سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أسباب خسارة المسلمين معركة أُحد

عمر شاويش-

الاسلام كثورة اجتماعية وفكرية ناهض جميع أشكال الاستعباد والقهر المعشعش في النظام العبودي المستبد، الجاهلية كنظام قبلي كان يرتكز على ظلم واستعباد الإنسان ولم يكن هناك رادع أخلاق ومعيار إنساني في ضبط المجتمع والسمة الأساسية لمجتمع الرق، حيث كان الإنسان يعتبر كسلعة في سوق النخاسين.
 وكانت المرأة هي صاحبة النصيب الأكبر من الظلم في المجتمع الجاهلي حيث كانت بمثابة أداة لإشباع غرائز الرجل القبلي وهي سبية أو جارية في حانات وأدوار اللهو وبيوت أسياد العبيد وسلعة تباع في سوق النخاسين، الى جانب السمة الأساسية في ذلك الزمن بالنسبة للمرأة حيثُ كانت تُدفن وهي حية تحت التراب كونها خُلقت أنثى، وكان لكل قبيلة وعشيره أصنامها التي صُنعت وفق العقل وذهنية أسياد المجتمع القبلي والأصنام كأوثان صُنعت من الجبص والحجر.
وقد تم صناعتها بدقة وحرفيّة ومهارة حتى تسلب العقول, كانوا يستخدمونها إلهاً ليعبدوها ويقدمون لها قرابين ويهابون من خشية عصيانها، ويتم بذلك إشباع غرائز وشهوات أسياد المجتمع وبسط سلطة رجالات الدين وتخدير وتدمير عقل المجتمع ليتحكم بمصيره وفق عنجهية وجشع أسياد العبيد.
السمة الثانية التي تميز بها المجتمع الجاهلي كانت التناحر والصراعات القبلية في حب السيطرة وزعامة وامتلاك العبيد وإظهار قوة القبيلة المهاجمة وبراعة جيوشها في القتال، وأيضاً إظهار مدى قوة أوثانهم وآلهتهم وبالإضافة الى الاستيلاء على الغنائم وإرغام القبيلة المهزومة تحت سوط الجلادين مكللين بالأغلال وهم جياع يساقون كعبيد إلى أسواق النخاسة.
جاء الإسلام  كثورة لخلاص المجتمع من العبودية وانتشاله من عصر الرق إلى النظام الأكثر تطوراً وهو النظام الإقطاعي وتحطيم الأوثان وهدم المعابد والمواخير وتحرير العقل الإنساني إلى عبادة الواحد الأحد، مما أدى لإزالة التمييز بين العرق والدين، وكان خير مثال على ذلك بلال الحبشي وصُهيب الرومي وسلمان الفارسي عندما قال عنه الرسول “سلمان من أهل البيت”, كما دعا الإسلام إلى التسامح والأخوّة  (لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى) لذلك حاربه المتربصين في القضاء على الدعوة الإسلامية وهي في مهدها فاندلعت معارك طاحنة بينهم وبين المسلمين, من بينها معركة أحد.
أما عن أسباب فشل تلك المعركة فيمكننا القول بأنه كان عدم التزام المقاتلين المسلمين بتعليمات الرسول في الحفاظ على مواقعه فوق التلة وذلك بسبب الالتهاء بأمور الدنيا وجمع الغنائم، حيث كانت المعركة بالأساس ثورة جياع ضد الطغاة أي المحارب كان ينظر إلى مكاسب فردية وليست مكاسب إسلامية، وأيضاً ضعف التنظيم لأن جيش المسلمين وبعدما حققوا النصر غُلِب على تفكيرهم وتم القضاء على روح القتالية والانضباط بينهم، وكان يقود جيش الطرف الآخر خالد ابن الوليد القائد المتمرس والبارع في قيادة الجيش وتنظيمه ولجأ إلى الخديعة والالتفاف على صفوف المسلمين الذين نسوا المعركة وتركوا أسلحتهم والتهوا بجمع الغنائم ولم تنتهِ المعركة بعد، وأيضاً ضعف الروح المعنوية وعدم التقيّد بتعليمات القائد آنذاك الرسول الكريم.