فرق الإطفاء والهلال الأحمر… جنود مجهولون في مقاومة هجمات دولة الاحتلال التركي

روناهي/ الدرباسية –

تعدُّ الأعمال التي تقوم بها فرق الهلال الأحمر الكردي والإطفاء في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا، من أهم أشكال المقاومة في وجه دولة الاحتلال التركي.

لطالما تُذاع في النشرات الإخبارية والمقالات الصحفية الخطط والمقاومة، التي تُبديها القوات العسكرية في وجه هجمات الاحتلال على أراضي الشعوب. حيث تُظهر هذه النشرات والمقالات جانبا من المقاومة، التي تسطرها الشعوب التي تواجه المحتل.

وفي شمال وشرق سوريا، تُبدي قواتنا العسكرية مقاومة بطولية في وجه دولة الاحتلال التركي وما تشنه من هجمات على المنطقة. ولكن، إلى جانب القوات العسكرية، هناك جيش آخر يسعى لإعادة كل ما تدمره آلة الحرب التركية.

هذا الجيش يتألف من فرق الهلال الأحمر الكردي وأفواج الإطفاء في مدن، وبلدات إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يُسارع رجال الإطفاء لإخماد الحرائق التي تندلع جراء هجمات المحتل التركي، كما أن فرق الهلال الأحمر الكردي أيضا تُسارع بالانتشار في المواقع المستهدفة، وذلك لإسعاف المصابين والجرحى.

وفي ناحية الدرباسية، وهي أحد المواقع الجغرافية في إقليم شمال وشرق سوريا التي تعرضت لهجمات المحتل التركي، وذلك باستهداف الناحية وقراها الآهلة بالسكان، وكذلك المنشآت الخدمية كما غيرها من المناطق المستهدفة، ومؤخراً تعرضت لهجومين عنيفين من دولة الاحتلال التركي، من هنا لعب فوج الإطفاء والهلال الأحمر الكردي دورا كبيراً في تدارك مخلفات العدوان، فقد سارع رجال الإطفاء إلى إخماد الحرائق، التي اندلعت في منزل أحد المدنيين في قرية كر بتلي، كما كان للهلال الأحمر الكردي دور في إسعاف المصابين في المنزل المستهدف.

عمل على مدار الساعة 

وحول أعمال فوج الإطفاء في ناحية الدرباسية، التقت صحيفتنا الإداري في بلدية الشعب في الدرباسية، فايز عمر: “شكلت هجمات دولة الاحتلال التركي على ناحية الدرباسية حالة طارئة لمؤسسات الإدارة الذاتية في الناحية، وكما باقي المؤسسات، استنفرت فرق الإطفاء في بلدية الشعب بناحية الدرباسية للتعامل مع الأضرار التي تنجم عن القصف”.

وفيما يخص آلية عملهم واستعدادهم لأي طوارئ ذكر: “لدى فوج الإطفاء في المدينة سيارتا إطفاء، وهما مجهزتان بشكل كامل، وقد تم تقسيم عمال الإطفاء إلى مجموعات، كما تم اعتماد نظام المناوبات، بحيث تكون الفرق جاهزة على مدار الساعة لحدوث أي طارئ، وعلى الفور”.

وعن الدور الذي لعبوه في آخر الاستهدافات؛ أوضح الإداري ببلدية الشعب في الدرباسية: “توجهت السيارتان والفرق إلى الأماكن، التي تضررت جراء الاستهداف، وقد تم التعامل مع الحرائق، التي نتجت عن الاستهدافات”.

تدريبات مستمرة

ويخضع رجال الإطفاء لتدريبات سنوية على المستويين النظري والعملي، وفي هذه التدريبات، يتعلم المتلقي كيفية التعامل مع الحرائق والاقتراب منها دون أن يُلحق بهم الأذى، كما أن رجال الإطفاء مجهزون بالأدوات الواقية للتعامل مع الحرائق، سواء فيما يتعلق بالأضرار، التي تنجم عن استهدافات دولة الاحتلال التركي، أو الكوارث الطبيعية التي تواجه المنطقة أحياناً، لا سيما الحرائق، التي تندلع بالمزروعات خلال المواسم الصيفية.

وفي ختام حديثه سلط الإداري في بلدية الشعب بناحية الدرباسية، فايز عمر الضوء على الصعوبات التي تواجههم وبالأخص فيما يتعلق بالآليات وقطع البديل اللازمة، معلقاً على هذا الموضوع بأن حكومة إقليم كردستان تفرض حصاراً خانقاً كما باقي الأطراف وتساهم في عرقلة عملهم الإنساني. فلدى تعطل إحدى سيارات الإطفاء والحاجة إلى قطع التبديل، يجدون صعوبة باستيرادها، نتيجة الحصار المفروض على إقليم شمال وشرق سوريا من الجهات كافة، ويبقى الطرف الوحيد إقليم باشور كردستان الذي يشارك أيضاً في الحصار ويؤخر عملية الاستيراد.

استنفار وتنسيق مستمران 

الدور الذي تلعبه منظمة الهلال الأحمر الكردي لا يقل عن دور فوج الأطفال، فالأولى تعالج الإنسان المصاب، والثاني يعالج الحروق.

الإداري في مركز الهلال الأحمر الكردي بناحية الدرباسية، حسين برو، أوضح لصحيفتنا مهمتهم وآلية عملهم: “لدينا في مركز الهلال الأحمر الكردي بالدرباسية سيارتا إسعاف، مع كادر متكامل من العاملين، ونقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية ومع مشفى الشهيد خبات في الناحية للقيام بالأعمال المطلوبة”.

وتابع: “عند وقوع أي طارئ، تتحرك فرقنا الموجودة في المركز على مدار 24 ساعة، وتتوجه فوراً إلى مكان الحادث، حيث نقوم بنقل الجرحى إلى المشافي والمراكز الصحية، وذلك بعد تقديم الإسعافات الأولية لهم”.

واستذكر بعضاً من عملهم لدى قصف المحتل التركي المنطقة: “أثناء قصف دولة الاحتلال التركي مركز ناحية الدرباسية والقرى التابعة لها، توجهنا إلى مواقع الاستهداف وقمنا بنقل الجرحى على الفور”.

الإداري في مركز الهلال الأحمر الكردي بناحية الدرباسية، حسين برو، اختتم حديثه: “يقدم الهلال الأحمر الكردي مختلف الخدمات وما يلزم لمواطني إقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك للمهجرين المتواجدين في المخيمات”.