سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عبد الكريم كوسا: لن تستطيع أي قوة كسر إرادة شعب ارتوى من فكر القائد عبد الله أوجلان

الحسكة/ محمد حمود ـ

أكد المواطن عبد الكريم كوسا؛ الذي التقى القائد عبد الله أوجلان، أن فكره وفلسفته باتا يمثلان عنصر إلهام للشعوب التواقة للحرية في الشرق الأوسط، منوهاً، بأنه لا تستطيع أي قوة كسر إرادة شعب ارتوى من فكر القائد.
ترك القائد عبد الله أوجلان أثراً كبيراً في نفوس كل من التقاه، حتى بات اللقاء أهم حدث في ذاكرة من التقوا به وولادة جديدة لهم، فباتوا يسردون تفاصيل ذلك اللقاء وكأنه حصل اليوم؛ ومن هؤلاء عبد الكريم كوسا.
عبد الكريم من مدينة الحسكة، وقد تعرف على حركة الحرية عام 1987 وتحدث عنها على هذا النحو: “تعرفت على حركة الحرية من خلال رفيقي، حينها كان العديد من الرفاق يقومون بأنشطة جماعية، وكانوا يزورون الكثير من المنازل، وكانت لدينا علاقة مع الحركات الكردية من قبل، ولكن عندما جاء الرفاق إلى روج آفا، سنحت لنا الفرصة للتعرف على الكردياتية أكثر من ذي قبل، بعد التعرف على الحركة، ارتبطنا بالحزب والرفاق كثيراً، لقد أثر سلوك وأسلوب الرفاق على نفسي وعائلتي كثيراً، ولفترة وجيزة قمنا بالنشاط الجماعي”.
اللقاء التاريخي
أما عن لقائه بالقائد عبد الله أوجلان؛ فقال عبد الكريم كوسا: “رأيت القائد عبد الله أوجلان في 27 تشرين الثاني 1994 في لبنان، ذهبت أنا ومجموعة من رفاقي إلى القائد عبد الله أوجلان، وفي طريقنا إليه أجرينا نقاشات، ودارت بين أسئلة كثيرة، فماذا نسأل القائد، وما الموضوعات التي نتحدث عنها؟، لقد كانت رؤية القائد عبد الله أوجلان تجربة مختلفة، في الحقيقة، لم تكن هناك حاجة للتخطيط الذي وضعناها، لأن القائد قبل أن يسألنا، فقد أخبرنا عن مشاكل المجتمع وواقعه وأوضاع أهالي روج آفا واحدة تلو الأخرى”.
وتحدث كوسا عمّا رآه لدى لقائه مع القائد عبد الله أوجلان: “لقد كان القائد ذا روح حيوية، كان يتعامل مع الجميع ولا يرى نفسه مختلفاً، ورأينا بوضوح من خلال حركاته، جلوسه، تناول الطعام وانخراطه معنا في محادثته، أن القائد أوجلان يمثل الشعب بأكمله”.
الرؤية الحقيقية للواقع
وتطرق كوسا في حديثه عن العبر والدروس التي تعلموها من القائد عبد الله أوجلان، مشيراً إلى أن ما قاله الأمس عند لقائه يثبت أهميته اليوم على أرض الواقع: “كان القائد عبد الله أوجلان قائداً ذا رؤية، في التسعينات، لم نصل إلى هذا المستوى من المعنى، فأفكاره اليوم تظهر أمام أعيننا الآن واحدة تلو الأخرى، ففي التسعينات، قال إننا بحاجة إلى أخوة ووحدة الشعوب، وشدد على إن تحرير وخلاص الشعوب المضطهدة يكون من خلال الوحدة، فأصبحت أخوة ووحدة الشعوب أملاً مع مشروع الأمة الديمقراطية”.
وذكر أيضاً عن تفاصيل أخرى فيما يخص التغيرات التي طرأت على شخصيته بعد اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان: “عند لقائي بالقائد عبد الله أوجلان، تأثرت به كثيراً، وبدأنا بالأنشطة الجماعية، وبهذه الطريقة زادت أنشطتنا السياسية والتنظيمية. مع الأفكار التي منحنا القائد، وموقف الرفاق معنا، تكوّن لدينا شعور قوي، إلى متى سوف يسحقوننا؟ وزاد تعرفنا على القائد ولقائنا به من مستوى تصميمنا، لذلك لم نعد نهتم للاعتقالات التي كان يمارسها النظام بحقنا، كان هناك خوف لكننا لم نحسب له أية حساب ووضعناه جانباً” مؤكداً بأن مجيء القائد عبد الله أوجلان إلى سوريا كان مصدر قوة للشعب”، مبيناً: “الحقيقة أنه يجب ألا أتعامل مع نفسي كما كان الحال قبل تعرفي على القائد عبد الله أوجلان وبعدها”.
مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل
ولفت عبد الكريم الانتباه إلى حقيقة أن مشروع الأمة الديمقراطية بدأ في الثمانينات بمخاطبة القائد عبد الله أوجلان مع الشعوب، وتابع: “لا يمكننا القول إننا فهمنا نموذج القائد أوجلان مائة بالمائة، كان القائد أوجلان يخاطب الإنسانية ويمثل الحقيقة، وكان فكرة للشعوب المضطهدة، ولم يقتصر الأمر على الكرد فحسب، بل تبنى أيضاً الشعب العربي والسرياني آراء وأفكار القائد أوجلان، واستمعوا إلى تسجيلاته الصوتية والمرئية وقرؤوا مرافعاته وأطروحاته، حتى أنهم أرادوا خلق جو للنقاش معه، وكانت للأنشطة الجماعية تأثير كبير على مشروع الأمة الديمقراطية الذي ظهر في روج آفا اليوم”.
وحول فكر القائد وأهميته قال كوسا، إن “الدول الفاشية ترى في فكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته نفياً لهم لذلك تحاول قطع صلته مع الخارج”، مؤكداً أنه “لن تستطيع أي قوة أن تكسر إرادة الشعب الذي ارتوى من فكر وفلسفة القائد”.
محاولات قطع الصلة بين المفكر والشعوب
وأكد كوسا بأنه يجب أن تصل أفكار القائد عبد الله أوجلان إلى الشعوب والعالم أكثر من ذي قبل: “لست الوحيد الذي يقول هذا، حيث يتقبل إخواننا العرب والأرمن وغيرهم أفكار القائد أكثر مما نتقبله اليوم، كما يريد الشعب الكردي، والعربي، والآشوري، والأرمني، والسرياني تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ليس الكرد فقط، فالشعوب التي تتبنى نموذج القائد أوجلان تسعى وراء قضية أخوة الشعوب، لقد ترك القائد أوجلان مثل هذا الإرث للإنسانية”.
وأوضح عبد الكريم كوسا في ختام حديثه أن “الشعوب المتعطشة للحرية ترى في حرية القائد عبد الله أوجلان، حريتها ومن أجل ذلك ستكسر الحدود المصطنعة وستغير كل شيء”، مؤكداً أن “الفاشية التركية تشدد العزلة على القائد عبد الله أوجلان خوفاً من وصول أفكاره للشعوب فتنهض، متناسية أن القائد ترك لهم فكراً وفلسفة تكفيهم لمئات السنين”.