عدم تأهّل الجهاد يُعمِّق من جِراحه

قامشلو/ جوان محمد ـ كان حُلماً للصغير والكبير ارتداء قميص نادي الجهاد، هذا النادي العريق، (سفير الشمال)، والكثير من الألقاب التي كان يتصف بها، ولكنه اليوم جريح، ولعل تلك الجروح زادت، وبطعنة من لاعبيه والذين كانوا من المفترض أن يبلسوا قميصه، ويستمرون معه إلى الوصول للدوري السوري الممتاز، ولكن مُغريات المال حالت دون ذلك كما يقول الكثيرون.

مؤخراً أخفق نادي الجهاد بالتأهّل للمباراة الفاصلة والمؤهِلة للدوري السوري الممتاز لكرة القدم للرجال، وذلك بعد خسارته أمام نادي خطاب بثلاثة أهداف دون رد، نادي الجهاد الذي كان يرعب أندية كبار من الدوري السوري أمثال الوحدة والجيش وتشرين وإلخ… اليوم يخسر مع أندية لم يُسمع عنها في تاريخ الكرة السوريّة إلا قُبيل سنوات، مع جل الاحترام لكل هذه الأندية، ولكن ليس من الإنصاف أن نجد نادي الجهاد في هذا الحال، وخاصةً أنه كان قريب من اقتناص بطاقة التأهل للدوري السوري الممتاز.

الجهاد هذا الاسم الكبير في سوريا، بات نادي لم يَعُد يُحسب له حساب عكس السابق، وكما ذكرنا كيف كان يُرعب اسمه الأندية السوريّة من صغيرها إلى كبيرها.

في مرحلة الإياب بدأت القصة عندما تخلّف عدة لاعبين عن مباراة الجهاد مع جاره الهلال في مدينة الحسكة ضمن منافسات الدور الثاني من الدوري السوري للرجال للموسم 2023 ـ 2024، ولم تأخذ قصة غيابهم ضجة كبيرة، وانتهت المباراة بفوز الهلال بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.

ولكن بعدها تخلّف عدد كبير من لاعبي الجهاد عن السفر إلى حلب لاستكمال مباريات مرحلة الإياب، لمقابلة ناديي النواعير وخطاب، وخلق غياب اللاعبين والذين بلغ عددهم حوالي عشرة لاعبين سخط رياضي وشعبي حتى، واتهموا اللاعبين الذين غابوا أنهم تركوا الجهاد من أجل حفنةً من المال، بينما اللجنة الإعلامية عبر صفحة نادي الجهاد نوهت بأن رئيس مجلس إدارة نادي الجهاد ريبر مسور قد زار منازل اللاعبين كافة، ولكن الكثير منهم رفضوا السفر ولأسباب غير مُقنعة بحسب ما نشرته اللجنة الإعلامية للنادي.

في الوقت ذاته سكوت اللاعبين كان دليلاً واضحاً أن ما يتداوله الشارع الرياضي هو صحيح، وأن اللاعبين قد تخلّفوا عن السفر بسبب التزامهم مع فرق شعبية مشاركة بدوريات رمضان في مقاطعة الجزيرة، علماً أن الجهاد كان أكد عبر توضيح وبيان اللجنة الإعلامية “أن اللاعبين كافة حصلوا على كامل مستحقاتهم المادية، ومن مصادر خاصة وصلتنا أنهم قد استلموا بالدولار الأمريكي، فلماذا هذا الخذلان بحق نادي الجهاد؟”

في المباريات الشعبية التي تبلغ مدتها 40 دقيقة يتقاضى بعض اللاعبين 100 دولار أمريكي في المباراة الواحدة، هذا غير المكافأة التي تُمنح في حال التسجيل أو إحراز لقب الدورة، وكان الكثيرون يقولون في السابق أن من حق اللاعب تأمين لقمة عيشه وخاصةً البعض منهم أصبحت لعبة كرة القدم مصدر رزقه الوحيد تقريباً، ولكن عندما يصل الجهاد إلى مرحلة مصيرية، فقد كان الأجدر الالتزام والسفر مع النادي وتحقيق هدفه بالتأهل للدوري السوري الممتاز، وخاصةً إن الجميع كانوا حصلوا على مستحقاتهم المالية.

تعليقات واتهامات كثيرة طالت اللاعبين الذين تخلّفوا عن السفر مع بعثة الجهاد، والتي عادت خائبة ولم تُحقق المرجو بالتأهل للمباراة الفاصلة والمؤهِلة للدوري السوري الممتاز، وفي الوقت الذي لم يخرج أي لاعب وينكر هذه الاتهامات أو يرفضها، لتؤكد وتثبت صحة كل ما ذُكِر من كلام واتهامات توجهت إليهم، وفي خِضم كل ما ذُكِر كان الجهاد الضحية الأكبر والذي سينتظر لموسم آخر وقد يتأهل وقد لا يتأهل مجدداً وخاصةً أنه لا تلوح بالأفق أي انفراجات ستطال النادي مستقبلاً، وخاصةً من الناحية المادية، والتي باتت العمود الفقري للأندية كافة.