سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عن الكوارث التي تتعرض لها البيئة

يشهد العالم يومياً أزمات اقتصادية، وإنسانية وكوراث طبيعية بالإضافة إلى تغيرات كبيرة في البيئة والمناخ، حيث يموت كثير من المخلوقات الحية يومياً في هذه الحوادث، والكوارث الطبيعية، التي جلها مفتعلة بالأساس بفعل الإنسان، والأخطاء، التي يقترفها باستخدامه التكنولوجيا الحديثة في العديد من المجالات بالحياة.
 عوامل طبيعية، وأخرى بشرية تساهم وتساعد بإلحاق الضرر بكل شيء في الكون، منها آفة التصحر، وظاهرة الاحتباس الحراري، التي تحصل بفعل الحروب والأسلحة المدمرة، التي تحرق في معظم الأوقات الأخضر واليابس، وتفاقم هواجس الأمن الغذائي، وتزيد من حرائق الغابات، التي تنشب بين الفينة والأخرى في العالم، وخاصة أن هذه الغابات تعدّ رئة الأرض، الأمر الذي يؤثّر سلباً على المناخ، وصحة الإنسان بالدرجة الأولى.
 إلى جانب ذلك فهناك ظاهرة الجفاف، التي اجتاحت الكون بأكمله في الفترة الأخيرة، حيث نرى يومياً العشرات من الدول العربية والأوروبية، كيف أن سكانها يعانون من مشكلة الحصول على مياه صالحة للشرب، وأنهم يبذلون جهوداً للحصول على كمية قليلة من المياه النظيفة، ومع ذلك لا يستطيعون الحصول عليها في معظم الأوقات، إضافة إلى ذلك كان للجفاف أثر سلبي على العديد من المجالات منها الزراعة، حيث تقلصت مساحة المزروعات والنباتات وقل إنتاجها، وتهديد للثروة الحيوانية بشكل غير مسبوق.
علاوة على موجات الغبار والعطش التي ضربت المنطقة، وخاصة العراق وسوريا ومصر، مع التضخم السكاني الحاصل في الفترات الأخيرة، الذي زاد المشهد تعقيداً.
كما لاحظنا انتشاراً سريعاً للأمراض والأوبئة والجوائح، والفيروسات المضرة بالإنسان، والتي خلقت حالة من الخوف والهلع بين الجميع، وخاصة فترة ظهور فايروس كورونا، الذي أثر على جميع القطاعات والمجالات وأوقف عجلة الحياة مدةً.
 وعلينا ألا ننسى كارثة المجاعة المنتشرة بكثرة في العالم، نتيجة الحروب والصراعات الدائرة بين قوى الخير والشر. فالوضع الإنساني في العديد من الدول والبلدان الفقيرة بات أسوأ ما يكون عليه، إذ وصل إلى حد القول إنه كارثة إنسانية حقيقية بكل معنى الكلمة، ما يصعّب إيجاد الحلول الجذرية والحقيقة لهذه المعضلة، التي أصبحت تؤرق الشعوب المظلومة التي طالما كانت ضحية هكذا أزمات وممارسات بالدرجة الأولى.
وأيضاً من المشاكل الرئيسة التي تؤثّر سلباً على البيئة وتثير الخوف، انبعاثات الغازات التي تصعد إلى الغلاف الجوي والناتجة عن تفاعلات كيمائية، وخاصة تلك التي تخرج من السيارات والمعامل والمصانع، وما لم يتم سد الطريق أمامها، ستزداد الأثار السليبة على البيئة أكثر فأكثر.
 إذاً البيئة تتعرض يومياً لإبادة نتيجة سياسات النظم الرأسمالية، والدول القومية، التي شكلت وأسست لمشاريع ضخمة قضت على البيئة والروح المجتمعية الموجودة لدى المجتمعات الأصلية، حيث إن النظام الرأسمالي المتسلّط يرى من البيئة والطبيعة ساحة استغلال مفتوحة، وما تفاقُم قضايا البيئة لدرجةِ وصولها حافةَ الهاوية سوى انعكاسٍ لِتَهاوي الأخلاق وانحطاطِها بشكلٍ فظيع في المجتمع، ولتجاوز هذه الأزمات يتطلب من منظمات حماية البيئة، وجميع الأفراد تطوير حملات توعوية للحفاظ على البيئة من الدمار، إذ لا يمكن للإنسان العيش بشكلٍ سليم وقويم دونما بيئةٍ سليمةٍ وقويمة.