عريب بن سعد القرطبي وأحد مشاهير التصنيف التاريخي في قرطبة، على حدّ ما أورده صاحب (الذيل والتكملة)، ومع أن جزءا من أحداث حياته ظل مغموراً، فإن المأثور منها تولية عبد الرحمن الناصر له عاملا على (كورة شونة) سنة (331هـ) ثم استكتبه الحكم المستنصّر بن ناصر، ناهيك عن مكانته الأثيرة عند الحاجب (أبي جعفر المصحفي)، ومقام رفيع عند (المنصور بن عامر)، فقد كان (عريب) مؤرّخا واسع المعرفة بالتاريخ، جامعا للأخبار ومصنّفا اشتهر له كتاب (صلة تاريخ الطبري) وكان بدأه سنة (291هـ) وهي السنة التي وقف (الطبري) عندها في تاريخه، وتابعها (عريب) في السرد التاريخي إلى سنة (320هـ) ففي كتاب (الذيل والتكملة) ورد أن لـ (عريب) تاريخه الذي اختصره من تاريخ (أبي جعفر الطبري)، وأضاف إليه أخبار إفريقية والأندلس، وهو كتاب ممتع، ويبدو أن كتاب (المختصر من تاريخ الطبري) غير كتاب (صلة تاريخ الطبري) الذي طبعه (دي خويه) وألحقه أيضا بالجزء الثاني عشر من (تاريخ الرسل والملوك) للطبري، ثم إنّ (عريب) أديب بارع وذو حظ ّمن الّلغة والنّحو، كما كان طبيبا ماهرا، ذا عناية بكتب الأطبّاء القدماء والمحدّثين، على أن شهرته في التاريخ خاصة، فقد أشار إليه في هذا الباب (علي بن موسى بن سعيد العنسي)، في مديحه في أبي عبد الله بن الحسين كما جاء في (نفح الطب) للمقرّيّ قول الشاعر: “وإن سرد التاريخ قلت عريب”
على أن (عريب) على قسط من الشاعرية من قبيلها ما كتبه في مجلس الحاجب (جعفر المصحفيّ)، وكان المجلس مكتظّاّ، فأجلسه (المصحفيّ) في مكان قريب، ولكن بينهما كان رجل آخر، فكتب إليه:
“حال بيني وبين وجهك في المجلس
شخص على القلوب ثقيــــــل
ما توهّمت قبلها أن شخصــــــــــــا
بين قلبـــي وناظـــري سيحـــــــول“
ولـ(عريب) من الكتب في طبّ الأطفال كتاب (خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين)، ويُعرف بكتاب (خلق الإنسان وتدبير الأطفال)، وكتاب (عيون الأدوية) وكتاب (الأنواء) وهو كتاب مفيد ومستعمل ومعتمد، وكتاب (في تفصيل الأزمان ومصالح الأبدان)، وكتاب (تقويم قرطبة) مترجم إلى الفرنسية نشره (دوزي) وفي الطبعة الثانية من نشر (شارل بلا) وهو كتاب في ذكر مجموعة من النجوم تمرّ بها الشمس في أثناء السنة، والمُدد الّتي تقضيها الشمس في كلّ برج من البروج الإثني عشر، واختلاف مطلع الشمس على الأفق الشرقي بين فصل وفصل، واستواء الشمس، وقصر ظلّ الأشياء كلّما ارتفعت، وتزايد طول النهار في الصيف مع قصره في الخريف، وتزايد طول الليل في الشتاء (مع قصر في النهار)، والتوسّط والاعتدال (في الربيع والخريف)، وميقات كلّ فصل وعدد أيّامه على مذهب علماء الفلك القدماء من اليونانيين خاصة، وصلة طبيعة البشر (بالقوة أو بالمرض) بحسب فصول السنة، والزرع والحبوب والنبات السنوي والغرس للأشجار ، واستعمال الأدوية تبعا للفصول كالفصد، وتحضير الأدوية من النباتات الفصليّة والأشربة والمربيات، والكتاب أيضا في علم تصارف الرياح ومذاهب العرب في الأنواء والأمطار بسبب رحلة البدو وتنقّلهم في البادية وراء الماء والعشب. ويرجح أن وفاة (عريب بن سعد القرطبي) كانت نحو سنة (370هـ / 980م) بقرطبة.
عريب بن سعد القرطبي وأحد مشاهير التصنيف التاريخي في قرطبة، على حدّ ما أورده صاحب (الذيل والتكملة)، ومع أن جزءا من أحداث حياته ظل مغموراً، فإن المأثور منها تولية عبد الرحمن الناصر له عاملا على (كورة شونة) سنة (331هـ) ثم استكتبه الحكم المستنصّر بن ناصر، ناهيك عن مكانته الأثيرة عند الحاجب (أبي جعفر المصحفي)، ومقام رفيع عند (المنصور بن عامر)، فقد كان (عريب) مؤرّخا واسع المعرفة بالتاريخ، جامعا للأخبار ومصنّفا اشتهر له كتاب (صلة تاريخ الطبري) وكان بدأه سنة (291هـ) وهي السنة التي وقف (الطبري) عندها في تاريخه، وتابعها (عريب) في السرد التاريخي إلى سنة (320هـ) ففي كتاب (الذيل والتكملة) ورد أن لـ (عريب) تاريخه الذي اختصره من تاريخ (أبي جعفر الطبري)، وأضاف إليه أخبار إفريقية والأندلس، وهو كتاب ممتع، ويبدو أن كتاب (المختصر من تاريخ الطبري) غير كتاب (صلة تاريخ الطبري) الذي طبعه (دي خويه) وألحقه أيضا بالجزء الثاني عشر من (تاريخ الرسل والملوك) للطبري، ثم إنّ (عريب) أديب بارع وذو حظ ّمن الّلغة والنّحو، كما كان طبيبا ماهرا، ذا عناية بكتب الأطبّاء القدماء والمحدّثين، على أن شهرته في التاريخ خاصة، فقد أشار إليه في هذا الباب (علي بن موسى بن سعيد العنسي)، في مديحه في أبي عبد الله بن الحسين كما جاء في (نفح الطب) للمقرّيّ قول الشاعر: “وإن سرد التاريخ قلت عريب”
ولـ(عريب) من الكتب في طبّ الأطفال كتاب (خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين)، ويُعرف بكتاب (خلق الإنسان وتدبير الأطفال)، وكتاب (عيون الأدوية) وكتاب (الأنواء) وهو كتاب مفيد ومستعمل ومعتمد، وكتاب (في تفصيل الأزمان ومصالح الأبدان)، وكتاب (تقويم قرطبة) مترجم إلى الفرنسية نشره (دوزي) وفي الطبعة الثانية من نشر (شارل بلا) وهو كتاب في ذكر مجموعة من النجوم تمرّ بها الشمس في أثناء السنة، والمُدد الّتي تقضيها الشمس في كلّ برج من البروج الإثني عشر، واختلاف مطلع الشمس على الأفق الشرقي بين فصل وفصل، واستواء الشمس، وقصر ظلّ الأشياء كلّما ارتفعت، وتزايد طول النهار في الصيف مع قصره في الخريف، وتزايد طول الليل في الشتاء (مع قصر في النهار)، والتوسّط والاعتدال (في الربيع والخريف)، وميقات كلّ فصل وعدد أيّامه على مذهب علماء الفلك القدماء من اليونانيين خاصة، وصلة طبيعة البشر (بالقوة أو بالمرض) بحسب فصول السنة، والزرع والحبوب والنبات السنوي والغرس للأشجار ، واستعمال الأدوية تبعا للفصول كالفصد، وتحضير الأدوية من النباتات الفصليّة والأشربة والمربيات، والكتاب أيضا في علم تصارف الرياح ومذاهب العرب في الأنواء والأمطار بسبب رحلة البدو وتنقّلهم في البادية وراء الماء والعشب. ويرجح أن وفاة (عريب بن سعد القرطبي) كانت نحو سنة (370هـ / 980م) بقرطبة.
