبعض أصناف الشوربة وما شابه، وتقول حسنة مبتسمة: “الحاجة أم الاختراع، عندما يعود الخبز سوف أعود إلى طهي المأكولات الأخرى، أما الآن لا أطبخ سوى ما لا مكان للخبز معه”.