الطبقة/ عمر الفارس – تأسست فرقة الأمل للفنون الشعبية في المركز الثقافي بالطبقة بعد تحرير المدينة عام 2017 من سيطرة مرتزقة داعش، حيث تميزت بتنوع دبكاتها الشعبية والتراثية الجماعية في مسعى لإحياء تراث وتاريخ المنطقة العريق والمميز.
عانت مدينة الطبقة من تهميش كبير لتراثها الفراتي والشعبي بسبب الانتهاكات العديدة التي مارستها مرتزقة داعش التي عملت لسنوات على طمس هوية المنطقة ومنع الاحتفالات الشعبية التي تحمل دبكات وتراث المنطقة. لكن ومع تحرير جميع المناطق في شمال وشرق سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية وتحرير مدينة الطبقة في شهر أيار من عام 2017م، وتشكيل الإدارة المدنية وإعلان المؤسسات وتأهيلها ومن ضمنها المركز الثقافي الذي يعد صرح الثقافة والفن العريق بالمنطقة، حيث تم تشكيل الفرق الفنية الشعبية والفرق المسرحية المتنوعة التي تهدف لإعادة إحياء التراث الشعبي للمنطقة ومن ضمن هذهِ الفرق كانت فرقة الأمل للفنون الشعبية التي أثبتت حضورها المميز منذ بداية تشكيلها ومشاركاتها العديدة في مجال المسرح الشعبي، والمهرجانات السنوية والفعاليات التي تقام في مدينة الطبقة على مدى أربعة أعوام تلت تحرير المنطقة.
تأسيس الفرقة والفن الشعبي المتنوع
وللحديث عن فرقة الأمل ومشاركتها وأسلوبها الجماعي المميز كان لصحيفتنا “روناهي” زيارة للمركز الثقافي في مدينة الطبقة والتقينا فيها بمدربة الفنون الشعبية ومسؤولة فرقة الأمل صفاء الدخيل حيث تحدثت لنا قائلةً: “تأسست فرقة الأمل منذ إعلان افتتاح المركز الثقافي بالطبقة ضمن فئتين عمريتين فئة الأشبال وفئة الأطفال الصغار ضمن عدد ما يقارب 15 شخص من كلا الجنسين 12 إناث وثلاثة شبان، يرتكز عمل ونشاطات الفرقة على النمط التراثي والشعبي للمنطقة، والذي يميز مدينة الطبقة بالتنوع في الدبكات العربية العريقة والفراتية والعربية الشعبية والكردية والحلبية وذلك بحسب مدينة الطبقة التي أخذت طابع التنوع الثقافي والتراثي بحكم أن الطبقة هي نسيج سكاني متنوع من كافة أنحاء سوريا”.
الزي التراثي
وأشارت صفاء الدخيل إلى بعض الدبكات التي تميز فرقة الأمل مثل دبكة “يا خطار الليل” التي تعطي نمط التراث العربي والتي يرافقها الزي المميز للدبكات العربية مثل لبس الوصاية والهباري والثوب الحريري والجلابيات مع نمط الموسيقى القديم في الدبكات العربية مثل الجولاقية والجوبي وغيرها من الدبكات، أما الزي الكردي الذي يرافق الدبكات الكردية يكون في الغالب الشروال العريض مع عصبة الخصر والرأس.
اختيار اسم الفرقة
أما لسبب اختيار اسم الفرقة “فرقة الأمل” فوضحت صفاء الدخيل بحسب تعبيرها إن سبب التسمية يعود للحاجة الماسّة لزرع الأمل ونشرهُ بين أهالي وأطفال مدينة الطبقة بعد المصاعب التي مروا بها على مدى سنوات من تهميش وحرمان من المشاركات والفرص المسرحية وعودة الحرية والأمل لزرع السعادة وتحقيقها للجميع.
موروث ثقافي متأصّل
كما ونوهت صفاء الدخيل مدربة الفنون الشعبية إلى أهمية وجود مثل هذهِ الفرق الشعبية التي تعد إرث وفولكلور خاص وموروث شعبي ثقافي وهو أحد دعائم الهوية التاريخية للمنطقة والحفاظ على إرثها الثقافي وعدم السماح لجميع القوى الاستغلالية والاحتلالية العبث في المنطقة ومحاولة طمس الهوية القومية وتاريخ المنطقة، والتي تدل على أصالة هذا الشعب وقدرتهُ على الصمود في وجه المتغيرات والنكبات التي تمر بها المدينة.
صفاء الدخيل أكدت أنهُ عن طريق هذه الفرق يتم توصيل الرسائل لجميع الشعوب في تأدية اللوحات الفنية الشعبية الفولكلورية الإبداعية والتي تلامس البساطة والتقاليد المتوارثة التي تمثل أشكال الحياة بشكلٍ عام، ولا سيما دور المرأة التي تؤدي رسالتها إلى جانب الرجل في حالة تعبيرية وعاطفية خاصة ترتبط بالقيم والعادات الموروثة، مؤكدةً للعالم أجمع أنها قادرة على تمثيل دورها في كل المجالات الفنية ومتحديةً بذلك جميع المصاعب التي تواجه عملها في هذا المجال مثل العادات والتقاليد البالية والأفكار السلبية التي زرعت في المنطقة في عهد سيطرة مرتزقة داعش.
وأشارت صفاء الدخيل إلى بعض الدبكات التي تميز فرقة الأمل مثل دبكة “يا خطار الليل” التي تعطي نمط التراث العربي والتي يرافقها الزي المميز للدبكات العربية مثل لبس الوصاية والهباري والثوب الحريري والجلابيات مع نمط الموسيقى القديم في الدبكات العربية مثل الجولاقية والجوبي وغيرها من الدبكات، أما الزي الكردي الذي يرافق الدبكات الكردية يكون في الغالب الشروال العريض مع عصبة الخصر والرأس.
