عمل المرأة سياسياً.. دلالة لنمو الديمقراطية

تقرير/ إيفا إبراهيم –

روناهي/ قامشلو- أكدت الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بالحسكة فيدان خليل بأن عدم مشاركة المرأة في المجال السياسي، سيؤدي إلى إقصائها وعدم أخذ مبادراتها بجدية

كانت الدول الرأسمالية سابقاً تخصص مجال السياسة للرجال فقط، وإن وجدت المرأة فإن وجودها كان شكلياً، ولكن في ظل الثورة السورية وما تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا، لعبت المرأة دوراً أساسياً في كافة المجالات خاصةً في المجال العسكري والسياسي، فكسرت حاجز الخوف وأصبحت مثالاً يحتذي به العالم أجمع، وها هي الآن تشارك في المحافل الدولية وتبدي رأيها في حل الأزمة في المنطقة، ولهذا يستهدفها المرتزقة التابعون لجيش الاحتلال التركي بطرق وحشية، أمثال الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة “هفرين خلف”، وهذا دليل على تخوفهم من المرأة السياسية وإرادتها، والتي تمتلك القوة التحليلية في مواكبة العصر.

بعض المجتمعات تزيد المشكلة تعقيداً

المرأة في شمال وشرق سوريا حققت إنجازات عظيمة في المجال السياسي، وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا مع الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بالحسكة فيدان خليل فحدثتا قائلةً: “المرأة تمارس عملها في المجال السياسي وقادرة على صنع القرار فيما يخص مجتمعها بشكل عام والمرأة بشكل خاص، ولكن للأسف ما تزال بعض المجتمعات تحد من قدرة المرأة على العمل السياسي وتزيد المشكلة تعقيداً، بحجة أن ليس للمرأة علاقة بالسياسة”. مشيرة إلى أن الذي يشاركون في المجال السياسي يجب أن يكون لهم القدرة على اتخاذ قرارات حازمة.

وللمعوقات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، والثقافة السياسية السائدة والتي تعبر أن السياسة مرتبطة بالرجل فقط ساهمت في زيادة المعوقات التي تحد من مشاركة المرأة في المجال السياسي.

المجال السياسي ليس حكراً على الرجل

وبالرغم من كافة المعوقات التي واجهتها المرأة لكنها استطاعت أن تدخل في المجال السياسي وفتحت الباب أمام المرأة السورية، ومع بداية الأزمة السورية واشتعال ثورة روج آفا في مناطق شمال وشرق سوريا، استطاعت المرأة تنظيم نفسها وإنشاء مجالس ومراكز ومؤسسات وإداريات تديرها المرأة، كما أنها حققت إنجازات عظيمة على الساحة السياسية من خلال إقامة مجالس سياسية تهتم بالمرأة السياسية وتدعمها وتقوم على تطويرها، لتولي أعلى المناصب والمشاركة في صنع القرار، وإقامة ورشات عمل سياسيّة بمشاركة المرأة في الدول الأوربية والإقليمية، وخير دليل على دور المرأة السياسية وما توصلت إليها في المجال السياسي، وصول رئيسة الهيئة التنفيذية بمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد إلى البيت الأبيض، ومناقشة قضايا أبناء شعبها، ومطالبة المجتمع الدولي بإنهاء الصراع ومعاناة الشعب السوري وإحلال السلام، وأيضاً من أجل تحقيق المساواة ورفع وتيرة نضالهن.

وحول زيارة رئيسة الهيئة التنفيذية بمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد إلى البيت الأبيض، أكدت فيدان بأن هذا مؤشر ودلالة لنمو الديمقراطية ومساهمة المرأة في صنع القرار، وقدرتها على الحوار وقيادة الأمور التي تحتاج إلى الدبلوماسية.

ولإدراك أهمية وجود المرأة في صنع القرار، نوهت فيدان خلال حديثها بأن عدم إدراك أهمية وجود المرأة وإبعاد مشاركة المرأة عن المجال السياسي، سيؤدي إلى إقصائها وعدم أخذ مبادراتها بجدية.

وفي نهاية حديثها ناشدت الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بالحسكة فيدان خليل جميع النساء في شمال وشرق سوريا تجاوز حاجز الخوف والانخراط بالعمل السياسي وعدم جعلها تقتصر على فئة معينة من أجل نيل حقوقها والوقوف في وجه أعداء تحرر المرأة.