عيشة شان رائدة الأغنية الكردية وقدوة للكثير من المواهب الصاعدة

جل آغا / أمل محمد –

شكلت الفنانة الكردية عيشه شان حالة فريدة في عالم الغناء الكردي، وغدت من الأصوات النسائية المميزة في

 تلك الحقبة، حتى أصبحت قدوة للكثير من الفنانين المعاصرين والمواهب الصاعدة، الذين اتخذوا إرثها الفني قاموساً لهم.

ولدت الفنانة عيشه شان في مدينة آمد بباكور كردستان سنة 1938 فقدت والدها صغيرة، وعاشت طفولة مريرة لفقر لعائلتها، امتلكت عيشه شان صوتاً ملائكياً منذ الصغر، واكتشفت موهبتها مبكراً حينما كانت تُلقي القصائد أمام النسوة اللواتي يجتمعنَّ في منزلهم آنذاك.

فنانة في سطور

  عيشه شان من المغنيين في الساحة الفنية الكردية تشتهر بنوع موسيقا خاص بها؛ ما دفع الكثيرين للسير على خطاها والتمرن على نوعية الأغاني التي اشتهرت بها، وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من المواهب الفنية الصاعدة، التي تجد موسيقا عيشه شان وأغانيها أيقونة وحالة فريدة، العازفة على آلة البزق “خناف محمد” حدثتنا: “للموسيقا التي برعت فيها عيشه شان سلاسة ومرونة، امتلكت صوتاً رخيماً حنوناً، وكذلك الموسيقا عندها تتميز بأسلوب فني فريد”.

 أيقونة غنائية

 وتتابع خناف: “أعزف على آلة البزق الكردية أغاني عيشه شان، وهي إرث فني نقتدي به في المجال الموسيقي، ليس فقط كنوع

 للموسيقا والأغاني بل اتباع التميز الذي أبدعته عيشة خان التي وصلت لتلك القامة الفنية، وتمسكها بموهبتها؛ كل ذلك جعلها قدوة لنا”.

غنت عيشه شان مقامات عديدة وألواناً مختلفة، واجهت في بداياتها رفض العائلة غنائها خشية نظرة المجتمع ومع ذلك سجلت أول أسطوانة لها وهي في سن الخامسة عشرة، وبشكل سري ولاقت رواجاً في الأوساط الشعبية، واجهت المجتمع المتعصب المنغلق الرافض للفكرة بشكل كامل ومع ذلك تمسكت عيشه شان بموهبتها.

كما وحدثتنا جيان محمود: “أعشق الغناء وأغني دائماً للمطربة عيشه شان، تعجبني الأغاني التي غنتها، وكذلك صوتها الشجي العذب، هي مثال للفنانة الكردية، التي واجهت ظروفاً صعبة حتى وصلت هذه المكانة”.

تزوجت عيشه شان زواجاً ثانياً بعد زواجها الأول الفاشل من شخص يؤمن بموهبتها، ودعمها بشكل كبير، بدأت بالغناء باحترافية أكثر وبوجود

 آلات موسيقية، كما كانت أغانيها تُقدم في إذاعة عينتاب المحلية، ووقفت على أهم المسارح في تركيا، غنت باللغة التركية

في بداياتها، وواجهت صعوبة في الغناء باللغة الكردية؛ لأنها كانت ممنوعة، كما تعرضت للمضايقات، وكذلك الطعن حينما غنت بلغتها الأم.

وتتابع جيان: “للموسيقا الكردية سحر، وهناك فنانون كثر برزوا في هذه الموسيقا، عيشه شان حالة فريدة في الموسيقا والفن الكردي، هي قاموس شامل للغناء، وهي من أكثر الأصوات تأثيراً في الموسيقا الكردية”.

وتضيف: “نحن المواهب الصاعدة نجد في موسيقا عيشه شان أفضل مدرسة لتعلم الغناء، نتدرب ونستعين بأغانيها لننمي مواهبنا”.

رحيل بتاريخ موسيقي حافل

 غنت عيشه شان باللغة الكردية، والتركية، والفارسية للطبيعة، والفراق، والهوى، والحب، تميزت بصوتها الشجي الرخيم، واتقانها للغناء بالرغم من أنها لم تكن أكاديمية، ولم تنتسب لأي معهد موسيقي، واجهت المجتمع الذي وقف عثرة في طريقها، تمسكت بموهبتها، وتحدت عائلتها ونظرة المجتمع السلبية، شكلت من خلال أغانيها وموسيقاها عالماً خاصاً بها، لاقت شهرة واسعة، توفيت في 18/12 /1996 في أزمير، ودُفنت هناك بعد إصابتها بمرض مزمن تاركةً ذخراً فنياً مهمّاً.