“على المرأة تخطي تجربة الانفصال بالمزيد من الثقة بالنفس”

روناهي/ الطبقةـ  تعالج المرأة سلبيات وإيجابيات واقعها بعد الانفصال، من خلال العمل لأجل تحقيق التوافق النفسي مع ذاتها، والتكيف مع المجتمع الذي يحيط بها، ولتتخطى حدة التوتر بالاستعداد النفسي لردود فعل المجتمع اتجاهها، لذا عليها تجاوز هذه المرحلة بأسرع وقت ممكن لإعادة ثقتها بنفسها.

يعد انفصال الزوجين من أكثر التجارب قسوةً في حياة الرجل والمرأة وبشكل خاص لدى الأخير في مجتمعنا، فهو في معظم الحالات يؤدي إلى شعورها بالألم والفشل والخوف من المستقبل وعدم الثقة بالنفس، لكن على المرأة في هذه الحالة العمل على تجاوز هذه المرحلة بالاعتماد على قوة الشخصية، وإرادتها، وتجاهل المجتمع المحيط؛ وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا اللقاء التالي في دار المرأة مع إحدى عضوات لجنة الصلح كوثر رجب الأحمد في الطبقة، لتوضيح أهم العوامل التي تحقق للمرأة إمكانية تجاوز فترة التفريق بأقل تأثير ممكن على شخصية المرأة وتقبلها للمجتمع.

عوامل لتخطي تجربة حالات الانفصال..

وبهذا الصدد بدأت كوثر رجب الأحمد حديثها بأن عدد حالات الانفصال في فترة 18/8/2019، وحتى 18 /9/2019م، وصلت لحوالي 14 حالة في منطقة الطبقة، إلا أنه تم حل أربع حالات منها بالتراضي وعشر حالات تم توجيهها إلى المحكمة، كما وصل مؤخراً لدار المرأة خلال ثلاثة أيام ماضية أربع حالات طلاق هي قيد الدراسة من أجل الحل.

وأضافت كوثر بالقول: “على المرأة التي دخلت في هذه التجربة أن تتخطى هذه المرحلة من خلال عدة عوامل تساعدها للخروج من التأثير النفسي وعودتها السريعة للتكيف مع المحيط، أهمها؛ امتلاك الإرادة، فأن المرأة لابد أن تمتلك الإرادة، لأنها العامل الأساسي للتخلص من سلبيات الانفصال وتداعياته، وعليها أن تتحصن بالإرادة في وجه تفكيرها السلبي، وفي وجه المجتمع ونظرته إليها كشخص عاجز أو فاشل، أما إذا امتلكت المرأة الإرادة فستتمكن من النجاح في تخطي هذه التجربة والبدء في تجربة جديدة تماماً، ومحاولة التفكير بالإيجابيات التي تخدم حياتها وكذلك التكيف مع الواقع الجديد، وتخطي الماضي والتفكير بالحاضر والمستقبل”.

عودة الثقة إلى المرأة

وأضافت كوثر بأنه على المرأة بعد الانفصال أن تبدأ في التفكير بما يميزها وتسعى لإعادة بناء ثقتها بنفسها مجدداً، وتابعت قائلةً: ” نتيجة الانفصال تختلف من امرأة لأخرى، فالمرأة التي تخوض تجربة الانفصال في سن صغيرة هي الأقرب إلى استعادة ثقتها بنفسها بشكلٍ سريع لما تملكه من سرعة في التكيف، وبأنها ما زالت صغيرة والفرص والتجارب أمامها عديدة، أما الأكبر سناً فتتأخر عملية إعادة ثقتها بنفسها، فكثيراً ما يكون لديها أطفال مما يصعب هذه المرحلة عليها خاصةً أنها بجانب العبء النفسي للانفصال تحمل عبء رعاية الأبناء ومشاكل الوصاية والحضانة والنفقة وغيرها من الأمور، وعليها أن تقاوم سلبيات هذه المشاكل وتراعي التوافق النفسي مع ذاتها أولاً ثم مع الآخرين ليتحقق لها الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي”.

البحث عن الأهداف الجديدة

وأشارت كوثر إلى ضرورة وضع المرأة لنفسها أهدافاً في الحياة مثل؛ إكمال دراستها وإيجاد عمل مناسب لها، وأن تعود إلى ممارسة هواياتها القديمة وأن تطلع أكثر وتتابع وتقرأ الموضوعات التي تجذبها وتوسع من دائرة معرفتها، ولا بد أن تضع المرأة خطة دقيقة لبداية جديدة تتضمن ممارسات واهتمامات مختلفة عن تلك التي كانت تمارسها أثناء زواجها حتى تتمكن من التخلص من هذه الصفحة المؤلمة من حياتها.

عدم الخجل من تجربتها

وأردفت كوثر بأنه يمكن للمرأة أن تحدد نظرة المجتمع إليها، ونوهت قائلةً: “نظرة المجتمع دائماً نسبية، ولتتمكن المرأة من تجاوز أزمة الانفصال والنجاح في حياتها، عليها التفكير بإيجابية حتى ترى أن الانفصال مجرد تجربة يمر بها الإنسان خلال حياته، وعلى المرأة التي خاضت هذه التجربة أن تحاول الابتعاد عن الخجل من تجربتها أو من نفسها، فهي وصلت إلى مرحلة الانفصال بسبب استحالة العيش مع الزوج”.

التكيف والبدء من جديد

وشددت كوثر إلى ضرورة التكيف مع المجتمع، وبينت بأن هذا يحتاج من المرأة أن تشغل نفسها بأشياء مفيدة كالدراسة أو عمل جديد، وأن تضع برنامجاً لحياتها وتفتح منافذ جديدة لتعيش في بيئة مغايرة لبيئتها القديمة.

مراجعة الذات والتأني في الارتباط

وذكرت كوثر بأن المرأة بعد الانفصال يجب أن تعيد اكتشاف ذاتها من خلال توجيه النظر لإمكاناتها، والتفكير في الأخطاء التي وقعت فيها لتتعلم منها، وضرورة بقاء المرأة بعد الانفصال فترة معينة بدون ارتباط جديد، وعليها بألا تستعجل الدخول في تجربة جديدة حتى لا تقع في أخطاء التجربة السابقة، ولا بد أن تعمل أولاً على استعادة ذاتها وتحديد احتياجاتها وفقاً لما مرت به، وتستعيد ثقتها بنفسها وباختياراتها مرة أخرى لكي تكون قادرة على الثقة بالشريك الآخر.

الاهتمام بالذات

وتابعت كوثر حديثها بأن المرأة قبل الانفصال تتجه كل قوتها الذهنية إلى كيفية التخلص من العلاقة الزوجية السيئة، لذا تفقد رونقها لذا عليها الاهتمام بالمظهر لتستعيد ثقتها بنفسها وتشعر بالأمان النفسي، ويمكنها أن تختار ألواناً جديدة لم تكن ترتديها من قبل وتحاول أن تكون جريئة في اختياراتها، وتبتعد عن التفكير في رأي المجتمع المحيط بها دائماً لأن ذلك سيحبطها.

مشاركة المقربين بما يجول في نفسها

واختتمت العضوة في لجنة الصلح بدار المرأة في الطبقة كوثر رجب الأحمد بأن على المرأة التي خاضت تجربة الانفصال أن يكون لديها استعداد نفسي لتقبل واقعها، وأن تقضي وقتاً مع أشخاص لديهم القدرة على سماعها بحب وفهم ما تمر به من مشاعر، وأن تضع نفسها في بيئة اجتماعية مناسبة غير تلك التي كانت فيها خلال فترة الزواج.