سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فارقتُهُ ست دقائق…. فارقني الدهر كله

“أينما كنتُ أنا… كان”

سوزدار وقاص-

ولدتُ قبله بست دقائق، تركته ست دقائق فقط في رحم أمي، وتركني في رحم الحياة أبد الدهر.
نشأنا من نفس الرحم، نعم كنا معًا في نفس الرحم، تطورت هياكلنا معًا، حصلنا على الغذاء من مشيمة أمي معًا، بدأ قلبينا ينبضان بالدم بانتظام معًا، كل شيء فينا تطور معًا من الأطراف العلوية والسفلية وظهور فتحات الأنف ونتوء الأذنين، ونقطتان سوداوان محل العينين.
الصدفة الوحيدة إنني ولدتُ قبله بست دقائق فقط، لذلك أنا التوأم البكر، كل شيء فينا يُكمل الآخر، ملامح وجهينا وطباعنا متشابهة، حتى أسمائنا على قافية واحدة، سوزدار ورزكار.
كنا جسدين بروح واحدة، الحياة جمعتنا معًا بتفاصيلها، بأكلنا، شربنا، لعبنا، وتعليمنا، لم يهن علي أذيته أبدًا، أصفع من يتمادى عليه، هكذا جرت بنا الأيام.
انفصلت دروبنا أول مرة بعد عمر الخامسة عشر، فهو ترك الدراسة وأنا أتممتها، وقتها شعرتُ للمرة الأولى أنني افتقدت جزءاً مني، لم أعد أراه أمامي كل لحظة، كانت أشبه بلحظات الضياع، أو لربما بفقدان أحد أوصالي، وأثناء عودتي إلى المنزل كنت أُشبعُ عيني وقلبي وفؤادي برؤيته البهية، بطلته المتواضعة، بوجوده الكمالي لي، بعدها شاءت الأقدار أن نفترق رويدًا رويدًا جسديًا.
ففي الوقت الذي كنا نستعد فيه لدخول مرحلة النضوج، دخلنا في مرحلة أشبه بالمستنقع، دُقت طبول الحرب، انقلب كل شيء… كل شيء رأسًا على عقب، باسم الحرية قُضمت الحقوق، وباسم الحق قُطعت الرؤوس، وباسم الديمقراطية عمت الفوضى أرجاء سوريا، وتحول المطالبين بالحرية إلى المطالبين بالسلطة.
في خضم الأحداث المتسارعة التي عصفت بسوريا عقب اندلاع الثورة السوريّة، نظمت فئات شابة مؤمنين بالفكر الحر والديمقراطية أنفسهم ضمن مدينة حلب، اقتدوا بثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا.
رزكار الذي نشأ في كنف عائلة وطنية مفعمة بالروح أصرّ على الانضمام إلى الشبان المؤمنين بالفكر الحر وحرية الشعوب، شارك في التظاهرات التي كانت تُقام في حيّنا الصغير “الشيخ مقصود”.
في أواخر شباط وأوائل آذار 2013 حمل رزكار “أخي التوأم” سلاحه مع باقي شبان الحي لحمايته والدفاع عنه، ونصبوا حواجز على مداخل ومخارج الحي، بأسلحتهم الخفيفة (بومباكشين).

ذات يوم راودني شعور داخلي أن ثمة خطب ما، وأن أمراً ما سوف يحدث لنا، لم أكن أعلم ما هو، فقدنا الاتصال بأخي رزكار، وفي النهاية علمت أنه انضم سرًا إلى وحدات حماية الشعب؛ في الحقيقة قراره بالنسبة لي كان مصدر إلهام، وروح معنوية لكوني أنا عاشقة لحركتي ونضال قائدي.
مرّت الأيام والأشهر واستمرت الحرب والمقاومة معًا في حيّي، أكملنا طريقنا، وكان نصيبي أن أعمل في مجال الإعلام ونشر حقيقة ما يجري حولنا، أكلمت مشواري بكل صدق وامتنان وحب إلى يومنا، وكان أخي مقاتلاً تُرفع له الهامات، له ولرفاقه المقاتلين الذين قرروا التضحية بدمائهم في سبيل الوطن، كان ذلك في أوائل عام 2014 عندما رأيته لأول مرة ببدلة عسكرية مهيبة… الابتسامة لم تفارقني.
أخي.. كان مفعمًا بالنضال والمعنويات للجميع ولنا، كان لديه عشق لعمله ولسلاحه لمحاربة العدو، جميع أحاديثه كانت عن المقاومة والانتصار، وأن هذا الطريق لنا وعلينا إكماله، وضد كل من يُهاجر ويتخلى عن بلده ووطنه.
لطالما كانت الحياة تجمعنا بكل تفاصليها مع بعضنا، جمعتنا مجددًا في عمل واحد، مع حمله للسلاح عَمِلَ أيضًا في قسم الأرشفة والإعلام العسكري في الحي، أحببت ذلك جدَا، لأننا مرة أخرى اجتمعنا معًا في كل الأمكنة، من الحرب والمقاومة.. فأينما كنت أنا… كان هو.
في خضم عملي قررت الذهاب إلى مناطق الجزيرة للعمل هناك آنذاك، ليلحقني أخي بعد أسبوع إلى هناك للانضمام إلى التدريب العسكري صدفةً، آنذاك كان الاحتلال التركي يهدد بالهجوم، وبدأ الهجوم فعلاً، أيام مرّت ونحن تحت القصف وأصوات الرصاص والمتفجرات على طول محاور الجبهات.
دقات القلب، القلق، شعوري وأحاسيسي أيقظوني مرة أخرى، كان ذلك في 13 من شهري تشرين الثاني، وكأن أحداً ما كان يخبرني أن شقيقي التوأم قد استشهد، حتى صرت متأكدة من النبأ، لكن الغريب في الأمر أنني لم أبكِ كثيرًا، لم أتحدث بشأنه مع الأخرين، لم أُحدث أحداً عن شعوري، لربما كان إلهاماً من الرب.
وصلني الخبر اليقين، هذه المرة بكيت، وإلى الآن لا أعلم لماذا بكيت وذرفت الدموع حينها، لم أكن أدري إن كنت ملزمة بالبكاء أم لا، لأننا عرفنا بأننا حتمًا سنسلك هذا الطريق يومًا وأنه لا بد من التضحية الأكيدة.
كيف لي أن أرضى بهذا الرحيل.. وأنا لم أكن حاضرة في مراسم تشييع “أخي التوأم”، لم أزفه واستمع إلى الأحاديث التي قيلت عنه، لم أرفع صوره أمام الجميع، لم أنظر إلى وجوه الناس لأرى كم كان أخي جميلاً في أعين الناس والمقاتلين من أمثاله كما تحدثوا عنه في غيابه.
رحل جسدًا وترك لي روحه، صوره، وذكرياته، وابتسامته في زيارته إلى أحلامي في كل مرة يحّل الليل، لن أسميه الألم، بل بدلت حروفه وأسميته الأمل.
كنا قطعة وتجزأنا….. معادلة متساوية.. تركته لست دقائق في رحم أمي.. وتركني هو مدى العمر، في ذكرى ميلادنا، حيث يُصادف يوم /23 أيار/، كبرتُ لوحدي.. دونك أنت. فكل عام وأنا بخير إلا في رحيلك.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle