علي خلو: بناء الجدار استكمال لاتفاقية سايكس ـ بيكو

روناهي/ الدرباسية –

قال عضو حزب اليسار الكردي في سوريا علي خلو، الدول التي تحتل كردستان، تحاول بشتى الوسائل استكمال ما بدأته الدول الاستعمارية في سايكس بيكو، وأشار إلى أن هناك مع كل أسف أطرافاً كردية، تسعى لتثبيت تلك الاتفاقية المشؤومة، وبتوجيهات من بعض الدول، التي تحاول احتلال المزيد من أراضي كردستان.

مر أكثر من قرن على تقاسم تركة الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط، والتي تقاسمتها الدول الغربية الاستعمارية، وهذا بعض نتائج الحرب العالمية الأولى.

ففي عام 1916 تقاسمت فرنسا وبريطانيا الأراضي، التي كانت تحتلها الإمبراطورية العثمانية، والتي كانت أحد المهزومين في نهاية تلك الحرب، هذا التقاسم تم على شكل اتفاقية، سُميت في حينها باسم اتفاقية سايكس – بيكو نسبة إلى الموقعين عليها. نتج عن هذه الاتفاقية دول الشرق الأوسط التي نعرفها حالياً، ولكن كل دولة كانت تقع تحت انتداب إحدى الدولتين الموقعتين على تلك الاتفاقية.

سايكس – بيكو قسمت الشرق الأوسط على أسس قومية، ولكن حرمت بعض الشعوب من حق بناء دولتها المستقلة، وعلى رأس هذه الشعوب كان الشعب الكردي.

الآن، وبعد مرور أكثر من قرن من الزمن، وبالرغم من المحاولات كلها، التي تسعى للتخلص من آثار سايكس – بيكو، تظهر بعض الأطراف، ومن بينها أطراف كردية، تسعى إلى ترسيخ ما خلفته اتفاقية سايكس – بيكو، وتعمل على تقسيم المقسم أصلاً.

أطراف كردية تساهم في تثبيت اتفاقية سايكس – بيكو

حول هذا الموضوع، ولكشف الأطراف، التي تسعى لترسيخ اتفاقية سايكس – بيكو جديدة التقت صحيفتنا مع عضو حزب اليسار الكردي في الدرباسية علي خلو، حيث قال: “حتى الأمس القريب كانت دول المنطقة تستكمل ما بدأته سايكس – بيكو، فيما يتعلق بكردستان، ولكن اليوم نشاهد أن أطرافاً كردية، أخذت على عاتقها مواصلة هذا الأمر، وذلك بتوجيهات من دول وأنظمة مستعمرة أساسا لكردستان، وهنا نتحدث بالتحديد عن سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وعلاقته الوطيدة مع المحتل التركي، الذي يحارب حتى طيور كردستان، حيث أن سياسيات ذاك الحزب، تتعارض مع مصالح الشعب الكردي”.

وأضاف خلو: “فصول سياسات الديمقراطي الكردستاني لا تنتهي، ففي الأمس أرسل قواته لمساندة طائرات المحتل التركي، أثناء قصفها لمناطق الدفاع المشروع في جبال كردستان، وقبلها سلم شنكال على طبق من فضة لمرتزقة داعش، ليفتكوا بشعبها تهجيرا، وقتلا، واغتصابا، واليوم نشهد تصعيدا غير مسبوقٍ لجرائم هذه الحزب بحق الشعب الكردي، حيث بدأ ببناء جدار إسمنتي بين شنكال وروج آفا، هذا الإجراء، الذي من شأنه أن يعمق الجرح، الذي خلفته الاتفاقيات الاستعمارية للشعب الكردي، فتقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء لا يزال جرحا ينزف في ضمير الشعب الكردي، من الصعب أن يندمل، والديمقراطي الكردستاني بأفعاله هذه، يرش ملحا على الجرح الكردي، لأن إجراءات وعلاقات هذا الحزب مع المحتل التركي، تُرسخ حالة التقسيم، التي فرضتها الدول الاستعمارية”.

الديمقراطي الكردستاني قبل بلعب دور الخيانة

وتابع خلو حديثه: “الديمقراطي الكردستاني لا يقوم بهذه الإجراءات من تلقاء نفسه، فهو لا يستطيع تحريك حجر واحد دون أخذ موافقته أبيه الروحي (دولة الاحتلال التركي)، حيث أن الدولة التركية هي المهندس، والعقل المدبر لسياسات الديمقراطي الكردستاني الداخلية منها، والخارجية كلها، وما هذا الحزب إلا منفذ لسياسات معلمه التركي، حيث إن دولة الاحتلال التركي تسعى بشتى السبل، لتقطيع أوصال الشعب الكردي، ولم تجد خيرا من الديمقراطي الكردستاني لتنفيذ هذه المهمة، ومع الأسف فإن هذا الحزب قبل على نفسه، أن يلعب دور الخيانة”.

ورأى خلو: “إن هذه السياسات، ولا سيما فصلها الأخير المتمثل ببناء الجدار بين شنكال، وروج آفا، جاء كمحاولة لخنق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، وإفشال هذا المشروع الديمقراطي، حيث إن محاربة هذه الإدارة الهدف الأول، لأنه المشروع الديمقراطي، الذي تحمله هذه الإدارة لشعوب الشرق الأوسط  ومن ضمنها الشعب التركي، وشعبنا في باشور كردستان، حيث إن هذين الشعبين، باتا يُبصران النجاحات التي حققتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وبدأت تتعالى بعض الأصوات في داخل باشور كردستان، تُطالب بتطبيق نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا في باشور كردستان”.

عضو حزب اليسار الكردي في سوريا علي خلو اختتم حديثه بالقول: “المحاولات كلها، والدعوات الهادفة لثني هذا الحزب عن سياسة الخيانة، التي ينتهجها بائت بالفشل، لذلك فإن الحل يكمن في داخل باشور كردستان، وذلك من خلال ثورة شعبية في وجه هذا الحزب، الذي يسير بباشور كردستان، وشعبها نحو الهاوية، لأن سياسات هذا الحزب تضرب عرض الحائط مصالح الشعب هناك، لذا لا بدّ من ثورة تطيح بحكم العائلة المالكة، وتفضي إلى حكم ديمقراطي قادر على تخليص باشور من سياسة التبعية للمحتل التركي”.