عبد الله المضحي: “سنقف صفاً واحداً خلف قوات سوريا الديمقراطية”

حوار/ مصطفى الخليل ـ ماهر زكريا –

تقترب قوات سوريا الديمقراطية بدعم من أبناء العشائر السورية، من بسط نفوذها والسيطرة بالكامل على أخر منطقة جغرافية سيطر عليها مرتزقة داعش، في الشرق السوري بعد التضحيات التي بُذلت من أبناء المنطقة والتهديدات التركية المتكررة عليها، والدور السياسي الذي ترغب العشائر بالمضي فيه لإعادة الإعمار لمناطقهم بعد الدمار الذي لحق بها.

وحول هذا الموضوع؛ أجرت صحيفتنا حواراً مع الناطق الرسمي باسم مجلس صلح العشائر في منطقة الطبقة وريفها عبد الله المضحي الذي أوضح دور المجلس في المرحلة المقبلة في المنطقة، وكان الحوار على الشكل التالي:

ـ مع اقتراب داعش من الانتهاء في جغرافية شرق الفرات على يد قوات سوريا الديمقراطية، ما هي نظرة العشائر لهذا الانتصار؟

إن عشائر الشمال والشرق السوري تتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية وتقف خلفها وتساندها؛ لأن تلك القوات مؤلفة من أبناء المنطقة ويمكن تعريفها بأنها قوات عسكرية متعددة الأعراق والأديان والشعوب التي يتكون منها الشعب السوري، الذين أدهشوا العالم في معارك التحرير بعد انطلاقتها للقضاء على مرتزقة داعش، والتي جعلت من تحرير مناطق شرق الفرات أولوية لا بد منها، حيث ضمت في صفوفها أبناء العشائر العربية في مناطق الشرق والشمال السوري، وتلك المناطق هي من أكثر المناطق التي لحقتها الانتهاكات والغطرسة من المرتزقة. إن العشائر العربية تقف صفاً واحداً مع قوات سوريا الديمقراطية التي حررت المنطقة انطلاقاً من كوباني ومروراً بمنبج والرقة وصولاً إلى قرب انتهاء داعش في مناطق ريف دير الزور الشرقي عسكرياً والذي يعد نصراً استراتيجياً لتلك القوات وستبقى العشائر بعد هذا النصر إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في جميع التحديات التي تواجهها في المنطقة تحت مظلة مجلس سوريا الديمقراطية.

 ـ تركيا ترفع نبرة تهديداتها مع كل انتصار تحققه قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، ما موقفكم من هذه التهديدات التي تطال مناطق قوات سوريا الديمقراطية؟

بالنسبة للتهديدات التركية؛ فهذا أمر اعتدنا عليه وهذه التهديدات هي نتاج الفشل السياسي لحكومة العدالة والتنمية، على الصعيد الدولي والاقليمي والاقتصادي، ودائماً تلجاً الحكومة التركية لخلق الأزمات وتصديرها إلى الخارج وبخاصة إلى دول الجوار، علها تخفف من فشلها السياسي تجاه الشعب التركي والشعوب التي تعيش ضمن الجغرافية التركية. ولكن؛ هذه التهديدات والتصريحات المستمرة أصبحت مكشوفة للقاصي والداني، ونحن شعب لا نقبل الاحتلال من أي جهة كانت وسنقف جميعاً صفاً واحداً ضد تلك التهديدات، وسنمضي في مقاومة المحتلين، ومن جانبا من يريد سلامتنا وسلامة شعبه والحفاظ على حدودنا وحدوده نحن جاهزون للتفاهم معه. ولكن؛ بضمانة دولية تضمن مصالح وحقوق جميع الأطراف. وشعبنا وقواتنا العسكرية لم يسبق لها أن اعتدوا على الأراضي والحدود التركية، ودائماً الاعتداءات والتجاوزات تأتي من الجانب التركي والوقائع والقتل على الحدود شاهد على ذلك، وشعوبنا في المنطقة لن تسمح بهذه الاعتداءات والاحتلالات وستكون صفاً واحداً في وجه كل طامع في الأراضي السورية والعشائر العربية جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي في المنطقة.

ـ تحاول خلايا الاحتلال التركي وغيرها العبث بأمن واستقرار المنطقة؛ كيف ستقف العشائر في وجه كل من يحاول العبث بأمن المنطقة؟

هناك فئة ممن غرّر بهم حاولوا العبث بأمن واستقرار المنطقة، وترويع الآمنين من المواطنين وهناك مجموعة من الأشخاص تورطت في تلك الأحداث، وعليهم أن يعلموا أنه ليس هناك أهم من أمن واستقرار المنطقة. وكلنا يعلم أنه هناك أيدٍ خفية من ضعاف النفوس من أجل مبلغ من المال يحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة، ونحن كعشائر عربية سنقف في وجه من يحاول العبث في أمن واستقرار المنطقة ولن نسمح لهم في ذلك، وعدم انسياقهم خلف كل ناعق أو حاسد أو حاقد سواء في الداخل أو الخارج، أن وجد أي خطأ أو تقصير؛ فهناك طرق كثيرة لإصلاحه وليس حله بالفوضى والعبث، وأوصي الجميع بالتعاون التام مع قوى الأمن الداخلي وإبلاغهم عن أي شخص يهدد أمن واستقرار المنطقة، فالمسؤولية كبيرة على أبناء الوطن بجميع فئاته والحرص على كل مما شأنه خدمة المواطن.

ـ كنتم من احتضنتم وشاركتم قوات سوريا الديمقراطية التضحيات ودماء الشهداء للقضاء على الإرهاب، هل ستستمرون في دعم هذه القوات بعد القضاء على داعش؟

بما أننا شاركنا قوات سوريا الديمقراطية منذ البداية، وقد جاء هذا الاتفاق والمشاركة نتيجة قناعة بالمشروع الذي تحمله قوات سوريا الديمقراطية، وخلال المعارك التحرير ضد داعش امتزجت الدماء الشعوب مع بعضها البعض. ومن الطبيعي الاستمرار في الالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية، لتحقيق الحرية والديمقراطية على الاراضي السورية، لا بالفرقة بل بزيادة التلاحم والتآخي وفيما يتعلق بالحرب ضد داعش مستمرة بشكل كثيف، وفي هذا الصدد سيستمر هذا النضال بقدر كبير من المسؤولية، لتطبيق المساواة بين جميع الشعوب وضمان الحقوق والحرية والعدالة التي ننشدها. وكذلك ضمان حياة المواطن وممتلكاتهم ليعود الأمن والاستقرار إلى جميع أرجاء سوريا بعد القضاء على إرهاب داعش، لأن هزيمة داعش في منطقة لن تكون كافية لإحلال السلام بل تحرير الشمال السوري من الاحتلال التركي.

ـ ما السيناريوهات المتوقعة بعد انتهاء داعش على الأرض في شرق الفرات؟

السيناريوهات المتوقعة بعد انتهاء داعش من جغرافية شرق الفرات متعددة ومتنوعة، وهي مرهونة بالتوافقات الدولية المتدخلة في الأراضي السورية، وعلينا أن نكون الطرف الأقوى في هذه الاتفاقيات؛ لأننا أصحاب الأرض ونحن من نعاني ومن تشرد ومن ضحى وسالت دماؤه على هذه الأرض، واختلطت دمائنا كشعوب ومكونات المنطقة، في ساحات المعارك ضد داعش، ولا تخفى تلك المعاناة على أحد، فنحن كسوريون أصحاب المصلحة الحقيقة في حل قضيتنا وعلى العالم مساعدتنا والوقوف إلى جانبنا، ونشر العدالة والمساواة بين جميع شعوب المنطقة.

ـ ما الدور المتوقع أن تقوم به العشائر إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في حماية المنطقة لضمان عدم عودة الإرهاب؟

 العشائر جزء لا يتجزأ من الشعب ويقع على عاتقها ما يقع على عاتق شعوب المنطقة، من حماية المنطقة وتوجيه الأفراد. ولن تسمح العشائر للعابثين أن يعبثوا في أمن المنطقة وسلامتها مرة أخرى، وتقف صفاً واحداً في وجه المؤامرات والفتن التي تحاك ضدنا من قبل اعدائنا وأن نكون متيقظين لهذا الأمر يكفينا ما عانينا من قتل وتشريد وتهديد. أناشد شعبنا الغيور بألا يكونوا ألعوبة بيد الآخرين، وأن يجلس الجميع على طاولة المفاوضات ليتناقشوا حول مصيرهم برعاية دولية، لتُحل جميع المشاكل العالقة والمختلف عليها، وأن تصل الاجتماعات إلى صيغة توافقية ترضي جميع السوريين وتنهي هذه الأزمة التي طال أمدها.