فتاة تعزف قصة إتقانها الموسيقا على ألحان الكمان

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

أنامل طفلة غضة، تنغم ألحانا شجية، بأوتار الكمان؛ فأسرت المستمع والسامع، أجادت عزفه، وأحبت التعلق فيه، فبدأت رحلتها معه في سن الثامنة من عمرها؛ فأصبح صديقها الوحيد، الذي لا يفارق عقلها، وقلبها، هي الطفلة بري كالو سعت لأن تكون عازفة كمان بارعة ضمن فرقة موسيقية كبيرة، في المستقبل تعزف الألحان العذبة الشجية.

راقبت أختيها اللتين عشقتا الموسيقا والألحان، كما أنها منذ ولادتها عاشت في جو مشحون بالفن، فمنذ عمر صغير حملت آلة الكمان، الذي فضلته على جميع ألعابها، وجعلته صديقا لها.

“بري كالو” عمرها عشر سنوات، حدثتنا عن شعورها عندما أمسكت الآلة الموسيقية بطريقة صحيحة: “لقد شعرت بأنني عازفة محترفة، وقد عزفت لأول مرة على أوتار الكمان، في وقت لم أكن أجيد سوى إمساكه إلى أني كنت سعيدة”.

تلقت بري التشجيع من والديها، اللذين شجعا أختيها من قبل، وقد كان تعلقها بآلة الكمان كبيراً، وازداد عندما دخلت معهد ميتنزو بعمر ثماني سنوات، لتعلم أساسيات العزف بطريقة احترافية، ولم يكن الأمر سهلاً كما توقعته بري، فقد كانت النوتات الموسيقية وحركات العزف كثيرة والأصوات متشابها، إلا أن تلك الصعوبة زادتها تعلقاً بالتعلم، فاكتشافها لأسرار العزف، كان متعه ترافقها الصعاب.

ومع مضي أول عام لها أتقنت الكثير من المعزوفات الموسيقية، كما أنها تلقت المساعدة من شقيقتها، التي كانت الداعم الأكبر لها، فمع كل أخفاقة تمر بها بري ترى التشجيع الكبير من أهلها، وشقيقتها: “كنت أراقب أختي وهي تعزف على الآلات الموسيقية، وكنت أرى السعادة التي تشعر بها، وهي تغني الألحان، ظننت الأمر سهلاً ولكنه محفور بالصعاب، ولكني مازلت مستمرة في طريق حلمي”.

تابعت بري حديثها عن الشعور، الذي يتملكها وهي تعزف على الكمان وتنسجم مع ألحانه: “لقد أمضيت سنتين في التعلم، ومازال الطريق طويلاً أمامي، ولكني عندما أتقن حركة ومعزوفة جديدة، وأعزفها بطريقة صحيحة أشعر بالسعادة تغمرني، وبالرغم من الأمر يزداد صعوبة لي”.

وعن سبب عدم تركها العزف على الكمان بالرغم من الصعاب، التي تواجهها تقول بري: “حبي للكمان أكبر من أي مشكلة، فهو صديقي، الذي بدأت بفك شيفراته، وأسراره، حتى أصبح قطعة مني، فلا يمكن لي أن استغني عنه يوماً”.

تتعلم بري العزف على بعض الآلات الموسيقية الأخرى بمساعدة شقيقتها كالجيتار والبيانو والتشيللو، وتقضي ساعات مع شقيقتها في عزف الألحان الموسيقية والغناء، فمع الدعم الكبير من أهلها وتشجيعهم لها؛ ازدادت محبتها للفن والموسيقا.

تطمح بري كالو، أن تصبح عازفة محترفة، وتعد العازف دلشاد سعيد قدوة لها في العزف والموسيقا طامحة لأن تكون في مهارته مع الأيام: “لقد سعيت نحو حلمي، وما زال الطريق طويلاً، ولكني لم أستسلم يوماً، ولن أضيع هذا الدعم الكبير، فنظرة الفخر في أعين أبي، تكفي لأن استمر بالعزف على صديقي الكمان رغم الصعوبات”.