عودة نشاط خلايا مرتزقة داعش الأسباب والأهداف

حسام الدخيل_

يعد ازدياد ظهور خلايا “داعش” في شرق سوريا خلال شهري تشرين الثاني، وكانون الأول من العام الجاري، مؤشر مقلق على عودة نشاط المرتزقة في المناطق، التي تسعى كل من قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي إلى تعزيز الأمن والاستقرار فيها عبر الحملات، التي أطلقتها مؤخراً.

وتصاعدت عمليات مرتزقة داعش بعد أن هدأت، إبان إطلاق قوات سوريا الديمقراطية عملية تعزيز الأمن في شهر آب الفائت، وعاد السلم البياني للارتفاع مجدداً، مستغلة الاعتداءات، التي تقوم بها مرتزقة تابعة لحكومة دمشق وإيران في الضفة الغربية لنهر الفرات على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية شرقي الفرات، وكانت حصة ريف دير الزور الشرقي الأكبر من اعتداءات مرتزقة داعش، حسب ما نشره المرصد السوري بمعدل 123 عملية.

وأحصى المرصد السوري 162 عملية قامت بها خلايا مرتزقة داعش ضمن مناطق الإدارة الذاتية منذ مطلع عام 2023، تمت عبر هجمات مسلحة، واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة الشهداء من العمليات الآنفة الذكر 110شهداء، وهم: 25 مدنيا، و84 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وأعضاء قوى الأمن الداخلي، وشخصاً مجهول الهوية، فيما قتل أربعة من المرتزقة.

وتوزعت العمليات على النحو الآتي:

– 18 عمليات في الرقة أسفرت عن استشهاد 116 عسكرياً وثلاثة مدنيين.

– 123 عملية في دير الزور أسفرت عن استشهاد 22 من المدنيين، ومجهول للهوية، و51 عسكرياً، ومقتل عنصرين من داعش بينهم قيادي عراقي.

–ثلاثة عمليات في حلب، أسفرت عن استشهاد سبعة عسكريين وقادة.

– 18 عملية في الحسكة أسفرت عن جرحى وعشرة شهداء عسكريين، وعنصرين من مرتزقة داعش.

ونفذت خلايا داعش خلال الأسبوع الماضي هجمات استهدفت عضواً في بلدية أبو حمام، بالإضافة إلى إعلانها مقتل رئيسي كومين في كل من الكشكية، بريف دير الزور الشرقي، وأبو خشب بريف دير الزور الشمالي.

أسباب ازدياد نشاط الخلايا

استغلت خلايا مرتزقة داعش حالة انشغال قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي في ريف دير الزور الشرقي، بمنع المرتزقة التابعة للدفاع الوطني والقوى الأمنية في حكومة دمشق بالإضافة للمرتزقة التابعة لإيران تحت مسمى “العشائر”، من التسلل من الضفة الغربية لنهر الفرات، التي تسيطر عليها قوات حكومة دمشق إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية في الضفة الشرقية للنهر.

وتهدف المجموعات المتسللة من مرتزقة تابعة لحكومة دمشق، وإيران إلى زعزعة الأمن، والاستقرار في المنطقة.

وظهرت ما تسمي نفسها بـ “قوات العشائر العربية” المدعومة من إيران وحكومة دمشق، لأول مرة في شهر آب المنصرم، بعد إطلاق قوات سوريا الديمقراطية عملية تعزيز الأمن لملاحقة خلايا داعش، وتجار المخدرات في المنطقة، وأطلقت على نفسها هذا المسمى لكسب تعاطف أهالي المنطقة، التي تتألف بشكل كامل من العشائر العربية.

واستغلت داعش هذه الثغرة لتكثيف جرائمها في هذه الفترة، حيث يتزامن ظهور خلايا مرتزقة داعش وتنفيذ هجماتها، مع الهجمات التي تنفذها المرتزقة التابعة لحكومة دمشق.

كما أن من أسباب التصعيد في الفترة الحالية، هو “انشغال العالم، خاصة الأطراف العاملة في سوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد الطرف الأبرز في التحالف الدولي لقتال داعش، بالأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، مع تزايد حدة الهجمات التي تنفذها إيران على القواعد العسكرية للتحالف الدولي؛ ما دفع التحالف الدولي لإعادة ترتيب أوراقه واهتمامه بالتصدي لهذه الهجمات، التي خلقت فراغا في شرق سوريا، وخاصة ريف دير الزور القريب من مناطق سيطرة إيران.

وما يزال داعش يحتفظ بجيوب آمنة تساعده في إيواء عناصره وتخزين إمداداته، والانطلاق منها إلى مدن مستهدفة بالهجمات، ومن هذه الجيوب الآمنة، والتي يوجد فيها قيادات المستوى الأول من داعش، في إدلب وسري كانيه، وكري سبي المحتلة من دولة الاحتلال التركي.

أهداف داعش من الهجمات

أرادت مرتزقة داعش من خلال عملياتها تحقيق مجموعة أهداف، وتوجيه أكثر من رسالة؛ أبرز أهدافه كانت رفع معنويات عناصره المنهارة بعد سلسلة الهزائم، التي تلقتها المرتزقة، والتي انتهت بالقضاء عليه جغرافياً في شمال وشرق سوريا واغتيال معظم قادته، من قبل قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، بداية من أبو بكر البغدادي، وأبو ابراهيم القرشي، وأبو حسن الهاشمي، بالإضافة إلى قادة كبار من الصف الأول في داعش.

كما يهدف داعش من وراء ذلك إلى استجلاب الدعم المالي، بالإضافة إلى إحياء خلاياه النائمة وتنشيطها مستغلاً الظروف الحالية.