سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فاطمة حمامي.. لا إعاقة أمام الإرادة والتصميم على الحياة

يعاني مليار شخص حول العالم من أشكال الإعاقة والعجز، لكن هذا لا يجب في أي حال من الأحوال أن يكون الأمر، الذي يحدد هوياتهم وطموحاتهم وما يريدون أن يكونوا عليه، والفنانة فاطمة حمامي نصر آبادي هي هنا لتحمل مشعل هذه الرسالة، ولتكون من أشد داعمي هذه القضية.
تعاني فاطمة من شلل في جسدها بنسبة 85 في المائة، لكن هذا لم يمنعها من البحث عن القوة في داخلها، للسعي وراء شغفها وحلمها في أن تصبح فنانة، فهي ترسم بورتريهات مذهلة مستخدمة قدمها فقط.
إن هذه الفنانة الإيرانية البالغة من العمر 31 سنة، مصدر إلهام كبير للعالم، فهي قادرة على تحقيق أمور رائعة على الرغم من إعاقتها وعجزها، وهي مثال حي على أن المرض أو أي عجز جسدي آخر ليس بالضرورة عائقاً أو مانعاً، يقف في وجه صاحبه ليحول دون تحقيق أحلامه، أو أن يعيش حياته مثلما يريدها أن تكون عليه.
فاطمة من أشد المعجبين برياضة كرة القدم، وهو أمر جعلت العالم كله يعرفه، بعدما رسمت بورتريه لكريستيانو رونالدو متصدرة عناوين الكثير من وسائل الإعلام العالمية، إلى جانب لاعبي كرة القدم ونجومها، الذين تعشقهم كثيراً، على شاكلة ليونيل ميسي، والنجم الإيراني علي دائي، رسمت فاطمة كذلك الكثير من المشاهير الإيرانيين والعالميين، على شاكلة ممثلين إيرانيين، والكوميدي البريطاني الأيقوني تشارلي تشابلن، ونجمة البوب الأمريكية سيلينا غوميز.
كما ترسم في الوقت نفسه لوحات مثيرة لحيوانات ومناظر طبيعية؛ ما جعلها تظفر بقلوب 96 ألف متابع على موقع إنستغرام.

تمتلك قدرة عالية
تعترف فاطمة، أن أكثر ما يشد انتباهها ويثير اهتمامها هو رسم البورتريهات، فهي تتمتع بقدرة رهيبة في تصوير الشخصيات بشكل دقيق، وجميل مستخدمة الأقلام الملونة فقط.
قامت فاطمة بتحسين مهاراتها في فن رسم البورتريهات على مر السنوات بمساعدة اثنين من مدرّسيها، اللذين اكتشفا موهبتها عندما كانت تدرس في المدرسة المتوسطة، تقول فاطمة: “أنا أحب رسم الوجوه، عندما أرغب في رسم بورتريه، أبدأ ذلك بقوس ثم دائرة لتحديد الوجه البشري في بداية التصميم، هذا هو قانون رسم الوجوه”.
ظلت فاطمة تشارك تقنياتها ومقتطفات لها وهي تمارس الرسم على حسابها على إنستغرام ملهمة بذلك غيرها بموهبتها المذهلة، وصبرها، وكذا حزمها وإصرارها على الوصول إلى مرادها، ناهيك عن ابتسامتها الجميلة والساحرة.
تقول فاطمة: “أكبر تحدٍ أواجهه هو أنني أعاني من شلل بنسبة 85 في المائة، وهو ما يجعل الرسم صعباً جداً وشاقاً عليّ، أنا لا أعمل إلا باستخدام ساق واحدة”.
نجمة مشرقة في الساحة الفنية الإيرانية
عانت فاطمة بعد ولادتها من حرمان من الأكسجين، وهو ما سبب لها إعاقة شديدة، على الرغم من العراقيل، التي وقفت في دربها، تعلمت الفنانة فاطمة أن تعمل دون كلل من أجل تحقيق أحلامها.
أصبحت فاطمة نجمة مشرقة في الساحة الفنية الإيرانية، وصارت أعمالها الفنية تُعرض في مختلف أنحاء طهران، ومن المواهب الأخرى، التي تتمتع بها فاطمة هي الكتابة، حيث قامت حتى الآن بتأليف ونشر ثلاثة كتب.
تقول فاطمة: “لقد استحوذ فن الرسم على اهتمامي منذ أن كنت طفلة صغيرة، ولقد حاولت جاهدةً الوصول إلى ما وصلت إليه الآن، أنا سعيدة وممتنة أن مجهوداتي لم تذهب أدراج الريح، وأنا سعيدة بشكل خاص؛ لأنني لم أخيّب ظن أحد”.
وكالات