سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عمر الصران.. موهبة شعرية فذة أبدعت في ميادين الشعر

الرقة/ حسين علي –

الشاعر عمر الصران مواليد 1985 قرية حمرة غنام حائز على إجازة في اللغة الإنكليزية بجامعة تشرين، يعيش في كنف أسرة ريفية مهتمة بالأدب والشعر القصصي والنثري، تهتم بالثقافة والأدب من جهة والدين والعلوم الدينية من جهة أخرى، فالأخوة مهتمون بالثقافة والأدب والأب من رجال الدين المعروفين في الرقة وريفها.
 بدأ ظهور الموهبة الشعرية لدى “الصران ” في مطلع عمره في التسعينات، ثم كانت أولى القصائد الشعرية والنصوص التي تتناول قصص واقعية رغم التحديات والظروف المعيشية الصعبة، حيث يقطن مع أسرته في ريف الرقة الشرقي ما ساهم في جعله قريبا من الطبيعة الريفية، وبرع “الصران” في الأغراض الشعرية التي تروي الحقائق الواقعية في الحياة من مدح وغزل ورثاء.
الأغراض الشعرية والإبداعات الشعرية لـ “الصران”
برع “الصران” في الأغراض الشعرية التي تروي الحقائق الواقعية في الحياة، من مدح وغزل ورثاء، وله عدة قصائد شعرية وديوان شعر مطبوع ومقالات نثرية، ويتناول في معظم قصائده الجوانب الاجتماعية والسياسية، حيث حاز على جائزة ولقب “شاعر الفرات”.
يكتب في الشعر العربي الفصيح ويطمح أن يكون للشعر صوتاً أعلى، يناقش ويروي قصص من الواقع الريفي، والمدني، ويصقلها فنا أدبيا ذوقياً من خلال الأبيات الشعرية بالأوزان والتفعيلة والشعر العمودي النثري، ويعمل ليكون للشعر مظلة ثقافية واسعة، ومن خلال كتابة الشعر الذي بدأ عنده كهواية.
الشاعر عمر الصران وفي حوار لصحيفتنا أشار لملازمة الشعر له منذ طفولته: “منذ الصغر، كنت مهتماً بالشعر وكتبته بدون أي وزن بضوابط الشعر، حيث كتبت أول قصيدة التزمت فيها بضوابط الشعر في عام 2000، وجاءت على البحر الكامل وكتبت بكافة الأغراض الشعرية باستثناء الهجاء”
الشعر في منظوره
الشعر لديه مرآة تعكس الواقع الحقيقي للبيئة، ويرتبط بها، ويشترط في الشعر أن يكون صادقا، وفي هذا الصدد أضاف الصران: “الشعر لدي هو قضية وليس علماً، وهو مرآة الواقع والحياة، ويرتبط الشعر ببيئة الشاعر التي يعيشها ويعكس واقع المجتمع منتميا للأصالة التاريخية فيه”.
ويشير إلى نقطة هامة أخرى “يحتاج الشاعر إلى مخزون ثقافي ووعي أدبي ومجتمعي لكي يستطيع ترجمة الواقع وتحويله من خلال الأدب والاستفادة من الواقع والطبيعة لأنها الأصدق تعبيرا وإحساسا”.
التحديات التي واجهت الصران
منذ البدايات يتعرض أي مبدع لمحاولات الإحباط والتهميش نتيجة لمستوى الوعي والثقافة وتحكم العادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها، وقلة التشجيع، لكن بالتصميم والإرادة يستطيع الشاعر أن يستمر في إكمال الطريق الذي يرغب فيه “في بداية كتابتي لم أحظى بالتشجيع، وقلة وجود دور النشر التي توثق وتطبع الكتابات، وضعف الاهتمام بالجوانب الثقافية والشعرية خلال المراحل التي عشتها قبل الإعلان عن الإدارة الذاتية، حيث كان الاهتمام بالشعراء آنذاك هامشيا دون الاكتراث لقيمة الشعر الحقيقية”.
المشاركات الشعرية
شارك الصران في الكثير من المنتديات والمهرجانات والأمسيات، على الصعيد الداخلي على مستوى الرقة والطبقة، وفي هذا أشار الصران لمشاركاته في المنتديات والمهرجانات: “شاركت في الأسبوع الثقافي الأول في الرقة، وشاركت في منتدى الطبقة – الرقة، وفسحة حوار منتدى بيت القصيد والركن الثقافي”.
وللصران عدة قصائد ومطبوعات وله ديوان مطبوع أنجزه بعد حصوله على جائزة “شاعر الفرات” عام 2019 والديوان يحمل اسم “إلى ملكة شرقية” ويكتب “الصران” شعره بكافة الأشكال بالعربي الفصيح والشعر الشعبي (مولية – أبوذية) والقصيدة الفراتية ومن قصائده (أنت لي وطن – أغنيات للفرات – كوني دمشق – حب وشطرنج – قهوة الوداع) وقصائد نثرية وشعرية أخرى.
طموحات الصران الثقافية والأدبية
الكثير من الشعراء لهم طموحات متعددة في مجال الأدب، وأهم مقومات هذا الطموح وجود الحس الثقافي الذي ينظم العملية الثقافية في الإقليم، والسعي من خلال التعاون مع هيئة الثقافة للإدارة الذاتية الديمقراطية وعبر التنسيق مع لجنة الثقافة في الرقة لتأسيس منتدى أقلام راقية من شعر وموسيقا ومسرح وقصة، ومحاولة إتاحة الفرصة لإنشاء أسرة ثقافية تهتم بالواقع الثقافي والشعري، وبذرة الإبداع موجودة، والكثير من الشعراء حذوا حذو الشعراء الكبار، ويستلهمون منهم الثقافة الشعرية والأدبية ويزيدون عليها بإبداعات جديدة.
 واختتم الصران حديثه حول أثر الشعر في نفسه وتأثيره في الحياة الثقافية حيث قال: “شغفي بالشعر شخصي، وأكثرت بشعري من القصائد الغزلية والسياسية ونعمل بالتنسيق مع شعراء آخرين منهم “سعيد السراج” للارتقاء بالشعر الفراتي والنهوض به للوصول إلى ركب الثقافة الإبداعية على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا”.
الشاعر عمر الصران من الشعراء الحاذقين الذين يعملون في ساحة الإبداع الثقافي والشعري، ومن المساهمين في النهوض الشعري عبر القصائد الشعرية الموزونة التي تفسح المجال لتجسيد الصورة الحسية للواقع، والطبيعة الانسانية، وتدفع عجلة الثقافة والأدب للديمومة والاستمرار رغم كل التحديات التي تتعرض لها مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا.